تطبيقات نظرية التحليل النفسي

اقرأ في هذا المقال


إنَّ الميدان الرئيسي الذي نال على نجاح كبير في التحليل النفسي هو علاج الاضطراب العصبي بمختلف أنواعه، بعد ذلك علاج الأمراض العقلية؛ لأنَّ هذا الميدان هو الذي ظهر فيه التحليل النفسي وتطوّر.
جُمعت حقائق التحليل النفسي الأولى من الحالات التي تم علاجها في عيادات المحلِّلين النفسيين، ما زال العلاج المصدر الأساسي الذي يقوم على تغذية العلم ودعم حقائقه، أيضاً تم إضافة بعض الأمور إليها، أي بعض التعديل.

تطبيقات التحليل النفسي

المحافظة على الإطار التحليلي

تقوم النظرية التحليلية بالتركيز على إطارٍ تحليلي خاصّ بِها والحفاظ عليه؛ ذلك لتحقيق الأهداف العلاجية، معنى مصطلح الحفاظ هنا إلى العوامل والأساليب العملية التي يمشي عليها المحلّل النفسي، منها الحفاظ على درجة محددة من الغموض لديه، ثبات الاجتماعات وانتظامها، بدء الجلسات العلاجيّة في وقت محدد وإنهاؤها في الوقت المحدّد في السابق وفي الوقت المناسب.

التّنويم المغناطيسي

يعتبر التّنويم المغناطيسي من الطُّرق التي تمكِّن المسترشد أو العميل من الاسترخاء؛ حتى يتحدّث بكل ما لديه بشكل حر من أفكار ومشاعر وتداعيات. قام فرويد باستخدامه في بداية طريقته العلاجية غير أنّه قام باستبداله بالتداعي الحر.

التّداعي الحر

يكون دور التداعي الحر أساسياً في المحافظة على الإطار التحليلي، فهو قيام العميل بإخراج جميع الرّغبات المكبوتة من أفكار ومشاعر وتخيّلات وصراعات والأفكار اللاشعورية أثناء الجلسات الإرشادية من حيّز اللاشعور إلى حيّز الشعور، أي أن يقول المسترشد ما يريد دون استخدام أي وسيلة من وسائل الدفاع.
إنّ دور المرشد أو المعالج التحليلي يكون بتحديد جميع الأشياء المكبوتة، محاولة معرفة الأحداث والصعوبات التي حصلت للمسترشد، تجنُّب التداعي الحر ومحاولة المسترشد في عدم إتمام الجمل أو الأحداث أو الخبرات المؤلمة التي تعد من الأشياء المثيرة لقلقه، فهي مواد هامة في التحليل، أيضاً الإصغاء إلى التداعي الحر الظاهر وإلى المعاني المخفيّة فيه .

التفسير

يعتبر عملية التغذية الراجعة التي يقوم المرشد بتقديمها للمسترشد، فهي عملية بشكل متدرج وبطيئة، يكون الهدف منها تحقيق الاستبصار الذي يحضره التفسير للمقاومة والتحويل.

تحليل الأحلام

يشير فرويد إلى أنّ الأحلام هي طريق يساعد في الوصول إلى حيّز اللاشعور، فعن طريق الأحلام يعبّر الفرد عن الرغبات والمواد والحاجات والمخاوف اللاشعورية، فلكل فرد دوافع لا تكون مقبولة يقوم بالتعبير عنها من خلال الأقنعة أو الأشكال الرمزية بدلاً من التعبيرعنها بشكل مباشر. إنّ الأحلام وسيلة فعّالة وواقعية، لأنّها تقوم بالتعبير عن الحاجات غير المقبولة.
يشير فرويد أنّ للأحلام مستويات وهما المحتوى الكامن والمحتوى الظاهر، يكون عمل المرشد هنا محاولة اكتشاف المعاني المُقنعة التي تكون موجودة في الحلم من خلال دراسة الرُّموز التي تتكون في المستوى الظاهرعن طريق التداعي الحر، مثل أن يسأل المرشد العميل، أن يقوم بالتكلُّم عن عنصر من عناصر المستوى الظاهر لحلمه؛ حتى يقوم بكشف المعاني الكامنة للحلم.

تحليل المقاومة

تعد المقاومة من المفاهيم المهمة في التحليل النفسي، تعرَّف بأنّها أي شيء يقوم بالعمل عكس تقديم العلاج وتمنع المسترشد من إخراج المواد اللاشعورية، أي تردُّد المسترشد في إخراج الحاجات اللاشعورية المكبوتة إلى حيّز الشعو، بالتالي يبقى الوضع على ما هو عليه.

تحليل وتفسير التحويل

تتكون عملية التحويل في العملية العلاجية في المكان الذي يؤثر على العلاقات التي كانت موجودة في السابق، أي المؤثّرة على حياة المسترشد وعلى سلوكياته الظاهرة في العلاقة الإرشادية، حيث يسلك المسترشد مع المرشد مثلما يسلك مع شخص مهم في حياته السابقة، فعملية التحويل تقوم بتزويد المسترشد بفرصة من أجل تجربة مشاعر لم يجرّبها من قبل، فيستطيع المسترشد من التعبير عن المشاعر والمعتقدات المكبوتة في حيّز اللاشعور.

العلاج عن طريق التحليل النفسي

إنّ العلاج من خلال التحليل النفسي يعتبر من العلاجات الطويلة، التي تحتاج إلى كثير من الفراغ والوقت والجهد؛ ذلك لأنّ تقييمه لشعور المريض وكل ما يثيره من المقاوَمات في طريق اللاشعور، يجعل من العسير يصل إلى المحلِّل الأخير، مما جعل قدرة التغلُّب على هذه المقاومة أكثر صعوبة؛ لأنّها تعد مقاوَمة لا شعورية، لا يشعر بها المريض، إنّما يراها الطبيب في جوانب الصراع التي لا يمكن أن تخطئ بها العين المدرَّبة، فالطريق إلى اللاشعور يعتبر طريق ملتوِ، أي ملتف، معقَّد وطويل، لا يمكن أن تصل به إلى الغاية إلا بعد جهد كبير.


شارك المقالة: