إنّ اكتئاب ما بعد الولادة هو حالة الاكتئاب التي تحصل عند العديد من النساء بعد الإنجاب، تتضمّن أعراض هذه الحالة الحزن وتغُّير في عادات النوم وتناول الطعام وانخفاض الطاقة والقلق، في الغالب تتطوّر هذه المشكلة من 4 إلى 6 أسابيع بعد الولادة، لكنّها يمكن أن تحدث بعد عدّة أشهر، فلا يشير هذا الاكتئاب إلى أنّ المرأة لا تحبّ طفلها الجديد، بل إنّه مرض نفسي يمكن علاجه بشكل فعّال بالعديد من الطرق.
إنّ هذا النوع من الاكتئاب لا يحصل فقط عند الأمّهات، حيث إنّ هناك دراسات إشارت إلى أنّ حوالي 15% من الآباء يمكن أن يصابون بهذه الحالة.
اكتئاب ما بعد الولادة لدى الرجال:
يواجه الكثير من الآباء والأمهات القلق والتوتر في حياتهم بعد ولادة مولود جديد، فيوجد الكثير من التحدّيات الجديدة التي تظهر في الحياة، هذه التحدّيات يمكن أن تتضمّن المشاعر أو العواطف القوية والحرمان من النوم وغير ذلك، يُقدّر الخبراء أنّ اكتئاب ما بعد الولادة لدى الرجال يحدث عندما يقارب 4% إلى 25% من الآباء الجدد في فترة الشهرين الأولين بعد قدوم الطفل، كما تشيع هذه المشكلة بشكل أكبر عند الرجال الذي يملكون شريكات يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة أيضاً.
إنّ أعراض اكتئاب ما بعد الولادة تختلف بين الأب والأم، من الأعراض التي تظهر في هذه الحالة عند الآباء، الغضب أو العدوانية، يفقد الاهتمام بالعمل أو بالنشاطات المفضّلة، أن يقوم بالعمل طوال الوقت، ينسحب وينعزل عن العائلة والأصدقاء، الشعور بالإحباط والتشاؤم وفقدان الأمل.
علاج اكتئاب ما بعد الولادة لدى الرجال:
تتضمّن الطرق التي تستخدم في معالجة اكتئاب ما بعد الولادة عند الذكور، الأدوية المضادة للاكتئاب، كما يمكن أن يتم وصف الأدوية الخاصة بتعديل المزاج في بعض الأحيان، إضافة إلى مضادات الذهان ومضادات القلق، ذلك وفق الأعراض التي تحصل عند الشخص، فمن الممكن أن يساعد تطبيق العلاج الكلامي للأب أو الأم معًا في تحسين الأعراض، في بعض الأحيان يمكن تطبيق أنواع من العلاجات في المستشفى عند الخوف من أذية الشخص المصاب بالاكتئاب لشريكه أو لطفله أو لغيره أو لذاته.
يوجد العديد من حالات الاكتئاب التالي للولادة، التي يتمّ علاجها بالتخليج الكهربائي أو من خلال تحفيز الدماغ المغناطيسي، إنّ العديد من الرجال يضحكون من فكرة إصابتهم باكتئاب ما بعد الولادة، حتّى عند اقتناعهم بوجود هذه المشكلة الصحية بشكل عام، فإنّهم لا يعترفون بوجودها عندهم، لذلك يجب التنويه إلى أنّ هذا الأمر لا يُعدّ مُعيب على الإطلاق، فالأبوّة تُعدّ حمل ثقيل وتحتاج إلى العطاء المديد بدون تلقّي النتائج مباشرة.
