ليس شرطا أن يكون رأي الأكثرية صحيحا

اقرأ في هذا المقال


هناك العديد من الاستدلالات الخاطئة التي نعتمد عليها في حياتنا اليومية، دون إدراك حجم خطأها وعدم دقّتها، ولعلّ هذه الاستدلالات تعتبر من الحجج الواهية التي يستخدمها البعض لتأييد رأيه وإثبات وجهة نظره، ليس بقوّة الدليل ولكن بالالتفاف حول القضية المحورية، وعادة ما يتبيّن أنّ مثل هذه الاستدلات الخاطئة لا تقودنا إلى الحقائق بأنقى صورها، بل تقوم على نقل الوقائع بصورة مغايرة تماماً لما هو واضح وحقيقي، ولا يتم كشف الحقائق إلا بعد مرور العديد من السنوات أو القرون.

ليس شرطا أن يكون رأي الأكثرية صحيحا:

من أكثر الوسائل التي يعتمد عليها الآخرون لإثبات آرائهم هو الاستشهاد بآراء الغالبية، في حين أن هذا الأمر محفوف بالمخاطر ولا يعطينا أفضل النتائج الموضوعية، كونه يعتمد في بعض الأحيان على الحزبية أو القومية أو الشللية أو غير ذلك من الأساليب غير النزيهة، وكثيراً ما نسمع هذا الاستدلال الخاطئ بين الناس، بحيث يستشهد أحد ما بآراء الأغلبية لبيان خطأ الطرف الآخر دون وجه حق، وهذا أمر لا يعطينا الحقائق الموضوعية المجرّدة كما هي.

إثبات وجهات النظر بالاستشهاد برأي الأغلبية:

في الحقيقة أن الأكثرية من الممكن أن تكون خاطئة في رأيها، وأن العامل الكمي ليس شرطاً لإثبات الصحّة والواقع، فقد كان الأغلبية قديماً يعتقدون بأنّ الأرض مسطّحة وليست كروية، وكان يتم سجن أو قتل كلّ من يدّعي عكس ذلك، وقبل حوالي مئة وخمسين عام كان يعتقد العالم بأن الأرض هي مركز الكون، وقبل حولي عشرين عام كنّا نعتقد أنّ الأرض وحدها تمتلك الحياة، ولكن اليوم اتضح أن معظم البشرية كانت على خطأ وأنّ الأرض كروية، وأنها ليست سوى كوكب يُشكّل جزءاً صغيراً من مجرّة عملاقة وأننا لسنا الوحيدين في هذا الكون، وهذه الحقائق كانت وما زالت كما هي منذ ملايين السنوات، ودائرة الحياة تمشي بنظام متّسق لا يمكن ﻷحد المساس بها.

إن الاستدلال الخاطئ بأخذ غالبية الرأي يعتبر أمراً غير عادل، ويضعنا في الكثير من الأخطاء التي قد تؤثر بشكل سلبي على مسير حياتنا، فالكثير من الأخطاء التي نرتبكبها بشكل جماعي تتوضّح لنا حقيقتها بعد سنوات ويتبيّن بأننا جميعاً كنّا مخطئين، فالاستدلال برأي الأكثرية يفتقد إلى الدقّة والموضوعية والمصداقية.

المصدر: قوة التفكير، إبراهيم الفقي.غير تفكيرك غير حياتك، بريان تراسي، 2007.نظرية الفستق، فهد عامر اﻷحمدي، 2017.نقطة التركيز، بريان تراسي 2012.


شارك المقالة: