الإرشاد المتمركز نحو الذات

اقرأ في هذا المقال


يتفق العاملون بالتوجيه والإرشاد النفسي على أنَّ المرشد الطلابي بحاجة كبيرة للتعرف على النظريات بشكل كلي، التي يقوم عليها التوجيه والإرشاد النفسي؛ ذلك يعود لأهمية تطبيقها أثناء الممارسة المهنية للعمل الإرشادي، حيث أنَّ هذه النظريات تمثل خلاصة ما قام به الباحثون في مجال السلوك الإنساني، التي وضعت في شكل إطارات عامَّة، تبين الأسباب والاضطرابات المتوقعة للمشكلات التي يعاني منها المسترشد، أيضاً ترصد الطُّرق المختلفة لتعديل ذلك.

جوانب اهتمام نظرية الذات:

  • أنَّ الفرد يعيش في عالم متغيِّر من خلال خبراته، يدركه ويعتبره مركزه ومحوره الأساسي.
  • يتوقف تفاعل الفرد مع العالم الخارجي وفق خبرته وإدراكه لها، لما يمثِّل الواقع لديه آن ذاك.
  • يكون تفاعل الفرد مع ما يحيط به، بشكل كلي ومنظَّم وبطريق سليمة أيضاً.
  • معظم الأساليب السلوكيّة التي يختارها الشَّخص، تكون متوافقة مع مفهوم الذَّات لديه.
  • التكيُّف النفسي يحدث عندما يتمكَّن الفرد من استيعاب جميع خبراته الحيَّة والعقلية والانفعالية، أيضاً إعطائها معنى يتلاءم ويتناسق مع مفهوم الذَّات لديه.
  • إنّ سوء التوافق والتوتر النفسي عند الأفراد، ينتج عندما يفشل الفرد في استيعاب وتنظيم الخبرات الحسيّة والعقلية التي يمرُّ بها.
  • الخبرات التي لا تتوافق مع مكونات ذات الفرد تعتبر مهدَّدة لكيانها، فالذَّات عندما تواجهها مثل هذه الخبرات تزداد تماسك وتنظيم؛ للمحافظة على كيانها.
  • الخبرات المتوافقة مع الذَّات يتفحصها الفرد ثمَّ يستوعبها، تعمل الذَّات على احتوائها، بالتالي تزيد من قدرة الفرد على فهم الآخرين وتقبُّلهم كأفراد مستقلين.
  • ازدياد الاستيعاب الواعي لخبرات الفرد يساعده على تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة لديه، التي تمَّ استيعابها بشكل خاطئ؛ لتؤدِّي إلى تكوين منهج أو سلوك خاطئ لدى الفرد.

المراحل التي يسلكها المشكل في النظرية:

  • مرحلة الاستطلاع والاستكشاف: يُمكن التعرُّفُ على الصعوباتِ الَّتي تعيقُ المسترشد وتسبِّب لهُ القلقَ والضيقَ، كما ويمكن التعرُّف على جوانبِ القوَّة لديه لتقويمِها والجوانِب السلبيَّةِ من خلالِ الجلساتِ الإرشاديَّة ومقابلةِ وليِّ أمرهِ أو إخوتهِ ومدرستِه وأصدقائِه وأقاربِه، تهدفُ هذهِ المرحلةُ إلى مساعدةِ المسترشِدِ على فَهم شخصيَّتهِ واستغلالِ الجوانبِ الإيجابيَّة منها في تحقيق أهدافِهِ كما يُريدُ.
  • مرحلة التوضيح وتحقيق القيم: في هذه المرحلة يزيد وعي المسترشد ويزيد فهمه وإدراكه للقيم الحقيقية، التي لها مكانة لديه، من خلال الأسئلة التي يوجهها المرشد إليه، التي يمكن معها إزالة التوتُّر الموجود لدى المسترشد.
  • تعزيز الاستجابات: تعتمد على توضيح المرشد لمدى التقدُّم الذي أحرزه المسترشد في الاتجاه الإيجابي وتأكيده للمسترشد، بأنَّ ذلك يمثل خطوة أولية في التغلُّب على الاضطرابات الانفعالية والتشوهات التي قد يعاني منها.

تفسير الإرشاد المتمركز نحو الذات للشخصية:

  • كلُّ منظّمٍ يتصرَّف بشكلٍ كلِّيّ في المجالِ الظَّاهريِّ، بدافعِ تحقيقِ الذَّات والسُّلوك الهادفِ، أيضاً لتحقيق النُّمو والتحرُّرِ من مقوماتِ تطوُّرهِ.
  • أنّ الإنسان خيِّر في جوهره ولا حاجة للسيطرة عليه والتحكُّّم به بأيِّ شكل.
  • المدركات والقيم تنشأ من تفاعل الفرد مع البيئة المحيطة به.
  • الذَّات تحافظ على سلوك المسترشد.
  • الذَّات في حالة نمو وتغير؛ نتيجة التفاعل المستمر مع المجال الظاهري، فالفرد لديه أكثر من ذات، مثل الواقعية، المثالية.
  • يصبح الفرد قادر على إدراك الخبرات بدون أي تشويه.
  • إنَّ الإنسان في حالة خبرة وتفكير مستمران.
  • إنَّ حياة الإنسان متمثِّلة في الحاضر وليس في الماضي أبداً.
  • إنّ العلاقة مع الآخرين من الأساسيات الضرورية.
  • إنّ الإنسان يسعى للتطوُّر والنُّمو.
  • كلما أدراك الفرد وتقبَّل بناء الذَّات لديه، تكوَّنت لديه خبرات أكثر ويزداد مفهوم الذَّات لديه.
  • يؤدِّي إنكار الخبرات أو تشويهها إلى عدم التكيُّف مع المحيط الخاص بالفرد.

مبادئ أساسية تستند عليها النظرية في الشخصية:

  • يعيش الفرد في عالم متغيِّر من الخبرات، فلكل فرد حقائقه الخاصَّة، التي تختلف عن حقائق غيره.
  • ما يمتلك الفرد من حقائق، يمثِّل العالم المدرك بالنسبة إليه، أفضل طريقة لفهم الفرد هي الوصول إلى طريقته في إدراك العالم، ما يسميه روجرز (الإطار المرجعي الداخلي للفرد).
  • ينمو فهم الذَّات لدى الفرد؛ نتيجةً لتفاعل الفرد مع البيئة، خاصَّةً في تعامله مع الآخرين، الذَّات هي كل منظم يعبّر عنه الشخص باستخدام ضمائر المتكلِّم.

طرق التعامل مع الخبرات:

  • ترمز الخبرات وتدرك وتنظِّم العلاقة مع الذَّات.
  • ‌يتم تجاهل الخبرات، باعتبار أنّه لا علاقة مدركة بينها وبين الذَّات.
  • ‌تشوُّه الخبرات على نحو خاطئ؛ لأنَّها تتعارض مع مفهوم الذَّات.

شارك المقالة: