النظريات الوظيفية في عملية الترقية المهنية والاستقرار المهني

اقرأ في هذا المقال


اهتمت النظريات الوظيفية في العديد من القضايا المهنية المهمة لنجاح العملية المهنية بشكل كامل، بحيث وجهت الضوء على كل من عملية الترقية المهنية وأهميتها في وصول الموظف لأن يكون ذو مستويات مرتفعة من الرضا المهني تجاه العمل ويكون لديه الاستقرار المهني، وتنقسم النظريات الوظيفية إلى نظرية النسق الاجتماعي، نظرية المعوقات المهنية، نظرية النسق التعاوني ونظرية تفويض السلطة.

نظرية النسق الاجتماعي في عملية الترقية المهنية والاستقرار المهني:

تعود هذه النظرية لصاحبها العالم بارسونز الذي قام باعتبار المؤسسة المهنية مجرد تنظيم يقوم على وضع الأهداف المهنية المتعددة الفوائد ويتوجب تحقيقها من أجل النجاح المهني والاستقرار المهني المناسب للموظفين في المؤسسات المهنية، بحيث يتحدث بارسونز عن أربعة متطلبات أساسية لتحقيق الاستقرار المهني والتي تتمثل من خلال ما يلي:

  • التكيف المهني، الذي يتوجب أن يقوم به الموظف تعبيراً عن قبوله للوظيفة وللبيئة المهنية التي تخصه.
  • تحقيق الأهداف المهنية التي تم وضعها وتحديدها في المؤسسات المهنية.
  • التكامل المهني، الذي يتمثل بالتناسق والترابط الحاصل بين الموظف وجميع خصائصه المهنية من مهارات وقدرات مهنية مع شروط ومتطلبات الوظيفة الخاصة به.
  • الترقية المهنية، التي تتمثل بتقدير جهود الموظفين في الأداء المهني.

وعليه فإن نظرية النسق الاجتماعي في عملية الترقية المهنية والاستقرار المهني تنظر إلى عملية الترقية المهنية على أنها أساس الاستقرار المهني.

نظرية المعوقات المهنية في عملية الترقية المهنية والاستقرار المهني:

تعود هذه النظرية لصاحبها العالم مرتون الذي قدم تفسيراته في العمليات المهنية التي تتم داخل المؤسسة المهنية، والتي تتحدث عن وجود نتائج غير مرضية وغير متوقعة من خلال الموظفين في العمل المهني، مما يتوجب على الإدارة المهنية من أن تجد نظام وأسس مهنية لضبط وتعديل مثل هذه النتائج المهنية غير المتوقعة وغير المرغوبة، ومن الواجب أن تقوم هذه الإدارة المهنية بمسؤوليها بعملية المتابعة والإشراف المهني المستمر على جميع التوجيهات القائمة للحصول على الاستمرارية في العمل المهني والحصول على الاستقرار المهني.

تتميز الترقية المهنية في نظرية المعوقات المهنية بأنها عقلانية وحقيقية في تحديد الجهود المبذولة في المهام المهنية والواجبات والأنشطة المهنية التي قام بها أي موظف مهني في المؤسسة المهنية، بحيث تعبر الترقية المهنية عن هدف مهني معين وترغب الإدارة المهنية في تحقيقه من خلالها؛ لأن العملية المهني من وجهة نظر نظرية المعوقات المهنية هي مجموعة متكاملة من الوظائف والعمليات المهنية.

تربط نظرية المعوقات المهنية في الترقية المهنية والاستقرار المهني عملية الترقية المهنية في مفاهيم مهنية معينة مثل الجدارة المهنية والكفاءة المهنية العالية والخبرة المهنية، وترتبط الترقية المهنية في نظرية المعوقات المهنية بمستويات الموظف المهنية في السلم المهني، أي حسب حجم المسؤوليات الواقعة على عاتقه في العمل المهني والمهارات المهنية اللازمة لتحقيقها بالشكل المطلوب.

نظرية النسق التعاوني في الترقية المهنية والاستقرار المهني:

تعتبر هذه النظرية لصاحبها العالم شستر بارناد والذي اهتم بالسلوكات الخاصة بالإدارة المهنية وأساليبها في التعامل مع الموظفين المسؤولة عنهم، والتي تؤثر بدورها على الدافعية المهنية للموظفين للقيام بأداء مهامهم المهنية بالشكل المناسب والمطلوب، بحيث يتوقف استقرار الموظف المهني في المؤسسة المهنية التي يعمل بها على تلبية احتياجاته وخاصة في عملية إعداد واتخاذ القرارات المهنية المتعلقة به كموظف يعمل مع مجموعة مهنية مميزة.

أبرزت نظرية النسق التعاوني في الترقية المهنية والاستقرار المهني أهمية العمل على النمط الاجتماعي التعاوني، الذي يحدث على أساس تشارك وتفاعل الموظفين مع بعضهم البعض وتشاركهم وتفاعلهم مع الإدارة المهنية أيضاً؛ من أجل تحديد الأهداف المهنية الخاصة بهم وبمؤسستهم المهنية بطريقة وأسلوب واضح وله سمة السهولة والقدرة على التحقيق.

وترى نظرية النسق التعاوني في الترقية المهنية والاستقرار المهني أن تحقيق التناسق والترابط بين الأهداف المهنية والأهداف الشخصية الخاصة بالموظفين يساهم في النجاح المهني للمؤسسة المهنية التي يعملون بها، مما يزيد من الولاء المهني لدى الموظفين وحب الوظيفة والرغبة بها مما يحقق ويحسن من مفهوم الاستقرار المهني لديهم، بحيث يرغب الموظف بأن يكون متميز ويحصل على الترقية المهنية في العمل مقابل جهوده والذي يجعله يطور من مهاراته المهنية وخاصة في عملية صنع واتخاذ القرار المهني.

نظرية تفويض السلطة في الترقية المهنية والاستقرار المهني:

تعتبر هذه النظرية أن تفويض السلطة ومنح الموظف المهني القدرة على صنع واتخاذ القرارات المهنية المهمة والخاصة بالمؤسسة المهنية هو بحد ذاته عبارة عن ترقية مهنية وتحفيز مهني ممتاز وعالي القيمة؛ لأن هذا العمل والتفويض يزيد من ثقة الموظف بنفسه وبقدراته المهنية ومهاراته وخبراته في العمل المهني، ويزيد من الرضا المهني للموظف تجاه الإدارة المهنية وجميع عناصرها وعناصر العملية المهنية؛ وذلك بسبب تقدير جهوده التي بذلها في تحقيق الأهداف المهنية، وهذه العملية المهنية التفويضية تجعل منه موظف ذو استقرار مهني.

المصدر: مبادئ التوجيه والإرشاد المهني، سامي محمد ملحم، 2015.التوجيه والإرشاد المهني، محمد عبدالحميد الشيخ حمود، 2015.التوجيه المهني ونظرياته، جودت عزت عبدالهادي وسعيد حسني العزة، 2014.مقدمة في الإرشاد المهني، عبد الله أبو زعيزع، 2010.


شارك المقالة: