التقييم النفسي للأطفال

اقرأ في هذا المقال


يمكن إحالة الأطفال لإجراء تقييم نفسي لعدّة أسباب، من بين أمور أخرى قد يكونون مصابين بالاكتئاب أو القلق أو لديهم مشاكل في الانتباه أو السلوك في المنزل أو في المدرسة أو يتعرضون للتنمر، كذلك قد يكون لديهم اضطراب في التعلم، في كثير من الأحيان عندما يكافح الأطفال في المدرسة أو يبدو أنّهم يتخلفون عن أقرانهم من حيث النمو، سيقترح المستشار أو المعلم على الطفل الخضوع لتقييم نفسي.

التقييم النفسي للأطفال:

مع نمو الأطفال وتطورهم قد يواجهون صعوبات في التعلم في المدرسة أو صعوبة في التركيز أو مشاكل في الانسجام مع الآخرين، عندما يحدث هذا يمكن للتقييم النفسي تحديد مكان الصعوبات، يقدم التقييم النفسي رؤى ثاقبة لتعلم الطفل وتطوره الاجتماعي والسلوكي والشخصي، ذلك بهدف تصميم توصيات لتخطيط احتياجات الطفل التعليمية والصحية العقلية، يقدم برنامج التقييم النفسي والتربوي لمركز دراسة الطفل بجامعة ييل مجموعة واسعة من خدمات الاختبار للأطفال في سن المدرسة والشباب.

التقييم النفسي هو عبارة عن سلسلة منظمة من المقابلات والاختبارات الموحدة، كذلك الاستبيانات المصممة لتقييم نقاط القوة والضعف في عدة مجالات، قد تحدد هذه الاختبارات النفسية على سبيل المثال أساليب التعلم وأنماط الأداء الاجتماعية والعاطفية، يسعى بعض الآباء إلى إجراء تقييم نفسي بدافع القلق بشأن مدى جودة أداء أطفالهم أو مراهقهم.

يُنصح الآباء الآخرون بالحصول على تقييم من قبل واحد أو أكثر من المتخصصين مثل المعلمين أو أخصائيوا الصحة العقلية أو أطباء الأطفال، الذين يلاحظون شيء غير صحيح، يتم إجراء التقييمات من قبل علماء نفس الأطفال المدربين تدريباً خاصاً والذين هم خبراء في ما يقومون به، يقوم أخصائيو الصحة العقلية بتقييم نقاط القوة والضعف لدى الطفل، ثم يعملون مع أولياء الأمور والمعلمين لصياغة نهج لمساعدة الطفل على التقدم.

يضمن التقييم النفسي أنّ كل فرد في عالم الطفل يعمل لتحقيق نفس الأهداف، يجب أن يأخذ التقييم النفسي في الاعتبار الطفل بأكمله، بما في ذلك الأسرة والمدرسة والمجتمع، كما تقول كاردونا وولينسكي التقييمات فردية دائماً بناءً على احتياجات الطفل وتعالج المخاوف التي أدت إلى الإحالة، قد ينظر التقييم النفسي إلى عدة أمور في الطفل وهي كما يلي:

  • الذكاء: تبحث هذه الاختبارات عن التأخيرات في النمو والمواهب الفكرية أو الإعاقات ومهارات اللغة والتواصل، كذلك مهارات التفكير غير اللفظي والسرعة في استيعاب ومعالجة المعلومات الجديدة.
  • الإنجاز: من خلال قياس التمكُّن من القراءة والرياضيات والكتابة، يمكن للاختبارات النفسية والتعليمية تحديد نقاط القوة الأكاديمية وتحديد صعوبات التعلم مثل عسر القراءة، بالنسبة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، يمكن أن يساعد التقييم النفسي في تطوير خطة تعليمية فردية للتعليم الخاص (IEP) في اجتماع فريق التخطيط والتنسيب (PPT).
  • الذاكرة والانتباه: غالباً ما يستخدم التقييم العصبي النفسي لتحديد اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، يمكن لهذه المجموعة من الاختبارات أيضاً قياس مهارات الذاكرة وقدرات التفكير والأداء التنفيذي مثل التخطيط والمهارات التنظيمية.
  • التطور السلوكي والعاطفي والاجتماعي: تدرس أدوات التقييم الاجتماعي والعاطفي والشخصية الاكتئاب أو القلق أو العجز الاجتماعي الذي قد يساهم في حدوث صعوبات في المنزل أو المدرسة، إذا كانت هناك مخاوف تتعلق بالصحة العقلية، فإنّ التقييم يوفر التوجيه لاستراتيجيات الإدارة السلوكية لاستخدامها في المنزل أو المدرسة، يمكنه أيضاً تزويد المعالجين بمعلومات لتخطيط العلاج بما في ذلك ما إذا كان الدواء مناسب أم لا.

ما الذي يجب أن يتوقعه آباء الأطفال الذين يخضعون للتقييم النفسي؟

قبل الموعد الأول يكمل الآباء الخطوة الأولى للتقييم النفسي وملء الاستبيانات المتعلقة بالتاريخ النمائي والطبي والاجتماعي والأكاديمي للطفل، هذه المعلومات إلى جانب نتائج التقييمات والتقارير السابقة من المدرسة هي بداية خطة التقييم النفسي، تتكون المرحلة التالية من مقابلات مع كل من الوالدين والطفل، يقدّم الآباء معلومات حول نقاط القوة والضعف لدى الطفل ويناقشون المجالات ذات الاهتمام الخاص، ثم يخضع الطفل لعدة جلسات اختبار والتي تفحص الأداء المعرفي والتعليمي والاجتماعي والعاطفي.

بمجرد الانتهاء من التقرير المكتوب يلتقي المقيم مع أولياء الأمور لمراجعة النتائج ومناقشة التوصيات المقترحة، يوفر برنامج التقييم النفسي والتعليمي مجموعة واسعة من خدمات الاختبار النفسي للأطفال في سن المدرسة والشباب في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك التقييمات الشاملة للأطفال في المدارس الابتدائية والمدارس المتوسطة والثانوية.

مبادئ توجيهية للتقييمات النفسية في مسائل حماية الطفل:

تعتبر مشاكل الأطفال الذين يتعرضون للإساءة والإهمال وبائية في مجتمعنا، كما تخلق قضايا قد يُطلب من علماء النفس معالجتها، علماء النفس في وضع يمكنّهم من المساهمة بشكل كبير في صنع القرار في مسائل حماية الطفل، قد توفر البيانات والخبرات النفسية مصادر للمعلومات ومنظور غير متاح للمحاكم فيما يتعلق بعمل الأطراف، بالتالي قد تزيد من عدالة القرارات الصادرة عن المحكمة أو وكالة الدولة أو طرف آخر.

مع زيادة تعقيد الممارسة النفسية وتوسع المشاركة المتبادلة بين علماء النفس والجمهور، تستمر الحاجة إلى إرشادات لتثقيف المهنة والجمهور والأطراف المعنية الأخرى فيما يتعلق بالممارسة المهنية المرغوبة في مسائل حماية الطفل في الازدياد، نظراً لأنّ علماء النفس قد يتولون أدوار ومسؤوليات مختلفة في مسائل حماية الطفل، فقد تمّ تطوير بعض الإرشادات بشكل أساسي لعلماء النفس الذين يقومون بإجراء تقييمات نفسية في مثل هذه الأمور.

هذه المبادئ التوجيهية هي مراجعة لمبادئ التقييمات النفسية في مسائل حماية الطفل، هذه الإرشادات مبنية على المبادئ الأخلاقية لعلماء النفس ومدونة قواعد السلوك الصادرة عن الجمعية الأمريكية لعلم النفس، يشير مصطلح إرشادات إلى العبارات التي توحي أو توصي بسلوك أو مساعي أو سلوك مهني محدد لعلماء النفس، تختلف المبادئ التوجيهية عن المعايير في أنّ المعايير إلزامية وقد تكون مصحوبة بآلية إنفاذ.

المبادئ التوجيهية طموحة في النية، تهدف إلى تسهيل التطوير المنهجي المستمر للمهنة والمساعدة في تسهيل مستوى عالي من الممارسة من قبل علماء النفس، لا يُقصد من الإرشادات أن تكون إلزامية أو شاملة وقد لا تنطبق على كل حالة مهنية، فهي ليست نهائية ولا يُقصد منها أن تكون لها الأسبقية على أحكام علماء النفس، الهدف المحدد للمبادئ التوجيهية هو تعزيز الكفاءة في استخدام الخبرة النفسية عندما يقوم علماء النفس بإجراء تقييمات نفسية في مسائل حماية الطفل.

تتناول قوانين حماية الطفل ثلاث مصالح وهي الطفل والوالدين والدولة، تؤكِّد قوانين حماية الطفل على أنّ للطفل مصلحة أساسية في الحماية من سوء المعاملة والإهمال، تتناول هذه القوانين أيضاً مصالح الوالدين في مسائل حماية الطفل، يتمتع الآباء بحقوق مدنية ودستورية مهمة فيما يتعلق برعاية أطفالهم، كما أقرت تطورات السياسة العامة والممارسات في السنوات الأخيرة بدور أنظمة الأسرة الممتدة والقرابة في مسائل رعاية الطفل، مثل السياسات التي تفضل إيداع الأطفال مع الأجداد أو أفراد الأسرة الآخرين بدلاً من الحضانة عندما يكون هذا الإيداع متوافق مع سلامة و رعاية الطفل.

على الرغم من استخدام مصطلح الآباء في هذه الإرشادات من أجل البساطة، إلّا أنّ هذا المصطلح يهدف أيضاً إلى تضمين الأشخاص بخلاف الوالدين البيولوجيين الذين يقومون بتربية الطفل، أيّ الأجداد والأقارب الآخرين وزوجة الأبوين والأوصياء والوالدين بالتبني من بين آخرين، بالإضافة إلى مصالح وحقوق الطفل والوالدين فإنّ للدولة كذلك مصالح في مسائل حماية الطفل، لكل الدول الحق في التحقيق والتدخل في الحالات التي يتعرض فيها طفل للأذى أو يوجد اعتقاد معقول بأنّ الطفل يتعرض للأذى.

تختلف الإجراءات المحددة التي توجه تدخل الدولة في قضايا حماية الطفل عبر الولايات القضائية، لكن يمكن فهمها على أنّها تشمل مراحل مختلفة قد تتداخل في الممارسة العملية، يسعى علماء النفس إلى التعرف على القوانين والإجراءات والممارسات ذات الصلة، حيث يقدمون تقييمات حماية الطفل.

تعد الكفاءات والمعرفة الخاصة ضرورية لإجراء تقييمات نفسية في مسائل حماية الطفل بحيث يمكن تقديم خدمات نفسية مناسبة للمحكمة أو وكالات الدولة، على سبيل المثال في الحالات التي تنطوي على إعاقة جسدية مثل ضعف السمع وإعاقات العظام وما إلى ذلك، يسعى علماء النفس إلى طلب المشورة من الخبراء في هذه المجالات، قد تنطبق هذه الحاجة إلى التشاور كذلك على جوانب أخرى من التنوع البشري، على سبيل المثال لا الحصر حالة الأقليات العرقية والتوجه الجنسي والوضع الاجتماعي والاقتصادي.

قد يكون إجراء التقييمات النفسية في مسائل حماية الطفل أمر متطلب مهني ومرهق شخصياً، قد تزداد مطالب وضغوط مثل هذه التقييمات؛ لأنّ قضايا التقييم قد تشمل إساءة التعامل مع الأطفال والإهمال أو العنف الأسري، يظل علماء النفس متيقظين للكيفية التي قد تؤثر بها هذه المشكلات شخصياً عليهم وعند الاقتضاء، يلتمسون الدعم من الأقران أو أيّ دعم شخصي آخر، كما يقومون بالدراسة والتدريب والإشراف أو الاستشارة ذات الصلة.

المصدر: الاختبارات النفسية، سوسن شاكر مجيدالاختبارات النفسية، د.فيصل عباسالاختبارات النفسية العصبية، سعيد بن سعد زهرانأسس بناء الاختبارات والمقاييس النفسية والتربوية، سوسن شاكر مجيد


شارك المقالة: