سهل جداً أن يختلط علينا الفرق بين الاكتئاب أحادي القطب وثنائي القطب، حيث أنّهما يتشابهان جداً ويتشاركان في الكثير من الأعراض، مثل اليأس والحزن والتشاؤم ومشاكل النوم، لكن في مرحلة معينة ينطلق كل من الاكتئاب أحادي القطب وثنائي القطب في اتجاهين مختلفين تماماً، من المهم أن نميز بينهما؛ لأنّ علاج كلا النوعين من الاكتئاب مختلف عن الآخر، كما أنّ الفشل في تقديم تشخيص دقيق قد يؤدي إلى علاجات غير فاعلة، التي يمكنها جعل الاضطراب ثنائي القطب أسوأ.
الفرق بين الاكتئاب أحادي القطب وثنائي القطب:
فوارق التشخيص:
أغلب حالات الاكتئاب ثنائي القطب يرافقها النوم المفرط والكثير من الإرهاق على مدار النهار، يوجد زيادة في الشهية والوزن، أما الأشخاص المصابين باكتئاب أحادي القطب يميلون إلى الاستيقاظ كثيراً على مدار الليل، قد يمرون بلحظات يقظة في الصباح المبكر، بالرغم من أن بعض الأشخاص الذين يمرون بالاكتئاب ربما تتزايد لديهم الشهية ويزيدون في الوزن، فإنّه من الأكثر شيوعاً أن يفقدون الشهية والوزن.
من المرجح لاكتئاب ثنائي القطب أن يرافقه الكثير من الأعراض القوية المرتبطة بالتوتر، حيث أنّ نصف الأفراد الذين لديهم اكتئاب ثنائي القطب تتكون لديهم اضطرابات التوتر، مثل اضطراب الذعر أو اضطرابات التوتر الاجتماعي أو الوسواس القهري، بالطبع هذا كله يتعقد مع وجود أعراض إضافية مثل الهوس والذهان، التي تأتي مع الاكتئاب ثنائي القطب.
الانتحار في الاكتئاب أحادي القطب وثنائي القطب:
إنّ مستوى الانتحار بالنسبة للاكتئاب أحادي القطب كان 9%، أمّا مستوى الانتحار للاكتئاب ثنائي القطب فهو 20%، فالإحصائيات بما يرتبط باضطرابات المزاج والانتحار كانت بعيدة جداً عن واقع الأمراض لفترة طويلة، لذلك هذه الأرقام قد تكون صادمة، فمعدل الانتحار بسبب الاكتئاب ثنائي القطب يعكس حقيقة أنّ امتلاك العديد من الأعراض، بما فيها الهوس المختلط والإثارة والوسواس القهري والذهان، يمكنها أن تجعل الشخص يائس بشدة، إضافة إلى كونه مكتئب أيضاً .
تشير الدراسات إلى أنّه عندما يكون الفرد في حالة مختلطة، أي حدوث الاكتئاب والهوس وربما الذهان معاً، فإنّه يمتلك المزيد من الطاقة ويقوم بالقيادة محاولاً الانتحار، فالأشخاص الذين يحاولون الموت، هم يريدون إنهاء الألم، لا يريدون إنهاء حياتهم، لهذا الكثير يحاولون فقط أكثر ممّا ينجحون .
