بداية ظهور التعليم المبرمج في التدريس التربوي

اقرأ في هذا المقال


يعرف التعليم المبرمج: على أنّه عبارة عن وسائل التعليم المعتمدة على النفس، والتي تعمل على إيجاد برنامج دراسي ينتقي منها كل تلميذ البرنامج الذي يتلاءم معه، من أجل القيام على تنفيذه خلال فترة زمنية محددة مسبقاً.

بداية ظهور التعليم المبرمج في التدريس التربوي:

إن بداية ظهور التعليم المبرمج من وجهة نظر علماء التربية ترجع إلى العهد اليوناني القديم، عندما استعمل العالم التربوي سقراط طريقة الحوار التي تتسلسل من المجهول غير المعروف إلى المعلوم، ومن السهل والبسيط إلى الأكثر تعقيد، وتعتمد الطريقة الحوارية على خطوات بسيطة ومتسلسلة.
أما عند العالم التربوي أفلاطون، فقد شجع وحفز على اعتماد الإجابة السليمة الخالية من الأخطاء، واعتماد الخطوات الصغيرة، وكذلك التعرف على النتائج بشكل مباشر، والتخلي عن الأساليب والطرق القهرية في عملية التعليم، وهي تُعد من المبادئ والأسس الرئيسية في التعليم المبرمج في ذلك الوقت.

ما هي مجالات استخدام التعليم المبرمج في التدريس التربوي؟

  1. يلجأ إلى استخدام هذا النوع من التعليم للقيام على تدريب وتأهيل المدرسين خلال مدة الخدمة.
  2. يلجأ إلى استخدامها من أجل المشاركة في تخطيط برنامج المعلم الوحيد.
  3. يستخدم من أجل القيام على برمجة الموضوعات المعقدة وغير السهلة والبسبطة.
  4. يستخدم التعليم المبرمج في مجال التعليم التقني والتكنولوجي وصقل طرق التدريس.
  5. يستخدم في مواجهة والتصدي للأعداد الكبيرة والمزدحمة من الطلاب داخل البيئة الصفية، وفي مواجهة التناقص الكبير للأعداد المدرسين المدربين والمؤهلين.
  6. يستخدم من أجل تخليص المدرسين من القيود والوظائف والواجبات الروتينية، وتفتح لهم مجال التفرغ للقيام بالأعمال التربوية كمتابعة التلاميذ والتعرف على مشكلاتهم والعمل على حلها.

ما هي قواعد التعليم المبرمج في التدريس التربوي؟  

1. يجب أن تُعدّ وتبنى أهداف البرنامج من خلال عبارات وجمل سلوكية، تعمل على تحديد سلوك الشخص المتعلم وتعمل على وصف أداء له القابلية وإمكانية القياس.

2. يجب العمل على تحديد شروط الأداء، فيتبين للبرنامج ما هو المطلوب والمحدد.

3. يجب القيام بتحديد الموضوع التعليمي الذي سيعمل عليه البرنامج، ونعمل على تحديد المعارف والمعلومات التي يملكها الباحث، من أجل أن لا يعطى للشخص المتعلم برنامج يرتكز على مستوى تحليلي لا يملكه المدرس.

4. يجب تجنب وضع العديد من المعارف والمعلومات في كل إطار، من أجل عدم وقوع الشخص المتعلم في الأخطاء، ويراعي الشخص المبرمج الوضوح.
 

5. أن يقوم الشخص الذي يُعِد البرنامج على تجزئة وتقسيم المادة التعليمية في وحدات صغيرة يسهل فهمها وتعلمها والإجابة عليها.

6. أن تتم عملية بنائه وإعداده من خلال أسلوب خبرات وتجارب مشوقة، تعمل على تحفيز وجذب انتباه الشخص المتعلم.

7. أن يحتوي هذا النوع من التعلم على التجارب والخبرات المرحلية وتستعمل كنوع من المراجعة.

انتقادات التعليم المبرمج في التدريس التربوي:

  1. لا تُعَد بالضرورة والأهمية أن الطرق التي نجحت في مجال تعليم في مجال معين، أن تقدم نجاحاً في مجال تعليم الأشخاص.
  2. اللجوء إلى استعمال الآلات في التعلم البرنامج تقلل من قيمة وأهمية المدرس، والشخص المتعلم لا يحب أن تقدم له المادة من خلال آلية، إلا أنه يحتاج إلى أن يوجه إليه الانتباه والتركيز لما يتعرض إليه من مشكلات وعقبات.

دور المعلم في التعليم المبرمج في التدريس التربوي:

  1. يقوم بدور الشخص الموجه والمرشد للطلاب أثناء تعلمهم.
  2. يقوم بدور الشخص المشرف من خلال الإشراف على أعمال الطلاب.
  3. يقوم بدور الشخص المقوم لأعمال تلاميذه، من خلال كتابة الملاحظات وحفظها عن مقدار تقدم الشخص المتعلم.
  4. يقوم بالدراسة والعمل على مقارنة الملاحظات المكتوبة من أجل أن يخرج نتائج تقدم الفائدة والنفع العملية التعليمية، وتعمل على معرفة الصعوبات التي تواجه عملية التعلم.

فعالية التعليم المبرمج مقارنة بالطرائق الأخرى:

قد يكون للتعليم المبرمج دور فعال في مواقف، وقد لا يُعدّ له دور فعال في مواقف أخرى، وقليل الفعالية في مواقف أخرى، وهذا ينطبق على طرق التدريس المتعددة والمتنوعة.

لا يُعَد الاهتمام وأخذ التعليم المبرمج باعتباره أداة تعمل على حل جميع المشاكل والعقبات التي تتعرض لها عملية التعليم، بل ننظر إليه بأنه عبارة عن الوسائل والأدوات الفعالة ومن الأدوات المعينة والتي تتكامل وتترابط مع طرق ووسائل أخرى من أجل تحقيق أهداف النظام التدريسي وأهداف العملية التعليمية، وبذلك إن التعليم المبرمج يُعد عبارة عن نظام تدريسي جزئي يكون مع الطرق والوسائل الأخرى المتعددة والمتنوعة نظام تدريسي متكامل وشامل.

المصدر: طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 2005-1425.استراتيجيات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر.نظريات المناهج التربوية، د على أحمد مدكور.تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة.


شارك المقالة: