البعد الاجتماعي للأطفال العاديين نحو المعاقين

اقرأ في هذا المقال


تتنوع المسافات التي تكون بين الأفراد المعاقين والأفراد العاديين، وتتضمن المسافة الوثيقة  والمسافة الشخصية والمسافة الاجتماعية والمسافة العامة أو الرسمية، وتشير المسافة الاجتماعية إلى درجة تقبل أو رفض الأفراد في مجال العلاقات الاجتماعية، ويوجد عوامل تؤثر على المسافة الاجتماعية للفرد.

البعد الاجتماعي للأطفال العاديين نحو المعاقين

هي درجة عدم الثقة أو الاستياء يُبديها أعضاء جماعة ما نحو أعضاء جماعة أخرى، ويعبر عن ذلك عادة في حدود العلاقات التي يمكن أن يسمح بها أعضاء الجماعة الأولى لأعضاء الجماعة الأخرى، كما يقصد بها الاحساس بالانفصال أو الانفصال الاجتماعي الواقعي بين أفراد وجماعات، ولذلك كلما زاد البعد الاجتماعي بين جماعتين لكل منهما مكانتهما أو ثقافتهما المستقلة قلت درجة التعاطف، والفهم المشترك والمودة والتفاعل بينهما.

تمّ استخدام مفهوم المسافة الاجتماعية بعد أن تم تصميم أداة سيكومترية لقياسه، وقد استخدم هذا النوع من القياس مع أنواع مختلفة من الجماعات الاجتماعية القيم الاجتماعية والأنماط المهنية، واستخدم هذا المفهوم في مجال الإعاقة بصفة عامة للكشف عن مدى بعد أو قرب المسافة الاجتماعية بين العاديين والمعوقين.

تعددت الدراسات والبحوث التي تناولت معالجة هذه العلاقة، وقد انتهت النتائج إلى تواجد فروق بين الطلاب، وبالإضافة إلى وجود فروق بين اتجاهات الذكور والإناث نحو الأمراض والإعاقة، وقد تبين أن اتجاهات الإناث أكثر إيجابياً من اتجاهات الذكور نحو المرض والإعاقة.

أما فيما يتعلق بالعمر والنوع والمستوى التعليمي كعوامل في تقبل الأفراد المعوقين من قبل الأفراد العاديين، ولتحقيق الهدف تم تطبيق مقياس المسافة الاجتماعية، وقد وضع  في عين الاعتبار أن تكون العينة متساوية من حيث العدد بالنسبة للنوع في البحوث والدراسات، ولكنها مختلفة من حيث المستويات العمرية والتعليمية، وقد توصلت النتائج إلى وجود فروق تدل بشكل إحصائي على اتجاهات الأفراد نحو المعوقين وفقاً للنوع والمستويات العمرية والتعليمية.

فقد تبين أن اتجاهات الإناث صغار العمر وذوي المستوى التعليمي المرتفع أكثر نحو المعاقين، في حين تبين أن اتجاهات الذكور كبار العمر وذوي المستوى التعليمي المنخفض أكثر سلبياً نحو الأطفال المعاقين.

أنواع المسافات التي تتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة

1- المسافة الوثيقة

وقد تتضمن اللمس البدني والاحتكاك، وهي في الغالب تكون علامة على وجود علاقة حميمة بين شخصين، ولكن ليس بالضرورة أن تكون المسافة الوثيقة علامة على وجود علاقة وطيدة، فالاقتراب من فرد غريب أو الاحتكاك به في مكان عام قد تثير الاشمئزاز والنفور وتؤدي إلى نتائج عكسية، بينما على العكس قد تشير الراحة اذا ما كان الرئيس أو الأستاذ هو من يضع إحدى يديه على كتف الطالب.

2- المسافة الشخصية

ويقصد بها المسافة غير المنظورة التي يفرضها الشخص على الآخرين.

3- المسافة الاجتماعية

التي تفصل بين الأفراد بعضهم ببعض عند الانخراط في أنشطة اجتماعية مختلفة، ففي المناقشات الاجتماعية يجلس الناس أو يكونون متقاربين بصورة تمكنهم من الاستماع لما يقوله كل منهم، ومن المُلاحَظ أن المسافة في هذه الأحوال تظل ثابتة سواء كان المناقشون من الأصدقاء أو الغرباء.

4- المسافة العامة أو الرسمية

كالمسافة بين الطلاب والأستاذ في المحاضرة، وهي في الغالب تكون مسافة أكبر ترتفع فيها نبرات الصوت عن الحد العادي، وتشير المسافة الاجتماعية إلى درجة تقبل أو رفض الأفراد في مجال العلاقات الاجتماعية.

عوامل تؤثر على المسافة الاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة

1- الجنس

توصلت البحوث الى أن المسافة الاجتماعية بين الذكر والأنثى أقل من المسافة الاجتماعية بين الأنثى والأنثى أو الذكر والذكر.

2- العمر

إن المسافة الاجتماعية ما هي إلا ظاهرة متعلم وتنمو وتتبلور عند سن الثاني عشر، فقد تبين أن الأطفال ذوى الثانية من الأعوام يستخدمون ويستجيبون للمسافة الاجتماعية بنفس الأسلوب وطريقة التي يقوم بها الراشدين.

3- الثقافة

يوجد دليل واضح على أن ثقافة لها أثر على المسافة الاجتماعية، وبالإضافة الى ذلك تبين أن الأطفال الذين ينتمون إلى نفس الخلفية العرقية قد يتعلمون من ثقافتهم كيفية استخدام المسافة الاجتماعية مع الآخرين.

4- المكانة الاقتصادية والاجتماعية

إن المسافة الاجتماعية بين الأفراد تكاد تكون قليلة عندما ينتمي الأفراد إلى نفس المكانة الاقتصادية والاجتماعية؛ لأنهم يعيشون في ظروف معيشية متشابهة.

5- المحبة

إن المسافة الاجتماعية بين الأفراد تقل عندما تسود بينهم المحبة.

وفي الختام نستنتج أن البعد الاجتماعي يمثل جزءاً من بناء الدور في المجتمع، كما أنه قد يمكن النظر إليه بوصفه مرغوباً وشرعياً داخل النسق التقليدي والمستقر للتدرج الطبقي الاجتماعي، ويری بعض العلماء أن الأفراد يستخدمون أنواع مختلفة المسافات ومنها المسافة المكانية.

المصدر: 1- خالد عثمان. التدخل النفس حركي مع الأطفال المصابين بالشلل الدماغي. طبعة 2008. 2- خولا يحيى وماجدة عبيد. أنشطة للأطفال العاديين لذوي الاحتياجات الخاصة. دار المسيرة: عمان. الطبعة الأولى 2007.3- فاروق الروسان. مقدمة الاضطرابات اللغوية.دار الزهراء. الرياض. الطبعة الأولى. 4- مراد عيسى ووليد خليفة وأحمد أحمد وطارق عبد النبي.الكمبيوتر وصعوبات التعلم. دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر. الإسكندرية. الطبعة الأولى 2006.


شارك المقالة: