تحليل التقييمات النفس تربوية للمصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

اقرأ في هذا المقال


غالباً ما يطلب الوالدان من الاختصاصين تحليل نتائج التقييمات النفس تربوية التي أجراها اختصاصي آخر، وتتكون التقييمات النفس تربوية عموماً من مقاييس للمقدرة المعرفية والتحصيل الأكاديمي، وإضافة إلى بيانات إفادة المدرس، وفي بعض الحالات تكون هناك مقاييس لتقييم المعالجة السمعية والبصرية والمهارات البصرية الحركية.

تحليل التقييمات النفس تربوية للمصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

عند تحليل نتائج اختبار الذكاء، ينبغي أن يقيم الاختصاصي مستوى الأداء الكلي للطفل بالنسبة لأقرانه، ففي حين يبلغ متوسط نتيجة اختبار الذكاء على مجموعة من الأفراد، فإن النتيجة المتوسطية للطلبة في مدرسة معينة قد تكون أعلى أو أقل من ذلك بكثير، وفي الحالات التي لا يعرف فيها الاختصاصيين النتيجة المتوسطية لاختبار ذكاء لدى طلبة المدارس التي يعملون بها، فقد تفيد إجراء محادثة قصيرة مع بعض الاختصاصيين النفسيين في هذه المسألة.

وأما بالنسبة للطلبة الذين تقل نتائج اختبارات الذكاء لهم عن (15) نقطة أو أقل من ذلك بالنسبة للمتوسط المقدر للطلبة في الحجرة الصفية، فغالباً ما يعانون من مشكلات كبيرة في واحد أو أكثر من ميادين الأداء الأكاديمي، فبالإضافة إلى تقييم نتائج اختبارات الأطفال بالنسبة لأقرانهم، غالباً ما يستفيد الاختصاصيون من تحديد فيما إذا كانت هناك تباينات كبيرة بين نتائج اختبارات الذكاء المختلفة.

وتستخدم العديد من اختبارات التحصيل في الممارسة التربوية، لكن قد يكون اختبار وشلر الفردي للتحصيل، هو أكثر المقاييس شيوعاً إذ يضيف هذا المقياس إلى نتائج في ميادين متعددة للأداء الأكاديمي، مثل القراءة الأساسية والتفكير الرياضي والتهجئة والاستيعاب القرآني، والعمليات العددية والاستيعاب السمعي والتعبير الشفوي والتعبير الكتابي يتضمن دليل القياس معايير وفقاً للعمر والمستوى الصفي.

وتعتبر المعايير المعتمدة على الصف مفيدة على نحو الخصوص لدى وجود تفاوت واضح بين عمر الطفل ومستواه الصفي، والذي قد يكون من ضمن الطلبة الراسبين في الصف، وتقدم النتائج على شكل نتيجة معيارية بمتوسط يبلغ (100) وانحراف معياري يبلغ (15)، ويقدم هذا المقياس أيضاً نتائج مساوية للمستوى الصفي، غير أن هذه نتائج هي تقديرات عامة جداً عن كيفية قدرة الطالب على الأداء بالنسبة لأقرانه من المستوى الصفي ذاته.

كما هو الحال في نتائج اختبار الذكاء، فينبغي تقييم أداء الطالب في اختبارات التحصيل بالنسبة للأداء المقدر للطلبة في الصف، وإضافة إلى ذلك فإنه بالإمكان مقارنة نتائج اختبارات التحصيل مع نتائج اختبار الذكاء لتحديد إمكانية وجود تباين بين الاثنين، وباستخدام نموذج تباين بسيط، فإن فرقاً بين نتائج اختبار ذكاء واختبار تحصيل بمقدار (12) نقطة أكثر يمثل تفاوتاً كبيراً.

ويمكن أيضاً تقييم الفرق بين الاختبارين باستخدام صيغ مصححة مبنية على نموذج الانحدار، ويستطيع الاختصاصي النفس تربوي باستخدام دليل وشلر أن يحدد المستوى المتوقع لتحصيل الطفل استناداً إلى نتيجته في اختبار الذكاء، بعد ذلك بإمكان الفاحص أن يقارن المستوى المتوقع لتحصيل الطفل مع مستوى الأداء الحقيقي، وذلك لتحديد فيما إذا كان الفرق كبيراً، فإذا بلغ الفرق بين المستوى المتوقع والمستوى الحقيقي للتحصيل نقطة أو أكثر، فإن ذلك يشير عموماً إلى شدة الصعوبة التعلمية في مبدأ مهارات معين.

مستويات تقييم المشكلات الأكاديمية لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

1- الكشف

يستطيع الاختصاصي في أغلب الأحيان، إجراء عملية الكشف عن المشكلات الأكاديمية في بيئته العيادية، حيث يتكون الكشف من تكليف مدرس الطفل ووالديه بتعبئة استبانات مقتضبة، إذ يطلب من المدرسين تقديم معلومات عن مهارات القراءة والرياضيات والكتابة، وكذلك عن مشكلات أداء الواجبات المنزلية، ففي ميداني القراءة والرياضيات يبلغ المدرسون عن كيفية أداء الطفل في المنهاج بالنسبة لزملائه، وفي ميداني الرياضيات والفنون اللغوية، يبلغ المدرسون عن نسبة العمل الذي يتم إكماله وأداؤه على نحو سليم.

غالباً ما يشير التحصيل الأكاديمي الأقل كثيراً من مستوى الطالب المتوسط في الصف أو نسب إتمام العمل والصحة الأقل بنسبة (80%) إلى وجود مشكلة، وأما الوالدان فيطلب إليهما تقدير حدة المشكلات التي يواجهانها أو يواجهها طفلهما في أغلب الأحيان في أداء الواجبات البيتية، وإضافة إلى تأثير مشكلات الواجبات المنزلية على علاقة الوالدين بالطفل، وإضافة إلى ذلك يطلب منهما تقدير مدة الوقت الذي يستغرقه الطفل في العمل في كل مهمة رئيسة.

ونسبة العمل المنجز في كل ميدان من ميادين المهارات، وجودة الواجب المنزلي المنجز، إذ يمكن للعيادي أن يستخدم هذه المعلومات لتحديد مواطن العجز الممكنة في المهارات، وكذلك لتحديد السلوكات التي ينبغي استهدافها للتدخل الأكاديمي والسلوكي، وقد لا تكون المعلومات المستقاة من عملية الكشف من مثل هذه كافية لتحديد الحاجة لتقييم شامل؛ غير أن هذه المستوى من التقييم قد ينبه الوالدين والاختصاصيين التربويين من أن الطفل يعاني من مشكلات أكاديمية تتطلب تدخلاً ومزيدا من التقييم.

بالتالي يستطيع العيادي تقديم الإرشاد للوالدين بشأن كيفية التعامل مع الحاجة الأكاديمية لطفلهما على نحو فعال، فعلى سبيل المثال إذا ما دلت عملية الكشف على وجود مشكلات لدى الطفل يستطيع العيادي حث الوالدين على طلب إحالة الطفل إلى فريق دعم الطلاب التابع للمدرسة، لإجراء تقييم أكثر عمق وللتخطيط للتدخلات الناجحة.

2- التقييم النفس تربوي المقتضب

تتيح البيئات العيادية إجراء عملية كشف أكثر شمولاً للمشكلات الأكاديمية، حيث يصبح بإمكان التقييم النفس تربوي المقتضب، بما في ذلك إجراء مقاييس أداء مباشرة، تقديم معلومات على نحو أكثر من طرق الكشف، وهناك مقاييس مقتضبة للذكاء إضافة إلى مقاييس معيارية مختصرة للتحصيل الأكاديمي، من مثل اختباري القراءة والرياضيات المتفرعين من اختبارات كوفمان للتحصيل التربوي النموذج المختصر.

وإذ يثمر إجراء هذه الاختبارات في الوصول إلى بيانات مفيدة عن مستوى التحصيل الأكاديمي، بالنسبة لمقدرة الطفل المعرفية مقارنة مع أقرانه من نفس الفئة العمرية، ويستطيع التقييم المعتمد على المنهاج تقديم معلومات عن المستوى التعليمي للطفل وفيما إذا كان الطفل يدرس المواد التعليمية المناسبة، وأما الحسنة الأخرى للتقييم المعتمد على المنهاج فتتمثل في أن إجراءاته قصيرة وسهلة الأداء.

إن تحديد أداء الطفل الممكن في المستوى التعليمي في المنهاج المقدم في الصف يعتبر كافياً، ولتقييم الرياضيات باستخدام إجراءات التقييم المعتمد على المنهاج، يعطى الطفل ثلاث أوراق عمل أو نشاطات اختبارية، تستخدم كل واحدة منها عينات من المهارات التي يتم تدريسها للطفل خلال الفصل الدراسي أو الوحدة الدراسية، ويطلب إلى الطفل أن يحل المسائل لمدة دقيقتين.

ويتم حساب النتيجة استناداً لعدد الأرقام التي تم حسابها على نحو صحيح لكل دقيقة، وعدد الأخطاء لكل دقيقة، مما يعطينا تقديرات صادقة عن التحصيل في الرياضيات، ويتم تقييم النتيجة المتوسطية للنشاطات الاختيارية وفقاً لمعايير موضوعة لتحديد فيما إذا كان أداء الطفل يقع ضمن المستوى التعليمي أو الفشل أو الإتقان، ويبلغ المستوى التعليمي للصفوف من الأول إلى الثالث (10-19) عدداً صحيحاً لكل دقيقة بنسبة أخطاء لا تتجاوز ثلاثة إلى سبعة.

وأما بالنسبة للأطفال في الصف الرابع وما فوق، فيبلغ المستوى التعليمي من (20-39) عدداً صحيحاً لكل دقيقة بنسبة أخطاء لا تتجاوز سبعة سبعة أغلاط، ومن أجل تقييم مهارات الكتابة، يطلب من الطفل أن يكتب قصة خلال ثلاث دقائق استجابة لبداية جملة مفتاحية، حيث يطلب إليه أن يفكر فيها لمدة دقيقة، وغالباً ما يفضل إتاحة الفرصة للطفل لأن يبتدع هو الجملة المفتاحية للقصة؛ وذلك لضمان وجود اهتمام ودافعية من جانبه.

ويكون استخراج النتائج بالنسبة للنصوص المكتوبة عن طريق حساب عدد الكلمات التي تكتب خلال ثلاث دقائق، ويطلب إلى الطفل في الوضع النموذجي كتابة ثلاث قصص، بحيث تقارن النتيجة المتوسطية مع معاییر استخراج النتائج، غير أن الطلب إلى الطفل بأن يكتب قصة أو اثنتين يعتبر أمراً كافياً لغاية التقييم المقتضب.

ولتقييم مهارات التهجئة يقدم للطفل ثلاث مجموعات من كلمات التهجئة، مأخوذة عشوائياً من مقرر التهجئة في منهاج الطفل، ويتم تقديم الكلمات بسرعة كلمة واحدة كل سبع ثوان، وتمثل نتيجة الطفل العدد المتوسطي لتسلسلات الحروف الصحيحة لكل دقيقة ولكل قائمة كلمات، ويمثل تسلسل الحروف الصحيح حرفين متتابعين تكون تهجئتهما صحيحة.

وفي الختام يعتبر استبانة مشكلات الواجبات المنزلية ذا قيمة كبيرة في تقديم الإرشاد للوالدين بشأن المشكلات التربوية، وتصميم تدخلات أكاديمية لكنه في الوقت ذاته يفشل في تقديم تقييم شامل لكل ميدان رئيس للمهارات، وهو أيضاً ليس كافياً لاتخاذ قرارات متعلقة بالأهلية للتربية الخاصة.

المصدر: 1- سليمان ابراهيم. صعوبات الفهم القرائي لذوي المشكلات التعليمية. طبعة الأولى.2013. 2- خولا يحيى وماجدة عبيد. أنشطة للأطفال العاديين لذوي الاحتياجات الخاصة. دار المسيرة: عمان. الطبعة الأولى 2007.3- فاروق الروسان. مقدمة الاضطرابات اللغوية.دار الزهراء. الرياض. الطبعة الأولى. 4- مراد عيسى ووليد خليفة وأحمد أحمد وطارق عبد النبي.الكمبيوتر وصعوبات التعلم. دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر. الإسكندرية. الطبعة الأولى 2006.


شارك المقالة: