التعريف الاستكشافي للتثبيت والتعديل في علم النفس الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


التعريف الاستكشافي للتثبيت والتعديل في علم النفس الاجتماعي:

تتطلب الحياة من الناس تقدير كميات غير مؤكدة من المعلومات سواء التقليدية أو الجديدة، مثل كم من الوقت سوف يستغرق الفرد لإكمال ورقة خاصة بمصطلح محدد؟ أو ما مدى ارتفاع معدلات الرهن العقاري في خمس سنوات؟ وممكن ما هو احتمال وفاة جندي في تدخل عسكري في الخارج؟ هناك طرق عديدة لمحاولة الإجابة على مثل هذه الأسئلة، وأحد أكثرها شيوعًا هو البدء بقيمة تبدو في الملعب الصحيح ثم تعديلها حتى يتم الحصول على تقدير مُرضٍ.

تستند مثل هذه التقديرات إلى ما يسميه علماء النفس بإرشاد الإرساء والتعديل، أي التعريف الاستكشافي للتثبيت والتعديل حيث أنها تبدأ بقيمة ارتساء أولية ثم تعدل حتى يتم العثور على إجابة مقبولة، إن اختيار مصطلح الارتساء لقيمة البداية يتحدث عن واحدة من أكثر الميزات إثارة للاهتمام في هذا الإجراء، وعادة ما يفشل الأشخاص في التعديل بشكل كافي، أي أن القيمة الأولية تمارس بعض السحب على التقدير النهائي، مما يؤدي إلى تحيز النتيجة بشكل منهجي.

قدم عاموس تفيرسكي ودانييل كانيمان، اللذان وجهتا انتباه علماء النفس إلى إرشادات التثبيت والتكيف، دليلاً واضحًا على عدم كفاية التكيف، حيث قاموا بتدوير عجلة الحظ وسألوا المشاركين عما إذا كانت كميات معينة أعلى أو أقل من العدد الذي هبطت عليه العجلة، ثم طُلب من المشاركين تقدير القيمة الدقيقة للكمية المعنية.

أهمية التعريف الاستكشافي للتثبيت والتعديل في علم النفس الاجتماعي:

يُعد دليل الإرساء والتكيف أو ما يعرف بالتعريف الاستكشافي للتثبيت والتعديل في علم النفس الاجتماعي ذا أهمية كبيرة لعلماء النفس؛ وذلك لأنه يساعد في شرح مجموعة متنوعة من الظواهر النفسية المختلفة، على سبيل المثال غالبًا ما تكون تقديرات الناس لما يفكر فيه الآخرين متحيزة تجاه الذات أي يفترض الناس أن الآخرين يفكرون بشكل أكثر تشابهًا مع طريقة تفكيرهم مما هو عليه الحال في الواقع لأنهم يميلون إلى البدء بأفكارهم الخاصة ثم التكيف لمنظور شخص آخر.

يعاني الناس من تحيز الإدراك المتأخر، معتقدين أن النتائج السابقة كانت أكثر مجال للتصورات المستقبلية اللاحقة في ذلك الوقت مما كانت عليه بالسابق؛ وذلك لأنهم يرتكزون على المعرفة الحالية ثم يتكيفون بشكل غير كاف مع حقيقة أن بعض الأشياء المعروفة الآن لم تكن معروفة في ذلك الوقت.

بالإضافة إلى أهميتها لعلماء النفس، فإن للتعريف الاستكشافي للتثبيت والتعديل آثار مهمة علينا جميعًا في حياتنا اليومية، حيث يجب أن نكون جميعًا متيقظين للتأثير الذي يمكن أن تحدثه قيم البداية التعسفية على تقديراتنا، ويجب أن نحترس من الأفراد الذين قد يحاولون التأثير في أحكامنا من خلال تقديم قيم ابتدائية تخدم مصالحهم، وليس مصالحنا.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: