الصبر في التعامل مع الآخرين هو التحدي الأكبر

اقرأ في هذا المقال


هل نحتاج أن نتسم بفضيلة الصبر حتّى نستطيع أن نتعامل مع الآخرين بشكل مهذّب؟ أم أننا نحتاج إلى فضيلة الصبر في كافة جوانب حياتنا؟ في الحقيقة أن الصبر حاجة مُلحّة نحتاجها للتعامل في كافة جوانب حياتنا، فحصولنا على درجة تعليمية جيدّة تحتاج إلى الصبر، ونجاح مشروعنا يحتاج إلى الصبر، وتربية الأبناء يحتاج إلى الصبر، واكتساب احترام المدراء يحتاج إلى الصبر، ولكن التعامل مع الآخرين من أصعب الصبر الذي يمكننا أن نتعامل معه.

هل نحن متشابهون في أفكارنا؟

إنّ الناس موجودون في كل مكان حولنا، ولا يمكننا الاختباء عنهم وعدم التعامل معهم إلى الأبد، فالقائمة تطول من أقارب وأصدقاء وزملاء عمل ورفاق سفر ومتسوقين بالمتاجر وزبائن وعملاء وأبناء وأزواج وجيران، كلّ هذه القائمة وغيرها أناس نحتكّ بهم ونعاملهم بشكل مباشر، ومضطرين إلى أن نتقبّل رأيهم ونحترمه، ﻷننا خلقنا بأفكار وعقول تختلف من شخص إلى آخر، فلماذا لا يتحلى كلّ هؤلاء بالهدوء، والودّ، والأدب وتفهّم الآخرين.

فهم وتحليل المواقف يزيد من اختلافنا وصبرنا على الآخرين:

الناس متشابهون، ويملكون نفس نقاط ضعفنا، ويعانون من نفس مشكلاتنا اليومية، وغالباً ما يكونوا في عجلة من أمرهم، ولكن طريقة فهمنا وتحليلنا ﻷي موقف كان يختلف من شخص ﻵخر، إذ من غير الممكن أن نكون جميعاً متطابقين في التصرف والكلام وطريقة الفهم والتحليل، فنحن كما هم غيرنا نحتاج إلى الكثير من الصبر والقدرة على تحمّل الآخرين كما ومطلوب منهم أن يقوموا على تحمّلنا أيضاً.

ما السبب الرئيسي لمعظم مشكلاتنا؟

إنّ معظم المشكلات التي نشاهدها في الشارع وفي المتجر، وفي مكان العمل، وحتى داخل المنزل هي نتيجة لعدم التريث والصبر، فنحن نميل إلى التسرّع وإطلاق الأحكام العامة الخاطئة في جلّها، بعيداً عن الصبر والتأني، فنحن سعداء ﻷنّ أمهاتنا قد صبرنّ علينا ونحن صغار، كما وأنّ معلمينا وكلّ من قاموا بتعليمنا شيء ونحن صغار قد تحلّوا بالصبر والحكمة حتى قاموا بتعليمنا وإنضاج عقولنا.

كما وأننا شاكرين سعداء ﻷن أصدقائنا تحمّلوا عيوبنا وصبروا على أخطائنا في مواقف عدّة، كما وأننا سعداء لصبر أبناءنا وأقاربنا علينا في أخطاء كثيرة قمنا بها، وهذا الأمر متبادل بين الجميع حتّى يصبح عادة وقيمة لا يمكننا التنازل عنها، فصبرنا على الناس يجعل منا قدوة في أعينهم ويجعل منهم أشخاصاً صبورين تجاهنا أيضاً.

المصدر: غير تفكيرك غير حياتك، بريان تراسي، 2007.قوة التفكير، إبراهيم الفقي.قرارات تغير حياتك، هال ايريال.نقطة التركيز، بريان تراسي 2012.


شارك المقالة: