تشخيص وعلاج اضطراب المرض الافتعالي

اقرأ في هذا المقال


الاضطراب المفتعل: هو إنتاج مرض أو إصابة أو المبالغة في المرض أو الإعاقة لخداع الآخرين. ويحاول الشخص المصاب قدر الإمكان إخفاء كذبه، لذلك قد يكون من الصعب إدراك أعراضه التي تكون عبارة عن اضطراب خطير في الصحة العقلية. ويستمر الشخص المصاب في ممارسة الخداع، حتى من غير الحصول على أي فائدة أو مكافأة ذات قيمة. والشخص المصاب ينكر أفعاله حتى عند مواجهة دليل موضوعي.

مضاعفات اضطراب المرض الافتعالي:

يكون لدى المصاب بهذا النوع من الاضطراب الحاجة الملحة لتعريض نفسه للخطر حتى يكون مريض. وغالباً يكون لديه اضطرابات أخرى. لذا يواجه المصاب العديد من التعقيدات المحتملة منها:

  • الإصابة أو الوفاة بسبب الحالات الطبية المفتعلة عن قصد.
  • المشاكل الصحية المزمنة بسبب أنواع العدوى أو الجراحة غير الضرورية أو الإجراءات الأخرى.
  • خسارة الأعضاء أو الأطراف بسبب الجراحة غير الضرورية.
  • إدمان الكحول أو المواد المخدرة.
  • المشاكل الكبيرة في الحياة اليومية والعلاقات والعمل.
  • إساءة المعاملة عندما يؤثر السلوك على شخص آخر.

تشخيص اضطراب المرض الافتعالي:

غالباً ما يكون تشخيص هذا النوع من الاضطراب صعب جداً. حيث يبدع الشخص المصاب في افتعال الإصابة بالأمراض والحالات الصحية. وغالباً ما تكون لديه حالات طبية حقيقية وحتى حالات طبية مهددة للحياة، على الرغم من أن هذه الحالات قد تكون مفتعلة ذاتيا. ولكن الرعاية الطبية والنفسية أمر مهم للغاية لمنع وقوع إصابات خطيرة بل حتى الوفاة في بعض الأحيان بسبب عامل إيذاء الذات المصاحب لهذا الاضطراب.

استخدام الشخص العديد من الأطباء والمستشفيات واستخدام اسم مستعار ولوائح الخصوصية والسرية قد تجعل جمع المعلومات حول التجارب الطبية السابقة صعبة أو حتى مستحيلة.

يستند التشخيص على تحديد الأعراض التي تتكون بشكل موضوعي، بدل من الاعتماد على نية الشخص أو الدافع للقيام بذلك. قد يشك الطبيب بوجود الاضطراب في حال توفر ما يلي:

  • تاريخ مرض شخصي لا قيمة له.
  • عدم وجود سبب قابل للتصديق بخصوص المرض أو الإصابة.
  • المرض لا يتبع المسار المعتاد.
  • هناك سبب يعيق الشفاء بدون سبب واضح، على الرغم من العلاج المناسب.
  • وجود أعراض متناقضة أو غير متناسقة أو في نتائج الفحوصات المعملية.
  • يسعى الشخص للوصول إلى السجلات الطبية الماضية، أو من مقدم الرعاية الصحية أو أفراد الأسرة.
  • ضبط الشخص أثناء افتعاله الإصابة.

تحديد ما إذا كان شخص ما مصاب بالاضطراب المفتعل يتضمن:

  • إجراء مقابلة تفصيلية.
  • الحصول على السجلات الطبية الماضية.
  • التواصل مع أفراد الأسرة للحصول على معلومات أكثر في حال سمح المصاب بذلك.
  • أجراء الاختبارات اللازمة لاكتشاف الأمراض المحتملة.
  • يمكن استخدام معايير هذا النوع من الاضطراب المذكورة في الدليل التشخيصي للاضطرابات.

علاج اضطراب المرض الافتعالي:

 غالباُ يكون علاج هذا النوع من الاضطراب صعب. ولا يوجد علاجات قياسية له. ويرجع سبب ذلك إلى أن الشخص المصاب يرغب بأن يلعب دور المريض، وأنه غالباً يكون غير راغب في طلب علاج الاضطراب أو قبوله. ومع ذلك إذا تم اقتراح العلاج بطريقة لطيفة ومحايدة، فقد يوافق الشخص المصاب على أن يتلقى العلاج المقدم من أخصائي الصحة النفسية.

غالباً ما يزعج توجيه الاتهامات للشخص المصاب ويجعله دفاعياً، الأمر الذي يؤدي إلى إنهاء علاقته مع الطبيب أو المستشفى والتوجه إلى العلاج في أماكن أخرى. ولذلك قد يحاول الطبيب توفير فرصة للخروج والتي تجنب الشخص المقرب منه الإهانة عند الاعتراف بالتظاهر بالأعراض، ويقدم له المعلومات والمساعدة.

بالعادة العلاج يهدف إلى إدارة الحالة، أكثر من محاولة شفاء المصاب ويشمل العلاج ما يلي:

  • وجود طبيب رعاية أولية: يمكن أن يساعد استخدام طبيب واحد أو مراقب آخر للإشراف على الرعاية الطبية في إدارة الرعاية اللازمة وخطة العلاج. وتقليل أو القضاء على زيارة العديد من الأطباء والمتخصصين والجراحين.
  • العلاج النفسي: قد يساهم العلاج بالحوار أو العلاج السلوكي في السيطرة على التوتر وتنمية مهارات التكيف. وقد يقُترح العلاج الأسري إن كان هذا ممكن. والاضطرابات الأخرى مثل الاكتئاب قد تستهدف أيضًا.
  • العلاج الدوائي: قد يستخدم في علاج الاضطرابات الأخرى مثل الاكتئاب والقلق.
  • دخول المستشفى: وفي الحالات المزمنة، ممكن دخول مستشفى الأمراض النفسية بشكل مؤقت وهذا ضروري للسلامة والعلاج.

قد يرفض المصاب العلاج أو لا يكون مفيد، خاصة مع الحالات المزمنة. في هذه الحالة قد يكون الهدف هو تجنب علاجات أخرى أشد خطورة. وفي الحالات التي يُفرض فيها الاضطراب على الآخرين، يقيم الطبيب سوء المعاملة ويبلغ السلطات المسؤولة عن حالات إساءة المعاملة إذا دعت الحاجة.

المصدر: شخصيات مضطربة، طارق حسن صديق سلطان، 2020اضطراب أم مرض نفسي، هناء إبراهيم صندقلي، 2016خلاصة الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، د. أنور الحمادي، 2015الاضطرابات النفسية والعقلية والسلوكية، د. محمد حسن غانم، 2014


شارك المقالة: