تربية الأبناء في القرآن والسنة

اقرأ في هذا المقال


تربية الأبناء مسؤولية كبيرة، ويجب أن يكون الآباء في حالة تأهب دائم لمنع أطفالهم من الضلال، وهذا تحدٍ هائل في حد ذاته، ويتضاعف بالنسبة لأولئك المسلمين الذين يجب عليهم تربية الأطفال في بيئات غير إسلامية، حيث غالبًا ما يتعارض الضغط الاجتماعي وضغوط الأقران مع العديد من المبادئ والمثل الإسلامية.

تربية الأبناء في القرآن والسنة

قال تعالى: “كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ” البقرة، 151.

إن لتربية الأطفال في الدين الإسلامي أهمية قصوى في حياة المسلمين، وتربية الأبناء وتعليمهم على العبادات من أفضل الاعمال للتقرب الى الله تعالى؛ لأنه دين نصح ودعوة وتعليمٌ وعملٌ وإرشادٌ وقدوةٌ ونفعٌ للشخص والمجتمع، وكيف لا تصبح من أكثر الأعمال وأعظمها، فهي مهمة الأنبياء والرسل، وقد قال تعالى: “هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ”، الجمعة، 2.

إن من أكثر ما أوجب الله تعالى على الآباء نعمة الذرية أن يعملوا على واجب تربيتهم، والتكفل بما يصلح للأبناء أمورهم في الدنيا والآخرة، وإن الأبناء من وجهة القرآن الكريم هم زينةُ الحياة الدنيا، قال تعالى: “الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الحياة الدنيا”، الكهف، 46.

إن الأطفال هم أمانة ومسؤولية على الوالدين، يقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: “كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ”، الحديث صحيح.

يقول الله تعالى: “وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ”، الطور، 21، يعني الله تعالى بهذه الآية أن النسل إذا كان في درجة أقل عن ذرية الأمهات والآباء في الحياة الآخرة، فإنهم يتبعون الوالدين في الجنة ويصبحون معهم في درجة عالية، حتى يحصل التلاقي في الحياة الآخرة كما حصل الالتقاء في الحياة الدنيا.

وفي النهاية إن الأطفال هم أمانة ومسؤولية، يجب على الوالدين تأدية الأمانة بأكمل وجه، وأن يربى الأبناء على كلام الله وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم.

المصدر: تربية الأبناء والبنات في ضوء القرآن والسنة، خالد عبد الرحمن، 1998 تربية الابناء و البنات فى ضوء القران و السنة، خالد عبد الرحمن العك، 2009 جوانب تربية الأولاد وطرقها في ضوء القرآن الكريم والسنة، خالد حسون، 2015تربية الابناء، سهام خضر، 2020


شارك المقالة: