الصدمة النفسية والعاطفية عند المرأة

اقرأ في هذا المقال


قد يتلقَّى العديد من الأشخاص حدث غير سار بشكل مفاجئ، فيؤدي ذلك لحدوث صدمة نفسية في حياتهم، فالصدمات متعددة إلّا أنّ درجاتها تختلف، سواء الرّسوب في امتحان أو خسارة وظيفة بشكل مفاجئ أو خسارة المال الطائل أو طلاق أو حادث أليم أو فقدان أحد الأحباب، كما أنه في بعض الأحيان لا تكون الصدمة متعلقة بنا وإنّما مجرد مشاهدتنا لحادث مروع أمامنا قد تسبب صدمة نفسية.
مهما كانت القوة التي لدينا فإنّ حدوث صدمة في حياتنا يكون لها تأثير علينا وتترك أثر نفسي فينا لوقت معين، يظهر اختلاف في استجابات الأشخاص وذلك بالاعتماد على قوة الشخص النفسية وقدرته في التعامل مع الحدث.

مراحل الصدمة النفسية:

  • مرحلة عدم التصديق: في هذه المرحلة لا يصدّق مصدق ما حدث؛ أي أنّ العقل لا يستوعب الموقف الذي شاهده بعينيه أو الخبر الذي سمعه.
  • مرحلة الرفض: أن يرفض الشخص ما حدث؛ لأنّه يكون قد وصل إلى الإدراك لما حدث إلّا أنّ العقل يرفض التصديق من صعوبة الموقف.
  • مرحلة الإحباط: يشعر الفرد في هذه المرحلة أنّ الموقف أو الشيء قد حدث ولا يمكن الفرار لمنعه؛ حيث يصبح ضعيف وقليل الحيلة؛ لأنه غير قادر على عمل شيء وغالباً يتضمن ذلك في أن يسقط الشخص على الأرض أو حدوث حالة الإغماء.
  • مرحلة الحزن: تكون هذه المرحلة بعد أن يدرك الفرد لما حدث، كما أنّه يدرك أبعاد الموقف بعد الصدمة المباشرة التي تلقاها عندما وقع الحدث.
  • مرحلة الاكتئاب: يظهر اختلاف واضح من شخص لآخر في مدة هذه المرحلة وقدرة الشخص على التحمُّل ومستوى انضباطه النفسي.

الصدمة النفسية والعاطفية عند المرأة:

عندما يفشل الأشخاص في علاقة عاطفية؛ فهي تعد تجربة تؤدي لحدوث الصدمة النفسية للمرأة أو الرجل، فالحب يعد من أقوى الأحاسيس التي يشعر بها الفرد، فقد يكون فشل العديد من العلاقات فيه الخير، إلّا أنّ المحب لا يمكن أن يرى ذلك؛ لأنّ الحب يجعله يشاهد الإنسان الذي يحبه مثالي وكامل في هذا العالم ولا يرى فيه العيوب، إلّا أنّ تدهور هذه العلاقة وخصوصاً بالنسبة للمرأة، فإن تأثير الصدمة العاطفية على المرأة يكون أعمق لطبيعة شخصية المرأة العاطفية والحساسة والتي تميل لتحكيم القلب أكثر من العقل.
كل هذا يساهم في إدخال المرأة في مرحلة من الاكتئاب والعزلة وعدم الثقة بالنفس والآخرين وخاصة الرّجل، فقد تستمر هذه الحالة لفترة طويلة أو تُقصر وفق قدرة الشخص على التجاوز، لا شكّ أنّ اللجوء لشخص مختص ومؤهل للمساعدة نفسياً على تجاوز الصدمة العاطفية ومشاركة جلسات الحوار والنقاشات يعد من الأمور الهامة.

الصدمة النفسية والعاطفية عند الشباب:

إنّ العمر يعد من العوامل التي تؤثر بصورة كبيرة في كيفية تلقي الصدمات، خصوصاً الصدمة العاطفية؛ فالشاب في هذا السن لا يملك خبرة حياتية تكفي ليتعامل مع صدمات الحياة؛ لذلك نسبة التعرض للحزن والاكتئاب كبيرة، كذلك قد نجد أن بعض الشباب يلجأون لإنهاء حياتهم والانتحار عند تلقيهم أول صدمة في حياتهم، لذلك يجب الاهتمام بالشباب وتأهيلهم نفسياً لتحدّي صعوبات الحياة أمر مهم جداً، التأهيل المستدام يعني أن يستمرهذا التأثير خلال مراحل عمره التالية وليس الآن فقط .

نصائح لمواجهة الصدمة النفسية:

  • يجب ألّا نخجل أو نتردد في أن نطلب المساعدة والدعم النفسي من شخص مختص، لأنّه سوف يساعد في تجاوز الصدمة وعلاج الألم النفسي الذي حدث لنعود للحياة بشكل أقوى وأفضل، دائماً يجب أن نتذكّر أنّه بأيدينا يمكن أن نغير حياتنا للأفضل وأن نتخطى الصدمات ونصنع التغيير من خلال استدعاء الطاقة الإيجابية وطرد الطاقات السلبية من داخلنا للوصول لحياة أفضل.
  • يجب ألّا ننسى أنّ الأصل في الإنسان هو النسيان وأن كل شئ يبدأ صغير ويكبر إلّا الحزن، فإنّه يبدأ كبير ثم يصغر بشكل تدريدي، لذلك مع مرور الوقت ودخول أحداث جديدة في حياتنا ننسى الصدمة التي حدثت لنا ونستعيد الحياة الطبيعية من جديد.
  • أن يكون هناك يقين بأنّ الحياة سوف تدوم بالرّغم من الصعوبات، كما أنّ الشمس سوف تشرق كل يوم بغض النظر عمّا حدث في اليوم السابق، فالحياة تستمر ويأتي دوماً النهار بعد ظلام الليل.
  • يفضّل أن ينشغل الشخص بأمر بعيد عن الأحداث، فعندما يكون هناك حدث جديد ننشغل به يساهم ذلك بشكل كبير على التخلّص من الصدمة النفسية التي نمر بها.

المصدر: الصدمة النفسية، أحمد محمد عبد الخالقالصدمة النفسية، عدنان حب اللهالضغوط والأزمات النفسية


شارك المقالة: