العمل والوعي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يتنبأ نموذج مساحة العمل العصبية العالمية بأن الوجود الواعي هو وظيفة غير خطية لبروز المنبه، على سبيل المثال يجب أن تكون الزيادة التدريجية في رؤية المحفز مصحوبة بانتقال مفاجئ لمساحة عمل الخلايا العصبية إلى نمط نشاط مطابق.

العمل والوعي في علم النفس

تعتبر نظرية مساحة العمل العالمية من المفاهيم التي ألهمت مجموعة متنوعة من النماذج في الوعي ذات الصلة، الفكرة المركزية لنظرية العمل هي أن المحتوى المعرفي الواعي متاح عالميًا للعمليات الإدراكية المتنوعة بما في ذلك الانتباه والتقييم والذاكرة والتقرير الشفهي، حيث اقترح العمل مفهوم توفر العالمي لشرح جمعية الوعي بالعمليات المعرفية التكاملية مثل الانتباه، وصنع القرار واختيار العمل، أيضًا نظرًا لأن التوافر العالمي يقتصر بالضرورة على تيار واحد من المحتوى، فقد تفسر نظرية العمل بشكل طبيعي الطبيعة التسلسلية للتجربة الواعية في علم النفس.

تم وصف نظرية العمل في الأصل من حيث بنية الوعي التي تتفاعل فيها وحدات معالجة منفصلة وشبه مستقلة مع مورد مركزي متاح عالميًا، ومنها تم الحفاظ على هذا المستوى المعرفي من الوصف في النماذج الحسابية للعديد من علماء النفس المعرفي، اللذين اقترحوا نموذجًا يتكون من مجموعة من وكلاء البرمجيات المتفاعلين، وغيرهم من علماء النفس الذين يشتمل نموذجهم على جوانب من المحاكاة الداخلية التي تدعم التحكم التنفيذي، ومؤخرا تصاعد الخلايا العصبية.

اقترح غيرهم من علماء النفس تنفيذًا عصبيًا لهندسة مساحة العمل العالمية، ما يسمى بمساحة العمل العالمية للخلايا العصبية، في هذا النموذج تحشد المنبهات الحسية الخلايا العصبية الاستثارة مع محاور قشرية قشرية طويلة المدى، مما يؤدي إلى نشأة نمط نشاط عالمي بين الخلايا العصبية في مساحة العمل، حيث يمكن لأي نمط عالمي من هذا القبيل أن يثبط أنماط النشاط البديلة بين الخلايا العصبية في مساحة العمل، وبالتالي يمنع المعالجة الواعية للمنبهات البديلة على سبيل المثال أثناء ما يسمى بالوميض الانتباه.

دافع بعض علماء النفس المؤيدين عن منظور النمذجة النظرية للشبكة حول نظرية مساحة العمل العالمية، من وجهة النظر هذه تشتمل الروابط العابرة بين وحدات المعالجة المتخصصة على شبكات مشكلة ديناميكيًا، حيث يتوافق اشتعال مساحة العمل العالمية مع تكوين مكون عملاق حيث تلتحم الشبكات الفرعية المنفصلة سابقًا في شبكة واحدة تضم غالبية الوحدات، يمكن اعتبار ظهور المكونات العملاقة في الشبكات الديناميكية بمثابة انتقال طوري.

النماذج الميدانية في العمل والوعي في علم النفس

إن وجهة النظر القائلة بأن الوعي يعتمد على الجوانب العالمية لوظيفة الدماغ بارزة بشكل خاص فيما يسمى بنظريات المجال العصبي، حيث أن روي جون قد اقترح أن الوعي ينشأ من التحولات السلبية العالمية والتي هي خاصية لمجال كهربائي يتردد صداها في كتلة حرجة من مناطق الدماغ، حيث يقترح روي جون أن المنبهات الحسية يمكن أن تثير تنشيطًا عصبيًا متزامنًا موضعيًا يسبب انحرافات عن حالة الدماغ الأساسية من التحولات القصوى، حيث تؤسس هذه الانحرافات جزرًا موزعة مكانيًا من التحولات المحلية السلبية والتي تتوافق مع شظايا من الإحساس، يمكن ربط هذه الشظايا في تصور عالمي موحد عبر تفاعلات تكاملية بداخلها الحلقات المهادية القشرية.

تم اقتراح نوع آخر من النماذج الميدانية بشكل منفصل من قبل كل الباحثين في علم النفس، حيث تم اقتراح أن الوعي مدعوم بواسطة مجال كهرومغناطيسي ناتج عن نشاط كهربائي عصبي، ومنها تم التأكيد أن الطبيعة المتكاملة لهذا المجال هي المسؤولة عن الجانب الوحدوي للتجربة الواعية، وتم التأكيد أيضًا على النشاط العصبي المتزامن كمولد للحقل الكهرومغناطيسي الواعي المتماسك، بينما قيل إن النشاط العصبي غير المتزامن يولد مجالات كهرومغناطيسية ضعيفة وغير متماسكة لم يتم اختبارها.

بالتالي تم اقتراح أن تأثيرات المجال الكهرومغناطيسي على المسارات الحركية النهائية ضرورية للوعي، في حين تم اقتراح أن مثل هذه التأثيرات توفر آلية يمكن من خلالها لمجالات الكهرومغناطيسية أن تؤثر على مولداتها العصبية.

قد تكون مسؤولية نظريات الحقل العصبية جيدًا لطبيعة موحدة من تجربة واعية، فضلاً عن الخصائص المقترنة بما في ذلك الاستقرار وشبه الاستقرار، وحتى الآن ومع ذلك فإن الأوصاف التفصيلية لكيفية إنشاء هذه الحقول العصبية الواعية، وكيف يمكن تمييزها عن الأنواع الأخرى من الحقول الكهرومغناطيسية غير متوفرة.

خطوات تحسين العمل والوعي في علم النفس

من المستحيل تحقيق الوعي الذاتي وخاصة في المجالات الخاصة بالعمل والأداء بين عشية وضحاها، ولكن يمكن أن تكون هناك العديد من الخطوات التي تتمثل في الالتزام بالمعرفة الحقيقية وخاصة بمعرفة الفرد عن حقيقة نفسه أولاً، حتى لو كانت الحقيقة مخيفة أو صعبة، فعلينا الاختيار أن نواجه أنفسنا، والتوقف عن محاولة رؤية أنفسنا من خلال نظارات وردية اللون والتساؤل عن الافتراض القائل بأنه لمجرد عدم تحدي الفرد لأحد في قراراته، فإن كل ما يفعله صحيح، حيث يقول علماء النفس إن كون الفرد متفتح الذهن يجعله أكثر شجاعة وحكمة.

من ثم علينا البحث عن شخص يقوم بتقييمنا بشكل صادق بدون مجاملات، هذا الشخص نثق به ونعرف أنه يريد منا أن نكون ناجحين، ومع ذلك يجب أن يكون الشخص صادقًا تمامًا ومباشرًا معنا، ويمكننا أن نجد عضوًا في مجلس الإدارة أو شخصًا في مستواك يعرفنا جيدًا، ويفضل أن يرانا كل يوم، وسؤالهم عما يفعله جيدًا وما لا يفعله، وقد نفاجأ بمدى ثاقبة الأمر.

من ثم القيام بالتفكير في الحصول على مدرب جيد حيث أن هناك العديد من المدربين التنفيذيين المذهلين، لكن هناك أيضًا الكثير من المدربين السيئين حقًا، فإذا وجدنا شخصًا يمكنه مساعدتنا في تقييم تصوراتنا عن أنفسنا في الحياة اليومية والمجالات المتنوعة ومساعدتنا في التخطيط لأمرين للعمل عليها، فقد نرى بعض التحسينات الدراماتيكية.

المحاكاة الداخلية والنمذجة الذاتية في العمل والوعي

يمكن للنماذج المفاهيمية عالية المستوى أن تقدم نظرة ثاقبة للعمليات التي تنفذها الآليات العصبية الكامنة في العمل وراء الوعي، دون الحاجة إلى تحديد الآليات نفسها، حيث تقترح العديد من هذه النماذج اختلافات في فكرة أن الوعي ينشأ من محاكاة تعتمد على الدماغ لعمل وتفاعلات الكائن الحي مع البيئة، تلقي هذه النماذج الضوء على وجه الخصوص على جانبين أساسيين للظواهر هما إسناد التجربة الواعية إلى الذات التي تمر بها، ومنظور الشخص الأول الذي يبني كل مشهد واع.

استعارة محاكاة العالم في العمل والوعي

يعتمد علماء النفس المعرفي على تقنية الواقع الافتراضي لتحفيز استعارة محاكاة العالم التي وفقًا لها ينشأ الوعي من الانغماس الكامل في محاكاة داخلية للتفاعل بين الكائن الحي والبيئة والوظائف التي يعمل بها، فالعالم الذي نختبره هو محاكاة للعالم في الدماغ، حيث يلاحظ أن مثل هذه المحاكاة تكون واضحة بشكل خاص أثناء العمل، حيث قد يكون لها فائدة تكيفية في محاكاة خالية من المخاطر للمواقف المهددة.

اقترح علماء النفس المعرفي مجموعة من المواصفات العصبية الدنيا لنظام من آليات العمل في الدماغ التي تمكنه من نمذجة العالم من منظور متمركز حول الذات، بحجة أن النشاط العصبي في هذا الهيكل الشبكي يشكل المحتوى الهائل للوعي ويوفر الشعور بالذات، يمكن النظر إلى هذا النموذج على أنه تطبيق عصبي لمساحة العمل العالمية مع التركيز بشكل إضافي على المنظورات في الأصل الزماني المكاني الفريد لجميع التجارب الظاهرية للفرد.

كما أكد ذلك نموذج الذات الهائل فلا يمكن أن يوجد بدون الوجود المسبق لموضع الذات، وهو كيان عصبي يشكل جوهر الذات الذي هو أصل الفضاء المتمركز حول الذات، في النموذج تعد الذات الجوهرية جزءًا أساسيًا من نظام الدماغ المعرفي الأكبر الذي يمكّن من بين وظائف مهمة أخرى من إنشاء الوعي وإعادة تشكيله أثناء نضوجنا والانخراط مع العالم.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: