الإرشاد النفسي وتأثيره على صناعة القرار

اقرأ في هذا المقال


ما تأثير الإرشاد النفسي على صناعة القرار؟

يعتقد البعض أنهم يعانون من كافة الأمراض والاضطرابات النفسية التي أوجدها علم الإرشاد النفسي، ولكن ولدى خضوعهم للعملية الإرشادية يتبيّن بأن المشكلة تكمن في عدم قدرتهم على صناعة القرار أو اتخاذه بصورة صحيحة، وأنّ الشك والريبة التي تتواجد في ذاتهم لا تكاد تفارقهم، بحيث يفقدون الثقة بأنفسهم ويبدؤون بالبحث عن الثقات أو الأشخاص القادرين على اتخاذ القرارات بصورة أسرع وأسهل خوفاً من المسؤولية.

ما دور المرشد في تعزيز صناعة القرار لدى المسترشد؟

من الطبيعي أن يعمل المرشد النفسي على تعزيز ثقة المسترشد بنفسه، وهذا الأمر يمكن علاجه من خلال المهارات التي يقوم المرشد بعرضها على المسترشد، والتي يتوجّب عليه أن يقوم ببعضها على سبيل التجربة، وأن يدرك المسترشد أن مشكلة الثقة بالنفس  والقدرة على اتخاذ القرار تؤدي بصاحبها إلى الفشل وعدم القدرة على النجاح المتوقّع، وعليه ان يدرك أن جميع الضغوطات التي يعاني منها تعلّق بالقدرة على تحمّل المسؤولية والثقة بالنفس والقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة.

ليس بالضرورة أن تكون جميع خياراتنا وقراراتنا سليمة، فالأخطاء التي نرتكبها نتيجة اتخاذنا القرارات تكون نسبة الخطأ فيها مرتفعة قليلاً ولا يمكن أن يتمّ كشف هذا الامر بصورة مباشرة فهو يحتاج إلى وقت لكشف هذا الخطأ، ولكن هذا الخطأ لا يعني أنّ الأمر قد انتهى أو أنّ الشخص أصبح فاشلاً في حياته الشخصية ولا يمكنه اتخاذ القرارات مرّة أخرى، فهناك دائماً فرصة وإن لم يستطع أحد إيجاد هذه الفرصة فالعملية الإرشادية خير ما يمكن القيام به للوصول إلى برّ الأمان.

كيف يؤثر الإرشاد النفسي على صناعة القرار بشكل إيجابي؟

إنّ جميع من يخضعون للعملية الإرشادية يدركون تماماً أنّ علم الإرشاد النفسي وجد لمعالجة الاضطرابات والمشاكل النفسية بصورة دقيقة وفاعلة، وعليه فإنّ القدرة على صناعة القرار تعتبر من أبرز المشاكل الإرشادية التي تواجه البعض، والتي يلجؤون بسببها إلى العملية الإرشادية لاعتقادهم أنهم يعانون من أمراض واضطرابات نفسية ذات أضرار أكبر.

ولعلّهم مُحقين، فإن عدم الثقة بالنفس وعدم القدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة وعدم إعطاء الذات اعتبارها اللازم يجعل من المسترشد وحيداً يشكّ في نفسه وفي الآخرين، وعليه فإنّ العلاج يكمن بالفعل في الخضوع للعملية الإرشادية لتحديد المشكلة والبدء بمعالجتها بصورة فورية قبل أن تتفاقم وتصبح عقدة نفسية لا يمكن الخوض فيها.

المصدر: أساسيات الإرشاد النفسي والتربوي، عبدالله أبو زعيزع، 2009. الإرشاد النفسي لأسر الأطفال غير العاديين، دكتور مصطفى حسن أحمد، 1996. الإرشاد النفسي عبر مراحل العمر، الأستاذ محمد ملحم، 2015. الإرشاد النفسي للصغار والكبار، عبد الرقيب أحمد البحيري.


شارك المقالة: