الظواهر الإدراكية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يفكر علماء النفس في أهمية نظرية المعرفة لمجموعة من الظواهر الإدراكية، ففي معظم الآراء لا تحدث هذه الظواهر في جميع حالات الإدراك، ولكن لا تزال لها تداعيات مهمة على نظرية المعرفة للإدراك.

الظواهر الإدراكية في علم النفس

تتمثل الظواهر الإدراكية في علم النفس المجموعة الأولى التي تهتم بالعلاقة بين الخبرة الإدراكية والعالم، أي أنها تنظر في أنواع مختلفة من الخطأ الإدراكي، وكذلك أشكال الإدراك التي تحدث فقط في حالة عدم وجود خطأ.

تتميز الظواهر الإدراكية في علم النفس التي ينظر فيها علماء النفس الإدراكي بالمسببات الداخلية للتجربة، حيث أنهم ينظرون في تأثير الانتباه والحالات العقلية الأخرى على تجربتنا الإدراكية.

الخطأ الإدراكي في الظواهر الإدراكية في علم النفس

يتمثل الخطأ الإدراكي في الظواهر الإدراكية في علم النفس من خلال ما يلي:

1- الوهم والهلوسة

في حالات الخطأ الإدراكي في الظواهر الإدراكية في علم النفس نُشكل اعتقادًا خاطئًا على أساس تجربة مضللة، كما هو الحال عندما يخلص شخص غير مطلع إلى وجود حركة معينة، التي تعبر عن حالة نموذجية للوهم، حيث يرى الفرد مشهدًا لكنه قد يُسيء فهم شكل المشهد، وفي حالة نموذجية للهلوسة لدينا تجربة إدراكية لكن لا نرى أي شيء في المشهد الذي أمامنا.

القليل من علماء النفس يجادلون في وجود حالات من الخطأ الإدراكي في الظواهر الإدراكية في علم النفس، على الرغم من أن البعض يختلف حول ما إذا كان الخطأ الإدراكي مناسبًا على الإطلاق على مستوى الخبرة الإدراكية لتبرير القيم والمعتقدات المعرفية، بدلاً من مستوى المعتقدات التي تشكلت على أساس التجارب بالأصل.

في الخطأ الإدراكي في الظواهر الإدراكية في علم النفس يتم استخدام العديد من الحِجَج المتشككة في حدوث هذا الخطأ الإدراكي لاستنتاج أن التجارب لا تؤدي وظيفة معينة في نظرية المعرفة، ويمكننا أن نفهم هذه الحِجَج على أنها تستخدم إصدارات مختلفة من رابط نظرية المعرفة والعقل.

إذا كانت التجارب تخدعنا أحيانًا، فإن التجارب لا تمنحنا معرفة بالعالم الخارجي، وأن التجارب لا تعطينا معتقدات مبررة عن العالم الخارجي، الذي يركز على مبدأ أضعف يعالج نوع التبرير الذي يمكننا الحصول عليه من التجارب الإدراكية، فإذا كانت التجارب تخدعنا أحيانًا، فإن التجارب في أفضل الأحوال التي تعطينا تبريرًا استنتاجيًا للمعتقدات حول العالم الخارجي.

إذا خدعتنا تجاربنا في وقت ما، فهناك فجوة بين امتلاكنا للتجربة وحقيقة الاقتراح الذي يبررونه بشكل مفترض، ومنها ستكون هناك حاجة إلى بعض الاعتقاد الوسيط لسد الفجوة بين التجربة والحقيقة، على سبيل المثال الاعتقاد بأن تجاربنا موثوقة، بالنظر إلى الحاجة إلى اعتقاد وسيط فإن تجاربنا ستفشل بعد ذلك في منحنا تبريرًا غير استنتاجي للمعتقدات حول العالم الخارجي.

يضع الخطأ الإدراكي معتقدًا مساعدًا يهدف إلى سد الفجوة بين التجربة والحقيقة، فيما إذا كانت أي عملية تؤدي إليها قد تخدعنا أحيانًا، على سبيل المثال أن يضع الفرد في اعتقاده بأن تجاربنا تعتبر موثوقة، وأي عملية أدت إلى اعتقاده هذا بأن تجاربنا موثوقة يمكن أن يقوده إلى الاعتقاد الخاطئ بأن تجاربنا موثوقة في موقف يخدع فيه بشكل جذري.

2- الحلم

لقد أخذ علماء النفس في الاعتبار أهمية الوهم والهلوسة في الخطأ الإدراكي في الظواهر الإدراكية في علم النفس، مما دعاهم الآن لفحص حالة الأحلام، بحيث غالبًا ما تُفهم الأحلام على أنها نماذج للخطأ الإدراكي، على سبيل المثال بواسطة العالم رينيه ديكارت عندما كتب وهو يناقش تصوراته الظاهرة أنه لن يحدث هذا بمثل هذا التميز لشخص نائم في الواقع، كما لو أن ديكارت لم يتذكر مناسبات أخرى عندما خدعته أفكار مماثلة تمامًا أثناء النوم.

يتحدى علماء النفس صورة الحلم كحالة من الخطأ الإدراكي، حيث يمكننا تأطير القضية بحِجَة مبسطة للشك من حيث رابط نظرية المعرفة والعقل، فإذا كانت تجاربنا تبرر المعتقدات حول محيطنا الحالي، فإن تجاربنا لا تخدعنا كثيرًا أثناء حلمنا، فتجاربنا كثيرًا ما تخدعنا بينما نحلم.

يستجيب بعض علماء النفس لحِجَة شك أكثر تعقيدًا تركز على المعرفة بالدفاع عن مفهوم بديل للأحلام يُعرف باسم نموذج الخيال، وفقًا لنموذج الخيال نحن في الواقع لا نشكل معتقدات حول محيطنا عندما نحلم، أو حتى لدينا تجارب إدراكية عندما نحلم.

لننظر الآن في حالة التجربة البصرية في نموذج التخيل، عندما نحلم لا نمتلك حتى تجارب بصرية بنفس الشخصية الواعية التي نمر بها عندما نكون مستيقظين، حيث يمكن للحِجَة في هذه المرحلة أن تستغل الاستنتاج السابق بأننا لا نشكل معتقدات حول محيطنا أثناء الحلم.

يدافع بعض علماء النفس عن الأطروحة الإضافية على أساس أنه إذا كانت لدينا تجارب عندما نحلم بالطابع الواعي لأولئك الذين لدينا عندما نكون مستيقظين، فسنكون منفتحين على النقد المعرفي لفشلنا في تكوين معتقدات تأخذ تجاربنا في ظاهرها، حيث يمكن القول أننا لسنا منفتحين على النقد المعرفي.

التصور الناجح في الظواهر الإدراكية في علم النفس

يفضل بعض علماء النفس المعرفيين الحالات الإدراكية التي تكون فيها فقط إذا لم تكن في حالات الوهم أو الهلوسة، من وجهة نظرهم هذه الدول المعرفية هي إما المصادر الوحيدة للتبرير الإدراكي، أو بأي حال من الأحوال أفضل مصادر التبرير الإدراكي، بحيث يمكن أن نطلق على هذه الحالات الإدراكية حالات النجاح المعرفي.

يختلف علماء النفس المعرفي وفقًا لحالات النجاح التي يفضلونها، والوظيفة التي يخصصونها للدولة المعرفية، ومدى قسوة نظرهم إلى غياب الدولة ذات الامتيازات في الظواهر الإدراكية في علم النفس، للآراء التي تميز شيئًا ما على غرار الرؤية فهذه الحالات تنطوي على حقائق؛ لأن الفرد قد يرى ذلك من باب الضرورة، أو الحقيقة.

للحصول على وجهة نظر من المحتمل أن تفضل نوع الحالة الإدراكية التي تجدها في حالات الرؤية والوهم بدلاً من الهلوسة، هذا النوع من الحالات هو علائقي حيث لا يمكن للفرد أن يكون فيه إلا إذا كان موضوع الإدراك ذي الصلة موجودًا في مشهده، بافتراض أن كل حالة نجاح واعية لها نظير في الإدراك اللاواعي، وملاحظة أن إصدارات هذه الآراء قد تركز على الحالات الإدراكية المشتركة بين الأفراد والموضوعات الواعية دون إدراك واع.

من حيث المبدأ قد نحصل على تبرير إدراكي من حالة النجاح في حالة الرؤية الجيدة أو الوهم في الظواهر الإدراكية في علم النفس، ونحصل على نفس القدر من التبرير الإدراكي من حالة عدم النجاح في حالة الهلوسة السيئة.

من الشائع ألا نحصل على أي تبرير إدراكي في حالة الهلوسة، أو على الأقل درجة أقل أو نوع مختلف من التبرير الإدراكي في حالة الهلوسة، في وجهات النظر التي تميز حالات النجاح تحت عنوان نظرية النجاح.

وفي النهاية نجد أن:

1- الظواهر الإدراكية في علم النفس تتمثل في مجموعة من الظواهر التي تهتم بالعلاقة بين الخبرة الإدراكية والعالم، من حيث العمليات الإدراكية الخاطئة أو التصورات السليمة.

2- تتمثل الظواهر الإدراكية في علم النفس بالخطأ الإدراكي الذي يتمثل الهلوسة والوهم والتخيّل بالإضافة للأحلام.

المصدر: ظواهرية الإدراك، موريس مرلوبونتي، 2011الوعي والإدراك، البحث في آلية عمل الدماغ البشري، عمر اسبيتان، 2009التصور العقلي من منظور علم النفس التربوي، رجاء محمد أبو علام وعاصم عبد المجيد أحمد، 2014علم النفس المعرفي، د. رافع النصير الزغلول - د. عماد عبد الرحيم الزغلول


شارك المقالة: