الفئات في العصور الوسطى في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تطورت نظرية الفئات من بداية العصور الوسطى في القرن السادس إلى العصر الفضي للمدرسة في القرن السادس عشر، حيث بدأ العلماء في تدوين الاختلافات الرئيسية في فهم الفئات وكيفية ارتباط هذه الاختلافات بمناقشة الموضوعات الرئيسية الأخرى في العصور الوسطى.

الفئات في العصور الوسطى في علم النفس

يتحدث الفلاسفة من علماء النفس عن الفئات في العصور الوسطى بعدة طرق مختلفة، هناك اختلاف مبدئي واحد جوهري إلى حد ما بين الذين يسمحون بعدد كبير جدًا من الفئات وأولئك الذين يسمحون بعدد صغير جدًا فقط، فمن الممكن أن يشمل بين الفئات أشياء مختلفة مثل الإنسان والحيوان والفكر والعدالة، بينما يتحدث النوع الثاني من الفئات فقط عن أشياء عامة جدًا مثل الجوهر والنوعية والعلاقة وما شابه كفئة.

الخلاف حول الفئات في العصور الوسطى في علم النفس لا ينتهي عند هذا الحد، حتى لو قصرنا المناقشة على عدد صغير من العناصر من النوع الذي يعتبره العالم أرسطو فئات، فلا يزال يتعين تسوية العديد من القضايا بشأنها ويختلف الفلاسفة من علماء النفس كثيرًا حول كيفية حلها ويمكن تجميع هذه القضايا في شكل مجموعات تقريبًا.

مجموعات الفئات في العصور الوسطى في علم النفس

تتمثل مجموعات الفئات في العصور الوسطى في علم النفس من خلال ما يلي:

1- مجموعة المسائل التوسعية

تضم المجموعة الأولى ما يمكن وصفه تقريبًا بالمسائل التوسعية للفئات في العصور الوسطى في علم النفس، عليهم أن يفعلوا ذلك مع عدد الفئات، حيث يتكون تمديد المصطلح من الأشياء التي يمكن توقع المصطلح منها بصدق، وهكذا فإن امتداد كلمة قطة مثلًا يتكون من جميع الحيوانات التي من الصحيح القول إنها قطط.

يختلف الفلاسفة بشكل عام حول عدد الفئات الموجودة، على سبيل المثال يسرد أرسطو ما يصل إلى عشرة لكنه يعطي الانطباع بأن الرقم النهائي لم يتم تحديده على الإطلاق، وقام أفلاطون بتقليل العدد بشكل جذري لكن وجهات نظرهم لا تثبت بأي حال من الأحوال أنها نهائية، ففي العصور الوسطى كان عدد الفئات دائمًا صغيرًا مثل عشرة أو أقل ولكنه مع ذلك يختلف.

2- مجموعة خصائص وماهية الفئات

المجموعة الثانية مكثفة تقريبًا في الفئات في العصور الوسطى في علم النفس أنها تتعلق بماهية الفئات والخصائص التي لديهم، حيث إن قصد المصطلح هو مجموعة الخصائص التي تنطبق على الأشياء التي يكون المصطلح مُسندًا لها بصدق والتي يتم سردها في تعريفها أو التي تعتبر ضمنية من قبلها، وهكذا فإن نية الإنسان هي على سبيل المثال جسدية وعقلانية.

يختلف الفلاسفة حول ما إذا كان من الممكن تعريف الفئات وإذا أمكن كيف يتم تعريفها، بشكل عام يرفض علماء النفس من العصور الوسطى إمكانية تعريفهم لأسباب مختلفة، أحد الأسباب هو أن معظم هؤلاء المؤلفين يتصورون المقولات على أنها انقسامات للوجود، وأن الوجود بالنسبة لهم ليس محدد؛ نظرًا لأن التعريف يتطلب كائن محدد مثل حيوان أو إنسان.

3- مجموعة الوجودية

المجموعة الثالثة للفئات في العصور الوسطى في علم النفس هي وجودية، حيث تتضمن القضايا هنا المكان الذي تحتله الفئات في خريطة كل الأشياء الموجودة أو التي يمكن أن توجد، وعلم الوجود هو الفرع الفرعي للفلسفة النفسية الذي يتعامل مع الوجود وما هو موجود.

تعتبر الفئات كيانات لغوية نسميها كلمات مثل الكلمات الجودة والعلاقة التي نتحدث بها عن الأشياء، وفقًا لآخر المقولات هي أفعال عقلية نسميها مفاهيم مثل مفهوم الجودة أو مفهوم العلاقة، الذي نفكر به في الأشياء، حيث يُعتقد أيضًا أن الفئات هي سمات غير عقلية وأن الأشياء التي نفكر فيها ونتحدث عنها نسميها خصائص مثل خصائص كونها صفة أو علاقة.

4- مجموعة إنشاء وبناء الفئات

المجموعة الرابعة لها علاقة بالأسباب تتضمن أسئلة حول كيفية إنشاء الفئات أو إحداثها، حيث جذبت هذه القضايا اهتمامًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، لا سيما بين فلاسفة ما بعد الحداثة، ففي شرح الفئات في العصور الوسطى في علم النفس تعتمد طريقة طرح هذا السؤال بشكل كبير على الحالة الوجودية الممنوحة للفئات، لا سيما على ما إذا كانت كيانات عقلية أو غير عقلية، ومع ذلك يبدو أن الاهتمام الفكري بالبناء الاجتماعي غائب عن مناقشات القرون الوسطى.

5- مجموعة نظرية المعرفة

المجموعة الخامسة تتضمن نظرية المعرفة إنها تتعلق في المقام الأول بكيفية الوصول إلى الفئات في العصور الوسطى في علم النفس، أي كيف نتعرف عليها وتحت أي ظروف، على الرغم من أن هذا ليس موضوعًا واسع الانتشار للمناقشة في أوائل العصور الوسطى إلا أنه توجد لاحقًا محاولات مختلفة لتحديد عدد وهوية الفئات والأساس الذي يمكن على أساسه تنفيذ هذا التحديد.

ترتبط هذه المحاولات والافتراضات التي توجهها ارتباطًا وثيقًا بقضية مهمة في العصور الوسطى بشكل عام تصبح حاسمة في نهايتها من حيث علاقة اللغة والفكر والواقع، أو كما هو مطروح أيضًا بين الدلالة والتفكير والوجود أو بين الكلمات والمفاهيم والأشياء ومنها يعتقد البعض أن العلاقة متشابهة بينما يختلف البعض الآخر.

6- مجموعة اللغة

المجموعة السادسة تختص باللغة، أنها تتضمن المصطلحات المستخدمة للحديث عن الفئات في العصور الوسطى في علم النفس وطريقة عملها، هذه القضايا ذات صلة خاصة بوجهة النظر التي تعتبر الفئات كيانات لغوية، وبالتالي أصبحت مركزية في الفلسفة الأنجلو أمريكية في القرن العشرين، ففي العصور الوسطى كانت لها أهمية خاصة في الجزء الأخير من الفترة التي تحتل فيها قضايا اللغة مركز الصدارة في المناقشات الفلسفية.

7- مجموعة العقل

المجموعة السابعة تندرج في فلسفة العقل، ولديهم علاقة بحالة الفئات في العقل؛ نظرًا لأننا نفكر في الفئات ومن خلال الفئات في العصور الوسطى في علم النفس، فمن المناسب لعالم النفس أن يطرح أسئلة من هذا النوع، هذا الموضوع وثيق الصلة بشكل خاص لأولئك الذين يعتقدون أن الفئات هي كيانات عقلية، ففي العصور الوسطى تم وضع الأسئلة التي أثيرت حول حالة الفئات في العقل بشكل عام في سياق موضوعات أخرى، مثل حالة المسلمات.

8- المجموعة الاجتماعية السياسية

يمكن وصف المجموعة الثامنة بأنها اجتماعية وسياسية، بحيث أن يتعاملوا مع قيمة الفئات واستخدامها من قبل الأشخاص والمجتمع والنظام السياسي، وجد العديد من علماء النفس المعاصرين في هذا الموضوع طريقة لتقويض بعض الآراء التقليدية للعالم التي يعتبرونها قمعية أو غير دقيقة، لا يبدو أن هذه القضايا قد أثيرت صراحة في العصور الوسطى وقد تشير إلى اختلاف مهم واحد بين الفكر الفلسفي في العصور الوسطى والمعاصر.

9- مجموعة فوق التخصص

المجموعة التاسعة فوق التخصص في الفئات في العصور الوسطى في علم النفس، أنها تنطوي على الانضباط الذي يدرس الفئات، ومن الواضح أن كيفية معالجة هذه القضايا تعتمد إلى حد كبير على الموقف الذي يتخذه المرء فيما يتعلق بالتصورات والحالة الوجودية للفئات، وكذلك على كيفية فهم مختلف تخصصات التعلم، هذا موضوع مثير للقلق في العصور الوسطى وقد تم تناوله بوضوح من قبل مؤلفي العصور الوسطى المتأخرين.

أخيرًا بدلاً من مناقشة الفئات بشكل عام قد يتعامل المرء مع فئات معينة مثل الجوهر أو العلاقة، ربما تكون هذه هي الطريقة الأكثر شيوعًا التي تتم فيها مناقشة الفئات في العصور الوسطى في علم النفس في تاريخ الفلسفة النفسية بما في ذلك العصور الوسطى.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف، 2015.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم، 1995.علم النفس العام، هاني يحيى نصري، 2005.علم النفس، محمد حسن غانم، 2004.


شارك المقالة: