استراتيجية التداعي الحر في الإرشاد النفسي

اقرأ في هذا المقال


من المعلوم أنّ الإرشاد النفسي علم يقوم على العديد من الاستراتيجيات التعليمية والإرشادية التي من شأنها معالجة المشاكل النفسية بكافة الطرق المتاحة، ولغاية يومنا هذا لا زلنا نسمع عن طرق وأساليب إرشادية من شأنها المساهمة في تقليل حجم الضغط والإرهاق النفسي والفكري الذي يعاني منه المسترشد، بحيث يتم التعامل مع المسترشد وفقاً لوجهات نظر واستراتيجيات مجرّبة كان لها العديد من النتائج الإيجابية، فمتى تبرز الحاجة إلى استراتيجية التداعي الحر؟

لماذا تبرز الحاجة إلى استراتيجية التداعي الحر في الإرشاد النفسي

1- للتنفيس الانفعالي عن المسترشد

يعمل المرشد النفسي على استخدام العديد من الاستراتيجيات الإرشادية التي تتنوّع أهدافها وطرق استخدامها حسب طبيعة المسترشد وحجم المشكلة النفسية التي يعاني منها، ولعلّ استراتيجية التداعي الحر من الاستراتيجيات التي تستخدم للتنفيس عمّا يجول في خاطر المسترشد من أفكار ومعلومات ومواقف سلبية كانت أو إيجابية لم يكن يرغب مسبقاً بالبوح بها، ولكن من خلال هذه الاستراتيجة يقوم المسترشد بالحديث عمّا يجول في خاطره ومواجهته بصورة مباشرة.

2. إطلاق العنان للأفكار والتحدث دون قيود

من خلال استراتيجية التداعي الحر يمكن للمسترشد أن يقوم بالحديث عن كلّ ما يجل في خاطره دون قيد أو شرط، وهذا الأمر من شأنه أن يساعد المسترشد في مواجهة الخطايا والخفايا التي لم يكن يجرؤ سابقاً على محاولة تذكّرها، الأمر الذي يزيد من حجم المعلومات التي يحصل عليها المرشد النفسي، ويزيد هذا الأمر أيضاً من سهولة التعامل مع المشكلة النفسية الإرشادية بطريقة أكثر وضوح، مما يستوجب التعامل مع المشكلة الإرشادية بصورة سهلة ومكشوفة لطرفي العملية الإرشادية، وبالتالي استخدام مجموعة من الخطط الإرشادية التي تساعد المسترشد في سرعة الاندماج المجتمعي والتخلّص من المخاوف القديمة والبدء بعلاقة ذاتية ومجتمعية جديدة.

3. مواجهة الخوف وتفريغ الكبت الداخلي

تقوم استراتيجية التداعي الحرّ على مجموعة من القواعد التي من شأنها مواجهة الذات وأية مخاوف سابقة كرّت بحياة المسترشد مهما كانت هذه المخاوف معيبة أو محزنة، وفي هذه الحالة لا يملك المسترشد أية معلومات ذات خصوصية تجعل منه يعاني من مشاكل وضغوط نفسية لا يستطيع البوح بها أمام الآخرين، فكلذ ما يملكه المسترشد من معلومات قد قام بالحديث عنها ولا يوجد ما يخشاه.

المصدر: أساسيات الإرشاد النفسي والتربوي، عبدالله أبو زعيزع، 2009. الإرشاد النفسي لأسر الأطفال غير العاديين، دكتور مصطفى حسن أحمد، 1996. الإرشاد النفسي للصغار والكبار، عبد الرقيب أحمد البحيري. الإرشاد النفسي عبر مراحل العمر، الأستاذ محمد ملحم، 2015.


شارك المقالة: