الواقعية المباشرة وغير المباشرة للإدراك المعرفي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


ترى مشكلة العالم الخارجي وخاصة مبدأ اللامركزية نهضتها الحديثة في الواقعية التمثيلية، والتي تم تقديمها كبديل لكل من النظرة المنطقية للواقعية المعروفة أيضًا باسم الواقعية المباشرة، والنظرية القياسية للواقعية غير المباشرة، حيث تتمثل الواقعية المباشرة وغير المباشرة للإدراك المعرفي في علم النفس على أن الأشياء عبارة عن مجموعات من المواد الأولية والأشكال المطبقة عليها.

الواقعية المباشرة وغير المباشرة للإدراك المعرفي في علم النفس

كثيرًا ما يعلمنا العلم أن الأشياء ليست في الواقع كما تظهر للحواس، حيث تظهر بعض الأشياء على سبيل المثال بشكل مدرك كشكل صغير بدلاً من الشكل الكبير الذي هو عليه، حيث لا يمكن أن تتضمن هذه التجربة الإدراكية نقل الأشكال، أو التقاط مباشر للخصائص الموضوعية فهذه الخصائص ليست موجودة لالتقاطها، ولا يمكننا ببساطة اختيار الخصائص العلائقية مثل الظهور بمظهر صغير.

من هنا يجادل العالم رينيه ديكارت أنه يمكن أن يكون لدينا نفس التجربة الإدراكية في حلم حي حيث لا يتم تكوين مثيل للخصائص العلائقية كما نفعل في حياة اليقظة، لذلك يجب أن تكون المظاهر الإدراكية عقلية وداخلية بالكامل وليس علائقية، بقدر ما تكون الأشياء الخارجية حاضرة للعقل على الإطلاق، فإن ذلك يرجع فقط إلى هذه المظاهر، والتي تعمل بالتالي كوكلاء داخليين أو وكلاء بالنسبة لهم.

في الواقعية المباشرة وغير المباشرة للإدراك المعرفي في علم النفس لا يختلف الفهم كثيرًا عن خزانة مغلقة تمامًا عن الضوء، مع ترك بعض الفتحات الصغيرة فقط للسماح بدخول أوجه تشابه مرئية خارجية أو أفكار لأشياء بدونها.

هذا هو مفهوم الوقوف في أن مصطلح الواقعية التمثيلية من المفترض أن يلتقطها بشكل مباشر، وقد يكون الواقعي التمثيلي أن يرى أن هذه المقاربات هي أيضًا تمثيلات بمعنى وجود محتويات دلالية، أي شروط الحقيقة أو الدقة، حيث أنه في الواقع ينكر الشكل الأكثر تميزًا للواقعية التمثيلية أن التجارب بهذا المعنى تمثيلية.

بيانات المعنى في الواقعية المباشرة وغير المباشرة للإدراك المعرفي

يشتمل شكل الواقعية المباشرة وغير المباشرة للإدراك المعرفي، على نظرية بيانات المعنى التي تنص على أن كل تجربة إدراكية لشيء ما تتضمن وعي الموضوع بشيء ما هو في الحقيقة، حيث إن التجربة الإدراكية لكل من الحقيقية أو الهلوسة لكون شيء ما ذو لون معين يتطلب أن يكون هناك شيء غير مادي أي داخلي أو عقلي يتمثل في مسند حسي.

حيث لا تؤخذ البيانات الحسية عادة على أنها صحيحة أو خاطئة في بيانات المعنى في الواقعية المباشرة وغير المباشرة للإدراك المعرفي، ومع ذلك فإن بيانات المعنى تشكل الأشياء الداخلية والجداول التي بموجبها ندرك الأشياء المحيطة أو الخارجية، وبهذا المعنى فإننا نقوم بتمثيلها وتجربتها بشكل أكثر وضوح.

هناك سمتان مهمتان لنظرية بيانات المعنى في الواقعية المباشرة وغير المباشرة للإدراك المعرفي تستحقان تسليط الضوء عليهما، تتمثلان في أن بيانات المعنى لها بالفعل الخصائص التي يبدو أن الكائنات الخارجية تمتلكها، وأن العلاقة التي يقف عليها المرء مع بيانات إحساس المرء هي إدراك حسي أو شبه علاقة حسية، حيث يدرك المرء إدراكًا مدركًا للأشياء نظرًا لإدراكه الأساسي لبيانات إحساسه.

أي نسخة من الواقعية المباشرة وغير المباشرة تنفي التدخل العالمي المباشر، كما أن نظرية المعطيات غير متوافقة مع التوجيه الإدراكي، حيث إنها تجعلنا ندرك الأشياء عن طريق إدراك بياناتنا الحسية، وعادة ما يتم تجسيدها بطريقة لا تتوافق مع التوجيه المرجعي أيضًا، مع افتراض أنه لا يمكننا التفكير في الكائنات المستقلة عن العقل إلا باعتبارها الأسباب الخارجية لبيانات المعنى هذه.

ومع ذلك فهو متوافق مع الصراحة الظاهرية والمعرفية، على سبيل المثال يمكن للمرء أن ينكر أن الاستدلال من البيانات الحسية إلى الأشياء الخارجية واعي ومتعمد ويصر على أن مثل هذه الاستدلالات المتعمدة فقط هي التي تجعل الاعتقاد استنتاجيًا معرفيًا أي غير أساسي بالمعنى للبيانات.

القصدية والظرف في الواقعية المباشرة وغير المباشرة للإدراك المعرفي

ترى القصدية في الواقعية المباشرة وغير المباشرة للإدراك المعرفي أن امتلاك تجربة إدراكية كشيء أزرق يعني أن تكون في حالة ذات خاصية دلالية مميزة للمعنى الأزرق، للإشارة إلى خاصية الزرقة من حيث الوعي، من وجهة النظر هذه فإن الدول الداخلية ليست مجرد ممثلين فقط، بل ممثلين لديهم قيم دلالية، ومنها عادة ما تفتقر مثل هذه التمثيلات إلى الخصائص التي تصور الأشياء الخارجية على أنها تمتلك.

علاوة على ذلك فإن العلاقة التي يقف عليها المرء مع التمثيلات الإدراكية ليست بالضرورة علاقة شبه إدراكية، حيث يُعتقد عادةً أن الشخص لديه تمثيلات أو رموز مميزة، فهم ليسوا بأي حال من الأحوال كائنات الإدراك أو الإدراك في المسار العادي للأحداث، ولكن وسائل الإدراك بشكل عام، وقد يصبحون أهدافًا لشيء مثل الإدراك إذا حضرناهم بشكل انعكاسي، لكن هذا شيء أكثر من مجرد امتلاك الخبرة.

يرى كل من المعطيات الحسية ووجهات النظر المقصودة التجربة الإدراكية كعلاقة ذات مكانين بين المدرك والممثل الداخلي من ناحية أخرى، وترى الواقعية المباشرة وغير المباشرة للإدراك المعرفي أن التجربة الإدراكية نفسها أحادية، حيث لا يتضمن وقوف المدرك في علاقة بشيء ما، وأن الأنواع المختلفة من التجارب الإدراكية هي ببساطة طرق مختلفة للاستشعار.

مثل هذه المواضع لا تلزمنا بوجود أي من البيانات الحسية أو التمثيلات، حيث يتم تقديم الواقعية المباشرة وغير المباشرة للإدراك المعرفي أحيانًا كطريقة محايدة وجوديًا للحديث عن التجارب، وأحيانًا كادعاء أكثر إثارة للجدل بأن التجربة الإدراكية بدائية وغير قابلة للتحليل.

تنكر القصدية والظرفية في الواقعية المباشرة وغير المباشرة للإدراك المعرفي التدخل العالمي المباشر ولكنهما متوافقان مع الأنواع الأخرى من المباشرة، كما أنها متوافقة مع أي من الأنواع المقابلة من عدم المباشرة.

التوافقية في الواقعية المباشرة وغير المباشرة للإدراك المعرفي

غالبًا ما اعتقد أنصار النظريات القصدية والظرفية بأنهم يدافعون عن نوع من الواقعية المباشرة وغير المباشرة للإدراك المعرفي، على سبيل المثال يعتقد علماء النفس بوضوح أن وجهة نظره البدائية الظرفية هي وجهة نظر واقعية مباشرة، وأن التجربة الإدراكية هي بالتأكيد أقل مباشرة في النظرية القصدية أو الظرفية مقارنة بنظرية المعنى النموذجية، على الأقل بمعنى الاتجاه الإدراكي.

ومع ذلك فإن النظريات التوافقية في الواقعية المباشرة وغير المباشرة للإدراك المعرفي تجعل إدراك الأشياء غير مباشر بطريقتين مهمتين على الأقل، في أن يتم التوسط فيهمن خلال حالة داخلية، حيث يكون المرء في اتصال إدراكي مع كائن خارجي للإدراك فقط بحكم كونه في تلك الحالة الداخلي، وتلك الحالة الداخلية هي حالة يمكن أن نكونها حتى في حالات الخطأ الإدراكي الواعي.

في النهاية يمكن التلخيص أن:

1- الواقعية المباشرة وغير المباشرة للإدراك المعرفي في علم النفس تتمثل في مشكلة العالم الخارجي في الواقعية التمثيلية.

2- والتي تم تقديمها كبديل لكل من النظرة المنطقية للواقعية المعروفة أيضًا باسم الواقعية المباشرة، والنظرية القياسية للواقعية غير المباشرة.

3- يمكن النظر في الواقعية المباشرة وغير المباشرة للإدراك المعرفي من خلال بيانات المعنى والظروف القصدية والظروف التوافقية.

المصدر: ظواهرية الإدراك، موريس مرلوبونتي، 2011الوعي والإدراك، البحث في آلية عمل الدماغ البشري، عمر اسبيتان، 2009التصور العقلي من منظور علم النفس التربوي، رجاء محمد أبو علام وعاصم عبد المجيد أحمد، 2014علم النفس المعرفي، د. رافع النصير الزغلول - د. عماد عبد الرحيم الزغلول


شارك المقالة: