المفاهيم السلوكية التي تسهم في إعداد قوانين السقالة لذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


من الملاحظ أن المحاولات التي قام بها المعلمون لاستخدام استراتيجيات السقالة ربما تكون غير فعالة، وتأتي بإنتاج معاكس إذا لم يكن لدى المعلم فهم واضح للمبادئ، ولقوانين التعلم التي يتضمنها المفهوم لنسج هذه المبادئ والقوانين لإخراج استراتيجيات سقالة فعالة يحتاج إلى بعض المعرفة والمهارة.

قوانين السقالة لذوي الاحتياجات الخاصة

من المهم أن يكون المعلمون قادرون على تصميم الاستراتيجيات بأنفسهم، نظراً لعدم وجود خطوط إرشادية تفصيلية لكثير من السياقات التعليمية يمكن اتباعها، وندرة البحوث السابقة التي يمكن التعويل عليها ينظر إلى الوسائط المتعددة الرقمية، والتفاعلية على إنها أداة مثالية لبيئة التعلم التي تستخدم الكمبيوتر على نطاق واسع، كما إنها تستخدم استراتيجيات السفالة.

وعلى سبيل المثال تم وضع كلا من السقالة والقياس الاندماجي التكاملي في قائمة بين الأمنيات لتصميم بيئات تعليمية عالمية في المستقبل، لسوء الحظ إن ما قدمه مصممو السوفتوير التعليمي حتى الآن لتطبيق مبادئ سقالة تستند إلى دليل في منتجاتهم قليل.

وعلى الرغم من أن المعلمين يرغبون بشكل واضح في إيجاد مداخل السوفتوير الذي يستجيب للتنوع في مستويات القدرة لدى المتعلمين نظراً لأن معظم تحليلات السقالة، والكتب الشارحة لها التي تصف التطبيقات التربوية ركزت على الاستراتيجيات التي يستخدمها المعلمون فإنه لمن الأهمية والنفع بمكان أن يكون لدينا تحليلات وتطبيقات تركز على تصميم بيئات تعليمية رقمية.

وبعض المفاهيم التعليمية من تراث البحوث السلوكية التي ترتبط بتصميم عناصر ومكونات سقالة لبيئات تعليمية تستخدم الكمبيوتر على نطاق واسع، على الرغم من أن هذه المفاهيم تنبثق من بحوث في نموذج سلوكي بنائي، إلا أنها يمكن أن تلعب دوراً ناجحاً بشكل قوى داخل البيئات التعليمية، وبما فيها تلك التي تستند إلى النموذج البنائي، بشرط واحد فقط وهو أن تكون هناك أهداف سلوكية واضحة يمكن وضعها بغية أن يحققها المتعلم.

خصوصاً في حالة ما يستخدم تطبيقات السوفتوير لمساعدة الأطفال ذوي صعوبات التعلم على تعلم مهارات معينة يمكن تحقيقها في المناهج المدرسية غير الخصوصية، على سبيل المثال للتعرف على الحروف فإن مداخل التدريس للتعلم سوف تحتل مكاناً مهماً، وسوف نقوم بوصف موجز لمفاهيم التعلم العديدة ذات الصلة حتى نضعها في السياق النظري، ثم يتم توضيح تطبيقاتها في عناصر ومكونات أداة معينة للسوفتوير التعليمي.

المفاهيم السلوكية التي تسهم في إعداد قوانين السقالة لذوي الاحتياجات الخاصة

1- تمييز وتعميم المثير

عندما نتعلم شيئاً ما عن حدث معين فإن سلوكياتنا تجاه هذا الحدث ربما يختلف عن سلوكياتنا تجاه الأحداث الأخرى المشابهة له، ولكن ربما تكون أيضاً سلوكياتنا متشابهة تجاه أحداث متشابهة، وتؤثر متغيرات تعليمية عديدة على التوازن بين التمييز والتعميم أثناء التعلم يمكن السقاله أن تستخدم هذه المتغيرات للتأثير في هذا التوازن حتى تجعل التعلم أكثر كفاءة، والطفل الذي يتعلم التعرف على الحروف في حاجة إلى تعلم الاختلاف بين الحروف، ولكن يجب أن يتعلم معالجة نفس الفروق في الأحجام لكل حرف.

2- التشكيل وتعميم الاستجابة

عندما نتعلم القيام باستجابة معينة فإننا نكتسب أيضاً ميلاً للقيام باستجابات أخرى تشبه تلك الاستجابة المتعلمة، وهذه القاعدة تعميم الاستجابة يمكن استخدامها في السقالة لمساعدة المتعلم على القيام بالاستجابة المرجوة الصعبة، إجراء السقالة يغير تدريجياً شرط الاستجابة من استجابة سهلة أو نحو ذلك خلال خطوط وسيطة وحتى يتم الحصول على الاستجابة الصعوبة المرجوة، وهذه العملية يُطلق عليها تشكيل الاستجابة الطفل الذي يتعلم كتابة كلمة ما يبدأ باقتراب غير مصقول يمكن إدراكه فقط، إلا إنه يتقدم بالتعلم نحو أداء أكثر دقة.

3- التعميم غير المدرح أو التدريجي

يحدث التمييز والتعميم والتشكيل مع أبعاد مفاهيمية للتغيير الحجم والشكل واللـون والتأخر والموقع والاتجاه وغيرها، وإجراء السقالة لابد أن يحدد الأبعاد التي سوف يتم استخدامها في التعلم، كما أنه لابد أن يستخدم درجات التغيير غير الكبيرة حتى لا يسبب الأخطاء بمنع التعميم، وألا تكون هذه الدرجات صغيرة جداً خشية أن تصبح غير فعالة، وعلى سبيل المثال التغيرات الكبيرة في الحجم يمكن أن يؤثر سلباً على تعلم الطفل السابق للتعرف على الحروف، ولكن يمكن تقبل تغيرات بسيطة وصغيرة.

4- التكيف التفاعلي للمثيرات التعليمية

درجات التغير في الأحداث أو متطلبات الاستجابة المستخدمة للسقالة يمكن إفرادها بجعلها تعتمد على عملية التعلم، وإذا نتج عن تغيير صغير وبسيط في متطلبات استجابة ما أو حدث ما خطأ المتعلم، ويمكن تحويل هذا التغيير في الاتجاه المعاكس، وحلقات التغذية الراجعة هذه في البرنامج التعليمي هي الوسائل التي يستجيب بها البرنامج للفروق الفردية في بروفيلات التعلم للمتعلمين المختلفين.

5- التعزيزات البصرية للمثيرات الخارجية والداخلية

التعزيزات البصرية عناصر يمكن إضافتها إلى عرض ما للتأثير في التمييز والتعميم، نظراً لكونها جزء من عملية السقالة، فإنه يمكن إضافة هذه العناصر على نحو تقدمي، ويمكن دمجها مع الحدث الذي تعززه أو يمكن أن تكون بعيدة نسبياً، ويمكن مساعدة الطفل الذي يتعلم التعرف على الحرف إلى الانتباه للسمات المميزة لكل حرف يتأكد ذلك بطرق معينة، مثل تلوين الحروف وعنصر تلوين الحرف يخلق معزز مثير داخلي، بينما تلوين الخلفية يخلق معزز مثير خارجي.

6- التدعيم والتثبيط للمتعلم

بعض المعززات يمكن أن تدعم احتمالية أن يتعلم المتعلم الانتباه للحدث المنشود عندما لم يعد يقدم له التدعيم، وعلى سبيل المثال معزز المثير الداخلي يمكن أن يؤكد على ويوجه الانتباه للسمات الهامة ملهمة تعليمية على نحو هام، فإن بعض المعززات يمكن أن تتداخل مع المنهج التعليمي المنشود، وعلى سبيل المثال استخدام وسائل الإيضاح كمعززات للمثير الخارجي في قراءة الأطفال الأولى للكتب يمكن أن تؤخر تعلم قراءة الكلمات التي تصطحب وسائل الإيضاح.

7- التعلم بدون أخطاء

التعلم بدون أخطاء يشير إلى التعلم الذي ينتج من استخدام الصيغ التعليمية التي تستخدم وتوظف إجراءات السقالة، مثل التعميم والتمييز والتشكيل والمعززات للحد من الأخطاء التي يقع فيها المتعلم ويرتكبها أثناء عملية التعلم، وإحدى الخصائص المهمة لصيغ التعلم بدون أخطاء تتمثل في أنها تخلق سباقاً وجدانياً إيجابياً للتعلم يدعم الاهتمام والحماس، بالإضافة إلى إنها تقدم تعليماً فعالاً.

8- المعرفة أو المهارات اللازمة للمتعلم

جميع سياقات التعلم تقوم على أساس من المهارات التي تم تعلمها سابقاً وفقاً لنموذج التعليم المباشر، فإنه لمن الأهمية عمل فحص ومراجعة لإتقان المهارات أو المعرفة المطلوبة قبل الشروع فـي تدريس جديد
بالنسبة لكثير من الأطفال، وخصوصاً ذوي صعوبات التعلم فإن التدريب على قراءة الكلمات أكثر فعالية عندما
يبني على أساس قدرة موجودة للتعرف على الحروف وليس العكس.

8- التغذية الراجعة الإيجابية الفورية للتعلم

في مهمة تعلم جديدة فإن التغذية الراجعة الفورية لاستجابات المتعلم سوف تدعم التعلم الفعال والدافعية للاستمرار، وينظر إلى التغذية الراجعة على أن لها وظيفة معلوماتية ووظيفة دافعية، والسقالة توفر الزوال التقدمي لفورية التغذية الراجعة كلما تقدم التعلم، وهذا له قيمته وأهميته لتدعيم تعميم التعلم، وذلك بتقديم سياق طبيعي للاحتفاظ بالسلوك المتعلم قدرة السوفتوير التعليمي لعمل جدول معقد للتغذية الراجعة يتفوق بكثير على الجدول الذي يقوم بعمله المعلم.

9- الدافعية للتعلم

تشير تحليلات النظرية والبحوث عن دور الدافعية في التعلم إلى أن الدافعية المرتفعة، وبوجه عام تؤدي إلى تعلم أفضل، وظهور التعلم والنجاح في المهمة التعليمية ربما يقدم دافعية داخلية متزايدة كلما استمر التعلم، يمكن للسقالة أن تزيد من الدافعية الداخلية، وذلك بالحد من الأخطاء والوصول بالنجاح إلى أقصى درجة، كما أنها أيضاً تعيل التقليل التقدمي في الدافعية الخارجية أثناء تعلم المهمة.

10- الحمل المعرفي

أوضحت البحوث في مجال تجهيز المعلومات الإنسانية أثناء التعلم أن قدرة المتعلم على تجهيز المعلومات محدودة، وهناك طرق لتصميم مهمة تعليمية للحد من متطلبات هذا التجهيز، خصوصاً في المراحل الأولى في حالة عدم التحول الآلي لعناصر المهمة على سبيل المثال، يمكن استخدام السقالة لزيادة الحمل المعرفي  تدريجياً، وأثناء إتقان المتعلم للمهمة التعليمية بزيادة على نحو تقدمي ومتطلبات الذاكرة قصيرة المدى لعنصر المهارة أو بنقل المحتوى التعليمي بين الصور الحسية.

11- القياس التكاملي

تتحقق السقالة في بيئات التعلم التي تستخدم الكمبيوتر على نطاق واسـع باستخدام العد الحسابي المبرمج، والدمج بين القواعد المستقبلية والمعادلات الرياضية البسيطة التي تكيف بيئة التعلم المستقبلية وفقاً للكيفية التي يستجيب بها المتعلم للبيئة الحالية، وهذه العمليات الحسابية تراقب التفاعل بين المتعلم والبيئة وتوظف هذه المعلومات لتحديد التكيفات اللازمة للبيئة لتيسير التعلم إلى أقصى درجة ممكنة.

المصدر: 1- هدى سلام. صعوبات التعلم الشائعة برياض الأطفال. دار امجد للطباعة والنشر.الطبعة الأولى 2015. 2- خولا يحيى وماجدة عبيد. أنشطة للأطفال العاديين لذوي الاحتياجات الخاصة. دار المسيرة: عمان. الطبعة الأولى 2007.3- فاروق الروسان. مقدمة الاضطرابات اللغوية.دار الزهراء. الرياض. الطبعة الأولى.4- مراد عيسى ووليد خليفة وأحمد أحمد وطارق عبد النبي.الكمبيوتر وصعوبات التعلم. دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر. الإسكندرية. الطبعة الأولى 2006.


شارك المقالة: