المسؤولية المالية على الزوج في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


وفقاً للشريعة الإسلامية، فإن دفع نفقة الأسرة من ابن وابنة، بما في ذلك نفقة زوجته، واجب على الزوج، كما يدفع الزوج النفقة للمرأة في فترة العدة، وإن النفقة من وصايا الإسلام وهي من حق الزوجة، إذا لم يدفعها الزوج، يجب عليه دفعها عند الطلب، إذا رفض دفع النفقة، فيجوز لقاضي الشريعة الإسلامية يطلبها بناء على طلب الزوجة.

المسؤولية المالية على الزوج في الإسلام

تتكون النفقة من جميع احتياجات الأسرة، فيما يتعلق بالموارد المتاحة والأعراف الخاصة بالزمان والمكان والمستوى الاجتماعي للأسرة، يتم تعداد بعض هذه الاحتياجات من الضروريات: مثل الغذاء والفواكه والخضروات وغيرها، كذلك الملابس الموسمية حسب الاحتياجات والمستوى الاجتماعي للأسرة، الأثاث للبيت مثل السجاد وغيره، كما أن أواني الطبخ والأكل والشرب من الضروريات، وأجهزة التبريد والتدفئة، والمسكن يجب أن يوفر للأسرة ويتوافق مع المكانة الاجتماعية للأسرة، العناية الشخصية والنفقات الطبية، المنتجات الصحية والتجميلية.

حتى لو تعدد الزوجات في المنزل ويملكن المال، فإن نفقاتهم على زوجهن، وتكون النفقة على شكل نفقات متساوية، وكثير ما يسأل لماذا يجب على الزوج أن يعمل ويتعب بينما الزوجات يأكلن وينمّنّ ولا يقمن حتى بالأعمال المنزلية من حيث الواجب؟ أليس هذا غير عادل للأزواج من وجهة نظرهم؟ أليس الأفضل لكل من المرأة والرجل أن يعمل ويتكاتفوا في دفع مصاريف الأسرة؟

يجب شرح عدة نقاط لتبرير هذا النقد، ألقت طبيعة النشأة لجسم المرأة أعباء ثقيلة من المسؤولية على عاتق النساء، اللواتي يضطررن إلى القيام بهما؛ كالحمل، والولادة، وإرضاع أطفالهن، ورعاية صغارهن ورعايتهم وتدريبهم وتعليمهم هذه المسؤوليات الصعبة.

المرأة لها دورات شهرية وتتطلب راحة خلال هذه الفترات، والأعمال المنزلية ورعاية الأطفال ليست من مسؤوليات المرأة وحدها في الإسلام، إن العمل في وظائف صعبة ومرهقة خارج منازلهن يضر بأناقة المرأة وجمالها، مما يؤدي بدوره إلى عدم القدرة منها على توزيع الاهتمامات والرعاية والأعمال داخل المنزل وخارجه والاعتناء بمظهرها.

الرجل الذي يعمل حتى يقدر على المصاريف داخل الأسرة، وهكذا جعل الإسلام الرجل مسؤولاً عن مصدر رزق الأسرة، حتى تتمكن الزوجة من أداء واجباتها في أوقات من الهدوء والفراغ وبراحة البال، وتسعى الزوجة في رعاية أطفالها وتعليمهم، والحفاظ على فرحتهم وتهذيبهم، والحفاظ على زوجها من حيث القيام بواجباتها تجاهه وتهيئ له البيت الهادئ المريح، وجعل من البيت وطنًا ومكانًا للحب والطمأنينة.

ومن هنا، بحب الزوجة والأبناء، وراحة البال، والرضا عن حياتهم، يسعى الرجال بجدية أكبر إنتاج معيشة أفضل للأسرة ومنحها جميع ما تحتاجه مراعيةً قدرة الزوج ومستواه المالي في الانفاق، بإرادة وإخلاص حقيقيين، وبصورة عملية، المراعاة الحقيقية لمصالح الرجال والنساء وأطفالهم، ولتحصين أركان الحياة الزوجية، أعطى الإسلام للرجل رعاية واجب نفقة الأسرة ولم ينحاز بطريقة غير عقلانية إلى طرف واحد وفرضها على الآخر.

من مصلحة المرأة والرجل أن تكون النفق على عاتق الرجل، وأن تكون المرأة على عالة الرجل؛ لأنها بطبيعتها الضعيفة لا تقدر إلا بذلك، إن التبعية المالية للمرأة لا تشكل عائقاً ولا تجعلها أن تضعها في البيت؛ بل يقوي العمود الفقري للزواج، في الأساس يتم تعليم الذكر في الأساس على اكتساب العملة الصعبة، لذلك فإن الاستقلال المالي أو عدمه مشكلة كبيرة عند الزوج.

المصدر: التعامل الأسري وفق الهدي النبوي، حنان قرقوتي، 2013أخلاقيات التعامل الأسري في السيرة النبوية، عبد الله بن ناصر السدحانالمجتمع والأسرة في الإسلام،محمد طاهر الجوابي،2020الإرشاد الأسري، عبد العزيز، 2011


شارك المقالة: