خطابات التوصية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


في علم النفس هناك اعتقاد شائع بأن أفضل مؤشر لأداء الشخص المستقبلي هو الأداء السابق له، حيث تعتبر المراجع وخطابات التوصية هي طرق للتنبؤ بالأداء المستقبلي من خلال النظر إلى الأداء السابق، بحيث تعتبر هذه الخطابات من المصادر المهمة كالسيرة الذاتية مثلاً في جمع المعلومات اللازمة عن أي شخص من المؤسسات والأماكن التي قدم بها شيء معين، سواء أكانت طوعية أو إلزامية مما يجعلها تكون بمثابة خبرة للفرد ترفع من مستوياته ومواقفه.

خطابات التوصية في علم النفس

تعبر خطابات التوصية في علم النفس عن عملية يتم من خلالها التحقق من المرجع أي أنها بمثابة عملية تأكيد دقة المعلومات المقدمة من قبل مقدم الطلب، حيث تعتبر خطابات التوصية بمثابة التعبير عن رأي معين، إما شفهيًا أو من خلال قائمة مرجعية مكتوبة مثل البيانات الشاملة عن الفرد، فيما يتعلق بالقدرات المعرفية له، أو الأداء السابق ،له أو عادات العمل أو سمات الشخصية خاصته، أو إمكانية النجاح في المستقبل، حيث يتم تحديد محتوى وشكل المرجع من قبل الشخص أو المنظمة التي تطلب المرجع.

أسباب استخدام خطابات التوصية في علم النفس

تعتبر خطابات التوصية كغيرها من المناهج التي استخدمت في البحث النفسي مثل منهج السيرة الذاتية، بحيث يستخدم هذا المنهج للعديد من الغايات، وتتمثل أسباب استخدام خطابات التوصية في علم النفس من خلال ما يلي:

تأكيد التفاصيل في السيرة الذاتية

ليس من غير المألوف بالنسبة للأفراد المقدمين في المواقف والاتجاهات المحددة الانخراط في استئناف الاحتيال أي الكذب على سيرتهم الذاتية حول الخبرة أو التعليم الذي لديهم بالفعل، حيث يجد أصحاب العمل مثلاً أن حوالي 25٪ من السير الذاتية تحتوي على معلومات خاطئة أو مضللة، وبالتالي فإن أحد أسباب التحقق من المراجع أو طلب خطابات التوصية هو ببساطة تأكيد صحة المعلومات التي قدمها الشخص.

توقع الأداء المستقبلي

يمكن للمنظمات المختلفة بما فيها المستشفيات أو المؤسسات المهنية وغيرها استخدام المراجع وخطابات التوصية للتنبؤ بالأداء المستقبلي لأي فرد خاص بهم، ومع ذلك فإن المراجع وخطابات التوصية ليست بشكل عام تنبؤات جيدة لنجاح الفرد في المستقبل، فقد يؤدي استخدام مناهج منظمة لإنشاء مراجع وتسجيل خطابات توصية إلى زيادة صحتها، وتعتبر الإشارات من الأشخاص الذين يعرفون مقدم الطلب جيدًا تنبؤات أفضل للأداء المستقبلي من المراجع من الأشخاص الذين ليسوا على دراية جيدة بمقدم الطلب.

مشاكل خطابات التوصية في علم النفس

لكل منهج في علم النفس العديد من المزايا والعيوب، حيث تم توجيه العديد من الانتقادات للمراجع أو خطابات التوصية؛ لأنها تتمثل بالعديد من المشكلات والصعوبات، حيث تتمثل مشاكل خطابات التوصية في علم النفس من خلال ما يلي:

التساهل

تعبر مشكلة التساهل عن تغاضي خطابات التوصية عن جميع المعلومات السلبية الخاصة بالشخص والتركيز فقط بما هو إيجابي، حيث يعتبر أحد الأسباب التي تجعل المراجع وخطابات التوصية ليست سليمة مئة بالمئة وليست جيدة للأداء هو قلة المراجع السلبية، حيث يعتبر هذا التساهل ليس مفاجئًا مع الأخذ في الاعتبار أن معظم المتقدمين يختارون الأشخاص الذين سيكونون موفرين مرجعيين لهم.

قد يكون مقدمو الخدمات المرجعية متساهلين أيضًا لأنهم يخشون أن يكونوا هدفًا لدعوى تشهير إذا قالوا أشياء سلبية مثلاً، يمكن توجيه الاتهام إلى الشخص الذي يقدم المراجع وخطابات التوصية بالتشهير بالشخصية مثل التشهير إذا كانت الإشارة شفهية والتشهير إذا كانت مكتوبة، خاصة إذا كان محتوى المرجع غير صحيح ومصنوع بقصد ضار.

هذا الخوف يمنع العديد من المنظمات من تقديم مراجع على الإطلاق، فغالبًا ما يطلب أولئك الذين يقدمون المراجع من الموظفين السابقين التوقيع على تنازلات تمنح صاحب العمل الحق في تقديم المعلومات وأصحاب العمل المستقبليين الحق في طلب المعلومات عينها على سبيل المثال.

المصداقية

تعبر المصداقية في البحث النفسي عن تقديم العديد من المعلومات المتكاملة عن الفرد، بحيث تكون هذه المعلومات من أكثر من شخص مسؤول وأن يكونوا في نفس المستوى تقريباً من المسؤولية، حيث يعتبر السبب الثاني الذي يجعل خطابات التوصية والمراجع لا تنبئ جيدًا بالأداء المستقبلي هو أن شخصين يقدمان مراجع أو يكتبان رسائل لنفس الشخص نادرًا ما يتفقان مع بعضهما البعض.

في الواقع تشير الأبحاث النفسية في المنهج التجريبي إلى وجود اتفاق بين خطابات التوصيات التي يكتبها نفس الشخص لمقدمين مختلفين أكثر من اتفاق بين شخصين يكتبان توصيات لنفس الشخص، وبالتالي قد تشير خطابات التوصية إلى الشخص الذي يكتب الرسالة أكثر من ذكر الشخص الذي يتم كتابتها من أجله.

الاختلافات بين الجنسين والعرق

يبدو أن المراجع وخطابات التوصية هي إحدى طرق اختيار الموظفين القليلة التي يوجد فيها حد أدنى من الفروق بين الجنسين والعرق، على الرغم من عدم وجود الكثير من الأبحاث حول هذا الموضوع، إنما تشير الدراسات الحالية إلى أن الرجال والنساء يكتبون أنواعًا متشابهة من الرسائل ويقدمون مراجع مماثلة، علاوة على ذلك يتم وصف المتقدمين من الذكور والإناث وكذلك المتقدمين من الأقليات وغير الأقليات، بالمثل في خطابات التوصية، وبالتالي من غير المحتمل أن تؤدي المراجع وخطابات التوصية إلى مستويات عالية من التأثير السلبي.

تقييم خطابات التوصية في علم النفس

عادة ما تحتوي خطابات التوصية على مزيج من المكونات والمعلومات التي تتمثل في فقرة افتتاحية تصف العلاقة بين كاتب الخطاب ومقدم الطلب وأوصاف وتقييمات لسمات مقدم الطلب ومهاراته وشخصيته، ووصف لعمل المتقدم أو مسؤولياته الأكاديمية أو البحثية، وفقرة ختامية تطلب من القارئ الاتصال بالكاتب إذا كان لديه أي أسئلة.

حيث أن البيانات التي توفر تقييماً شاملاً لمقدم الطلب بشكل عام تتمثل في ثلاثة أنواع من البيانات، التي تتمثل في الجودة الإجمالية للفرد على سبيل المثال إنه أفضل موظف لدي على الإطلاق، وقوة التوصية في خطابات التوصية على سبيل المثال أوصي بشدة أو أوصي مع التحفظات، وتوقع المستقبل على سبيل المثال سيكون شخص متميزة بالنسبة للأداء المطلوب.

تشير الأبحاث إلى أنه عندما يقرأ الناس هذه المكونات في خطابات التوصية، فإنهم يقيمون الحروف بشكل أكثر إيجابية عندما تحتوي الحروف على أمثلة محددة وتكون الأحرف غير قصيرة جدًا في الطول.

أهم القضايا الأخلاقية في خطابات التوصية في علم النفس

نظرًا لأن تقديم المراجع وخطابات التوصية عملية ذاتية يجب مراعاة النصائح الأخلاقية التي تتمثل في أن يذكر الشخص بوضوح علاقته مع الشخص الذي توصى به، والصدق في تقديم التفاصيل وتقديم التوصيات، والصدق مع مقدم الطلب بشأن الدرجة التي ستكون عندها الإشارة إيجابية، وتجنب تضارب المصالح عندما يُطلب منك تقديم توصية لشخصين أو أكثر يتقدمون للجهة نفسها، وتضمين المعلومات المتعلقة بالموقف فقط.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: