التغلب على السلبية

اقرأ في هذا المقال


عادة ما نقوم بوصف الآخرين بالسلبية، إلّأ أنَّ هذا الوصف يشوبه الكثير من الأخطاء حيث أنَّ علماء النفس أجمعوا على أنّه لا يوجد ما يسمّى بالشخص السلبي، فعندما نولد نكون على الفطرة فتبدأ الأسرة والمجتمع والأصدقاء بتكوين طبيعة الشخصية إمّا إيجاباً أو سلباً.

كيفية التغلب على السلبية:

إنّنا نكتسب السلبية منذ صغرنا عن طريق من يهتمون بنا كثيراً، مثل الوالدين والمعلمين والأصدقاء المقربين، وأصحاب السّلطات الأخرى الذين يضعون القوانين والأنظمة المجتمعية والأسرية، فعندما كنّا صغاراً واجهنا الكثير من كلمات النفي والأمر والنهي.

في دلالة على صعوبة ما سنقوم به، لنجد بعد ذلك أنَّ حياتنا أسهل مما كنّا نتصوّر وأننا ما زلنا مستمرين، وأنّ كلّ ما تمَّ تحذيرنا منه بعدم القيام به، لا يشكّل أيّ خطورة على حياتنا، مما يعني أن خوفنا عندما كنّا صغار، كان غير مبرّر، وجعلنا أشخاص مهزوزي الثقة، نخاف من عمل أي شيء.

إنَّ التعليمات السلبية المتكرّرة لها أثراً تراكمياً على شخصياتنا وحياتنا ككل، إذ نبدأ بالتفكير في احتمالات الفشل أكثر من النجاح، ثمَّ تصبح أفكارنا لا معنى لها، لاعتقادنا أنّنا سنفشل بالنهاية، وبالفعل ننتهي بالفشل، وينطوي على كلّ ذلك تأثّر واقعنا الملموس بهذه الأفكار.

يبدأ النجاح في أي محاولة نعتقد من خلالها أنّنا سننجح، وبعد ذلك تحويل الأفكار الإيجابية المحسوسة إلى مادية ملموسة، فالطريقة المثلى للتغلب على السلبية، هي أن نمنع الأفكار السلبية أن تتملكنا حين ورودها في أذهاننا، واستبدالها بأخرى إيجابية، ولكن هذا الأمر ليس بالسهل وخصوصاً بعد ما تعودنا على عاداتنا السلوكية والفكرية السلبية.

للتخلص من الأفكار السلبية علينا البدء بالأفكار السلبية البسيطة، ونقوم بإزالتها، ثمَّ ننتقل إلى الأفكار الأكبر من ذلك، حتّى نصل في النهاية إلى مركز التفكير السلبي ونقوم بإزالتها أيضاً، وبعد ذلك استبدالها بأفكار إيجابية.

كما وأنه علينا اتخاذ بعض الإجراءات للتخلص من السلبية، بدايةً من معرفة ما هو سلبي كمعيق في حياتنا، ومحادثة العقل بأمور إيجابية تدلّ على النجاح، تكرير العبارات التي تتحدث عن الإيجاب باستمرار بما يسمّى بمحاكاة الذات، والتوقف عن التذمر والانكماش، والابتعاد عن الأشخاص السلبيين، والتركيز على الأمور التي نريدها فقط.

المصدر: الثقة والاعتزاز بالنفس، إبراهيم الفقي.قوة التفكير، إبراهيم الفقي.مفاتيح النجاح العشرة، إبراهيم الفقي.


شارك المقالة: