خرافات عن المعالجين النفسيين

اقرأ في هذا المقال


للأسف ما زال العلاج النفسي موضوع مزدحم بالكثير من الخرافات، وهي بالطبع كافية لتمنع الأشخاص من طلب المساعدة والحصول على حياة أفضل.

خرافات عن المعالجين النفسيين:

يمكنهم تقديم العلاج في حال قد تعرضوا للمشاكل نفسها فقط:

يوجد اعتقاد منتشر أن المعالجين يجب أن يكونوا قد مروا بذات المشاكل، حتى يكونوا قادرين على فهم الشخص وتقديم الحل الفعال له، ورغبة الأشخاص في أن يكون المعالج الخاص بهم قد مر بنفس المشاكل تكون صادرة عن رغبتهم في أن يكون الشخص قد خاض نفس الشعور الذي يخوضون به وأنه يستطيع أن يفهمهم، ولكن في الحقيقة إن مشاركة الخبرات المماثلة ليس هو الحل الوحيد، بل إن التدريب والتجارب والخبرات الشخصية جميعها تساعد المعالج في الفهم وتؤهله لمعالجة الناس.

العلاج النفسي يكون فقط للأشخاص الذين يعانون من حالات خطيرة:

بعض الأشخاص يعتقدون أنه يجب أن يتم تشخيص الفرد باضطراب نفسي أو أن يشتكي من معاناة شديدة من أجل البحث عن العلاج، وقد أظهرت الدراسات أن أغلب الأزواج على سبيل المثال ينتظرون حوالي 6 سنوات قبل الحصول على المساعدة ،وهذا الانتظار لا يؤدي إلا إلى تطور المشاكل ويجعلها أكثر صعوبة عند فكها وحلها، كما أن يوجد الكثير من الحالات التي يحتاج الأشخاص فيها إلى المعالجين.

جميع المعالجين النفسين مشجعين ومتعاطفين:

فإن أغلب المعالجين مشجعين ومتعاطفين، وبعض المعالجين النفسيين يؤكدون على ضرورة الدعم الدافئ وفعاليته أكثر من باقي العلاجات الأخرى، ولكن بالتأكيد ليس كل المعالجين يعملون بهذا الأسلوب، فمن واجب المعالجين أيضاً تحدي وتثقيف المرضى.

العلاج النفسي يعتمد على الحس السليم:

غالباً ما يتم سماع أن العلاج النفسي لا معنى له لأن جميع المعالجين يقومون بإعادة نشر المعرفة المشتركة، ولكن الحس السليم هو الحكمة التي تنطبق على الجميع، أما العلاج فهو يعطي البصيرة، والتي تكون حكمة  فريدة من نوعها بالنسبة للشخص، فالمعالج يكون مدرب للعمل على فهم آراء المريض وتوجيهه بصورة سليمة للوصول إلى أهدافه.

العلاج لا جدوى منه حين يمتلك المريض أصدقاء يمكنه الحديث معهم:

هناك اعتقاد شائع أن مجرد دعم صديق جيد يمكن أن يحل محل العلاج، وبالطبع فإن الدعم الاجتماعي مهم للجميع، وخاصة عندما يكون الشخص في محنة، حيث أن الأصدقاء يعطون الحب والدعم والحكمة التي لا تقدر بثمن، ولكن العلاج يختلف كثيراً عن العلاقات مع الأصدقاء والأسرة، إذ أن المعالجين المهنيين المدربين لديهم تدريب عالي حول تشخيص وعلاج المشاكل المعرفية والوجدانية والسلوكية.

كذلك إن الشخص يكون أكثر استعداد للرقابة على نفسه عندما يتحدث مع الأصدقاء، فهو سوف يحاول أن لا يؤذيهم بمشاعره أو لن يصارحهم بكل ما يريد قوله عن تصوره عن نفسه أو الآخرين، أما مع المعالج النفسي فإنه سوف يكون المريض أكثر حرية، بالإضافة إلى أن جلسة العلاج سوف تكون سرية بشكل كامل ولن يقوم المعالج بإفشاء أسرار المرضى أبداً.

الأشخاص الذين يخضعون للعلاج النفسي يكونون ضعفاء:

من المؤسف أن الناس ينظرون إلى من لديه مخاوف عاطفية أو معرفية على أنهم لديهم خلل أخلاقي أو عيوب في الشخصية، يجب عدم النظر للمشاكل الخاصة على أنها ضعف ووصمة عار، بل إن في كثير من الأوقات يكون طلب الشخص للمساعدة بحاجة منه إلى قوة أكبر من البقاء على قيد الحياة مقيد بمشاكله.

المصدر: الطب النفسي المعاصر، احمد عكاشة، 2019شخصيات مضطربة، طارق حسن، 2020الاضطرابات النفسية، د. محمد حسن غانم، 2014كيف تكتشف اضطراباتك الشخصية، د. إمتياز نادر، 2017


شارك المقالة: