التشوهات المعرفية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


ما هي التشوهات المعرفية؟

التشوهات المعرفية هو نمط فكري مبالغ فيه لا يعتمد على الحقائق، وبالتالي يقود الإنسان إلى رؤية الأشياء بشكل سلبي أكثر مما هي عليه بالفعل، بعبارة أخرى فإنَّ التشوهات المعرفية هي عقل الإنسان الذي يقنعه بأن يصدق أشياء سلبية عن نفسه وعالمه، أي أنها ليست بالضرورة صحيحة.

يقع الجميع في التشوهات المعرفية في بعض الأحيان؛ وذلك لأنه جزء من التجربة الإنسانية، حيث يحدث هذا بشكل خاص عندما نشعر بالإحباط، ولكن إذا كان الفرد يشارك فيها كثيرًا، يمكن أن تتضرر صحته العقلية وتؤثر في الصحة النفسية، حيث أن أفكارنا لها تأثير كبير على ما نشعر به وكيف نتصرف، فعندما نتعامل مع هذه الأفكار السلبية على أنها حقائق، فقد يرى الإنسان نفسه ويتصرف بطريقة تستند إلى افتراضات خاطئة.

تسهم هذه التشوهات المعرفية في التأثير بشكل مباشر أو غير مباشر في الظروف الصحية النفسية مثل الاكتئاب والقلق، وغالبًا ما يكون عكس التشوهات المعرفية في صميم العلاج السلوكي المعرفي، ومن بين أنواع العلاج النفسي الأخرى.

أهم التشوهات المعرفية في علم النفس:

يمكننا تعلم كيفية حصر التشوهات المعرفية حتى نعرف متى يلعب عقلنا الحيل علينا، ثم يمكننا إعادة صياغة أفكارنا وإعادة توجيهها بحيث يكون لها تأثير سلبي أقل على حالتنا المزاجية وسلوكياتنا، فهناك العديد من التشوهات المعرفية الأكثر شيوعًا في علم النفس، حيث تتمثل أهم التشوهات المعرفية في علم النفس من خلال ما يلي:

1- الفلترة أو التصفية الذهنية:

تعمل الفلترة أو التصفية الذهنية على استنزاف وإجهاد جميع الإيجابيات في موقف ما، وبدلاً من ذلك التركيز على سلبياتها فقط، حتى لو كانت هناك جوانب إيجابية أكثر من سلبية في موقف أو شخص ما، فالشخص هنا يركز على السلبيات حصريًا.

2- الاستقطاب أو التفكير المستقطب:

يعد الاستقطاب أو التفكير المستقطب هو التفكير الذي يقوم به الشخص تجاه ذاته أي في نفسه والعالم بطريقة كل شيء أو لا شيء، فعندما ينخرط في أفكار سوداء أو بيضاء، بدون ظلال رمادية فهذا يقود إلى التشوه المعرفي، وعادة ما يؤدي التفكير بكل شيء أو لا شيء إلى معايير غير واقعية للغاية لنفسه وللآخرين ويمكن أن يؤثر على علاقاته وتحفيزه.

3- التعميم المفرط:

عندما يفرط الشخص في تعميم شيء ما، فإنه يأخذ حدثًا سلبيًا منعزلاً ويحوله إلى نمط لا ينتهي من الخسارة والهزيمة، ويمكن أن يظهر التعميم المفرط أيضًا في أفكار الشخص حول العالم وأحداثه.

4- خصم الإيجابيات:

خصم الإيجابيات يشبه التصفية الذهنية، ولكن الفرق الرئيسي هو أن الشخص يتجاهل الأمر باعتباره شيئًا لا قيمة له عندما يفكر في الجوانب الإيجابية.

5- الانتقال الى الاستنتاجات:

عندما ينتقل الشخص إلى الاستنتاجات بشكل مباشر، فإنه يفسر حدثًا أو موقفًا بشكل سلبي دون دليل يدعم مثل هذا الاستنتاج بعد ذلك يقوم بالترابط والتصديق والتفاعل مع افتراضاته واستنتاجاته، حيث يكون غالبًا ما يكون القفز إلى الاستنتاجات أو قراءة الأفكار ردًا على فكرة أو قلق الشخص المستمر.

6- التفكير الكارثي والتهويل:

يرتبط التهويل والتفكير الكارثي بالتشوهات المعرفية التي تتمثل بالانتقال إلى الاستنتاجات، وفي هذه الحالة، يقفز الشخص إلى أسوأ نتيجة ممكنة في كل موقف وسلوك إنساني وظرف يمر به سواء إيجابي أو سلبي، أي مهما كان غير محتمل، حيث أنه غالبًا ما يأتي هذا التشوه المعرفي مع أسئلة ماذا لو مثل ماذا لو لم يتصل بي لأنه تعرض لحادث؟ ماذا لو ساعدت هذا الشخص وانتهى به الأمر بالتخلي عني؟ وقد يتبع ذلك عدة أسئلة ردًا على حدث واحد.

7- التخصيص في الاعتقاد:

يقود التخصيص في الاعتقاد بأن نفس الشخص هو مسؤول عن أحداث خارجة عن إرادته كليًا أو جزئيًا، حيث غالبًا ما يؤدي هذا التشوه المعرفي إلى الشعور بالذنب أو إلقاء اللوم دون التفكير في جميع العوامل المعنية، وجميع المثيرات والظروف التي تعترض الطريق وتعرقل المسألة.

من خلال التخصيص في الاعتقاد، يأخذ الفرد الأمور على محمل شخصي أيضًا، بحيث يقوم بعض الأفراد المعنيين بمثل هذا النوع من التشوهات المعرفية بالتحدث عن المعتقدات الشخصية للأصدقاء والأقارب والجماعة على أنه هجوم ضده.

8- مغالطات التحكم:

تشير كلمة مغالطة إلى وهم أو سوء فهم أو خطأ، حيث يمكن أن تسير مغالطات التحكم بطريقتين متعاكستين إما أن يشعر الفرد بالمسؤولية أو يتحكم في كل شيء في حياته وحياة الآخرين معاً، أو يشعر أنه ليس لديه سيطرة على الإطلاق على أي شيء في حياته.

9- مغالطة الإنصاف:

يشير هذا التشويه المعرفي في علم النفس إلى قياس كل سلوك إنساني وموقف على مقياس من الإنصاف والعدل، حيث أن اكتشاف أن بعض الأشخاص الآخرين لا يعطون نفس قيمة الإنصاف للحدث يجعل من الفرد يشعر بالاستياء، بعبارة أخرى، يعتقد الفرد أنه يعرف ما هو عادل وما هو غير عادل، وهذا يزعجه عندما يختلف معه الآخرين.

تقودك مغالطة الإنصاف من التشوهات المعرفية في علم النفس إلى مواجهة صراع مع أشخاص ومواقف معينة لأنه يشعر بالحاجة إلى أن يكون كل شيء عادلاً وفقًا لمعاييره الخاصة، لكن الإنصاف نادرًا ما يكون مطلقًا ويمكن أن يخدم الذات في كثير من الأحيان.

10- إلقاء اللوم:

إلقاء اللوم يشير إلى جعل الآخرين مسؤولين عما يشعر به الشخص نفسه، مثل القول لقد جعلتني أشعر بالسوء هو ما يحدد عادة هذا التشوه المعرفي في علم النفس، ومع ذلك حتى عندما ينخرط الآخرين في سلوكيات مؤذية، فالفرد نفسه لا يزال مسيطرًا على ما يشعر به في معظم المواقف.

نصائح وإرشادات نفسية في التشوهات المعرفية:

يأتي التشويه المعرفي من الاعتقاد بأن الآخرين لديهم القدرة على التأثير في حياة الشخص، حتى أكثر منه هو، ومنها وباعتبارها تشوهات معرفية ذات تأثير سلبي في الكثير من المواقف، فإن عبارات ينبغي هي قواعد ذاتية وشخصية صارمة يحددها الشخص لنفسه وللآخرين دون النظر في تفاصيل الظروف.

من المهم التعود على أن الناس غير متاحين في كل الأوقات وأنه هو أيضاً لديه القدرات المحددة التي لا تسمح له بالتقدم بشكل مستمر، والتعود على أن إرضاء الناس يكون غاية لا تدرك بل يتوجب فعل المستطاع، ومن المهم أيضاً تقديم التحفيز الذاتي والدعم النفسي الذاتي من الفرد لنفسه.

يلعب التفكير العاطفي دور كبير في التشوهات المعرفية؛ لأنه الطريقة التي يشعر بها الفرد ما هي إلا انعكاس للواقع، حيث أنه يقود إلى الاعتقاد بالتفاؤل والكفاءة المناسبة للفرد نفسه تجاه مجالات الحياة النفسية والمهنية المتنوعة، حيث أن التشوهات المعرفية تقود إلى الاعتقاد بأن الأحداث المستقبلية تعتمد على ما نشعر به.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: