الفروق الأولية للعلاقات في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تعبر الفروق الأولية للعلاقات في علم النفس عن العلاقة التي تربط بين شيئين عندما يكون أحدهما فوق الآخر، حيث أن العلاقات تعتبر من حسابات المواقف والحوادث المتكررة للفرد في العالم الذي نعيش فيه، حيث يتطلب التكرار بالمعنى الأول شيئًا واحدًا فقط ثم شيئًا آخر، على النقيض من ذلك يتطلب التكرار بالمعنى الثاني شيئين أو أكثر من العلاقات.

الفروق الأولية للعلاقات في علم النفس

لفهم الجدل المعاصر حول العلاقات سنحتاج إلى بعض الفروق المنطقية والنفسية والفلسفية، حيث لا يجب أخذ هذه الفروق كأمر مسلم به، ومنها يتمثل جزء من تطوير صقل هذه الفروق على وجه التحديد، حيث تتمثل الفروق الأولية للعلاقات في علم النفس في التمييز بين الدرجة والعلاقة نفسها والخصائص؛ لأن الخصائص تظهر فقط في العلاقات من خلال تفاصيل أو عناصر أخرى مثل الخصائص بشكل فردي أو واحدة تلو الأخرى.

تعبر الفروق الأولية للعلاقات في علم النفس عن العلاقات بأنها متكررة ومتعددة الأماكن؛ لأنها معروضة بواسطة تفاصيل تتعلق بتفاصيل وخصائص موقفيه وسلوكية أخرى، حيث يتم عرض العلاقات بواسطة واحد معين من أطراف هذه العلاقة فقط فيما يتعلق بالآخر، ويتم عرض علاقة ثلاثية من خلال علاقة خاصة واحدة فقط فيما يتعلق بعلاقة ثلاثية.

في الفروق الأولية للعلاقات في علم النفس يمكن تمييز العلاقة عن الخاصية العلائقية، في حين أن العلاقة يتحملها شيء بشيء آخر في حالات معينة لنفس الشيء، حيث إن الخاصية العلائقية هي خاصية تحمل علاقة شيء بشيء ما، ويكون له خاصية العلائقية الثنائية، بينما الخصائص العلائقية أحادية لأنها موجودة بأشياء مفردة.

تعبر الفروق الأولية للعلاقات في علم النفس عن العلاقة غير المتدرجة وهي علاقة لها درجة محددة، وتكون العلاقة متعددة الدرجات إذا فشلت في أن تكون أحادية الدرجة وتشمل العلاقات السببية والبيولوجية والفيزيائية والهندسية والمتعمدة والمنطقية، حيث يبدو أن السببية متعددة الدرجات لأن عددًا معينًا من الأحداث قد يكون مطلوبًا لإحداث تأثير في مناسبة واحدة، وقد يتطلب الأمر عددًا مختلفًا من الأحداث لإحداث تأثير على أخرى.

وبالمثل يبدو أن الاستنتاج في الفروق الأولية للعلاقات في علم النفس هو علاقة متعددة الأوجه لأن عددًا معينًا من المواقف قد يتطلب استنتاجًا واحدًا ولكن عددًا مختلفًا من المواقف يستلزم آخر، على النقيض من ذلك تكون العلاقة متعددة الدرجات إذا فشلت في أن تكون فردية وتستغني عن أي مشاركات خارجية.

تمييز الفروق الأولية للعلاقات في علم النفس

تقدم الفروق الأولية للعلاقات في علم النفس تمييزًا أوليًا ثلاثي الأبعاد بين العلاقات الثنائية من حيث سلوكها فيما يتعلق بالأشياء التي تتعلق بها بالخصائص المماثلة والخصائص عير المماثلة، حيث أن بعض الروابط هي حالة خاصة من العلاقات المتماثلة وغير المتماثلة، مثل العلاقات الشخصية أو العاطفية تعتبر من العلاقات الثنائية المتماثلة لما لها من سمات وخصائص مشتركة.

لذا فإن التمييز بين العلاقات المتماثلة وغير المتماثلة تقتصر على الحالات الأكثر وضوحًا التي نوقشت في الأدبيات النفسية حول العلاقات الواسعة النطاق للتنوع المنطقي للعلاقات، ومع ذلك وبفضل هذا التمييز الثنائي الأبعاد للتمييز بين العلاقات، يمكننا الآن تقدير أهمية مناقشة أن وجهات نظرنا العادية والعلمية للعالم مليئة بأوصاف الأشياء غير المتماثلة أو غير المتكافئة.

لهذا السبب دعا العالم بيرتراند راسل إلى الاعتراف بالعلاقات غير المتماثلة جنبًا إلى جنب مع العلاقات المتماثلة، ولكن في الآونة الأخيرة تم التساؤل عما إذا كان من الضروري الاعتراف بالعلاقات غير المتماثلة من حيث الخصائص على الإطلاق، أي أنه تم الجدل بأن العالم يحتوي فقط على العلاقات المتماثلة بواسطة الحِجَج المضادة لمفهوم العلاقات.

الآن العلاقات غير المتماثلة بما في ذلك العلاقات غير المتكافئة من حيث القدرات والأهداف توصف عادة بأنها تفرض نظامًا على الأشياء التي تتعلق بها، حيث تعترف الفروق الأولية للعلاقات في علم النفس بما يسمى أيضًا التطبيق التفاضلي، وهذا يعني أنه بالنسبة لأي علاقة غير متماثلة، هناك عدة طرق مختلفة يمكن من خلالها تطبيق مبادئها على الأشياء المتعلقة بها.

من خلال وضع أفكار الفروق الأولية للعلاقات في علم النفس يسعى بعض علماء النفس غالبًا إلى التقاط ما يميز العلاقات من خلال وصفها بالطريقة الصحيحة والشاملة على عكس الخصائص فقط، حيث لا يتم عرض العلاقات الثنائية من خلال التفاصيل ولكن من خلال أزواج من التفاصيل، وبالمثل لا تُعرض المسلمات الثلاثية الأبعاد بالتفاصيل ولكن بمجموعة من التفاصيل للعلاقات.

أسباب الفروق الأولية لتوصيف العلاقات في علم النفس

هناك عدد من الأسباب التي تجعلنا نحذر من توصيف العلاقات من خلال الفروق الأولية للعلاقات في علم النفس من خلال مفاهيم أو مصطلحات رياضية، فأولاً تفترض التسلسلات الترتيب والفرق بين ما يأتي الشيء أولاً ويأتي الشيء الثاني لخصائص العلاقات، لذلك لا يمكن استخدام توصيف العلاقات رياضيًا لشرح الترتيب دون الالتفاف في دائرة ضيقة.

ثانيًا، من الصعب محاولة شرح علاقة بين شيئين من حيث شيء آخر، حيث أن التسلسل يُنظر إليه عادة في تمييز العلاقات على أنه واحد بحيث تكون العلاقة في الحقيقة مجرد سمة أحادية لها، فمن الأفضل أن يتم ترتيبها بطريقة ما بدلاً من الأخرى، وهي تتعلق فقط بالفرد نفسه بدلاً من الأفراد المقابلين له في العلاقة.

لا يمكننا تجنب الصعوبات المرتبطة بالتسلسلات الخاصة بتمييز العلاقات من خلال اللجوء إلى تعريف الفروق الأولية لها وللتسلسلات الخاصة بها من حيث المجموعات غير المرتبة، حيث أنه هناك إلى ما لا نهاية العديد من التركيبات النظرية للمجموعات التي قد نعتمد عليها لنمذجة التسلسلات الخاصة بالعلاقات، ومن هنا كان الاعتراض المألوف الذي لا يمكن إصلاحه بشكل خاص على أي بناء مثل الكشف عن طبيعة التسلسلات.

ثالثًا، أن الفكرة التالية التي يجب تقديمها هي فكرة العلاقة العكسية لأي علاقة ثنائية معينة، حيث يمكن تعريف عكس هذه العلاقة على أنه الارتباط بين العلاقة وعكسها ليست مسألة مصادفة ولا توجد إمكانية لعكس الاحتفاظ بين الأشياء بشكل مستقل عن كيفية العلاقة وترتيبها، بل هي علاقة أكثر قوة إذا كانت ضرورية فهي ضرورية.

التمييز التالي الذي تضعه الفروق الأولية للعلاقات في علم النفس هو التمييز بين العلاقات الداخلية والخارجية، مما يجعل هذه الأشكال من العلاقات هي أجزاء في مجموعة واحدة هو أن العلاقة داخلية إذا تم تحديد عقدها بين الأشياء بطريقة ما من خلال الأشياء نفسها أو كيف تكون هذه الأشياء، والعلاقات الخارجية هي العلاقات التي لا يتم إصلاح عقدها بهذه الطريقة.

في النهاية نجد أن:

1- الفروق الأولية للعلاقات في علم النفس تتمثل بالتمييز للعلاقة التي تربط بين شيئين عندما يكون أحدهما فوق الآخر، حيث أن العلاقات تعتبر من حسابات المواقف والحوادث المتكررة للفرد في العالم.

2- تعبر الفروق الأولية للعلاقات في علم النفس عن العلاقات بأنها متكررة ومتعددة الأماكن؛ لأنها معروضة بواسطة تفاصيل تتعلق بتفاصيل وخصائص موقفيه وسلوكية أخرى.

3- يتم عرض العلاقات بواسطة واحد معين من أطراف هذه العلاقة فقط فيما يتعلق بالآخر، ويتم عرض علاقة ثلاثية من خلال علاقة خاصة واحدة فقط فيما يتعلق بعلاقة ثلاثية.

المصدر: علم النفس المعرفي المعاصر، د أنور الشرقاوي، 2003علم نفس العلاقات الشخصية، شيراز محمد خضر، 2022المدخل الى علم النفس العام، د مروان أبو حويج، 2013الذاكرة الجديدة، توفيق مجدي أحمد، 2004


شارك المقالة: