خطة تفصيلية للتعامل مع الزهايمر المبكر

اقرأ في هذا المقال


يعد مرض الزهايمر المبكر من الصور غير الشائعة لمرض الخرف الذي يصاب به الأشخاص مع التقدم في السّن، في هذا المقال سنتعرف على المزيد من المعلومات الخاصة بهذا المرض عن طريق مجموعة أسئلة وإجابات تساعد أي مصاب والمحيطين به على التعامل السليم مع هذا المرض.

خطة تفصيلية للتعامل مع الزهايمر المبكر:

ما مدى شيوع مرض الزهايمر المبكر؟

من بين كل الأفراد الذين يعانون من مرض الزهايمر، تتفاقم الأعراض عند 5% منهم قبل الوصول إلى سن ال65؛ لذلك فإذا كان 4 ملايين شخص مصاب بمرض الزهايمر، فإنّ مئتي ألف شخص تقريباً مصابون بالنوع المبكر من المرض، تبدأ الأعراض في الظهورما بين 40 إلى 50 عام.

ما سبب هذه الحالة؟

العديد من الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر المبكر لديهم نفس الشكل الشائع من المرض المنتشر بين الأكبر في السن، فلا يعرف الباحثون أسباب إصابة الأشخاص بالنوع الشائع من المرض في سن صغير دون غيرهم، بالنسبة للأغلب فإنّ مرض الزهايمر المبكر ينتشر في العائلة، في الغالب يكون المرض قد ظهر كذلك عند أحد والديهم أو أحد أجدادهم في سن صغير، في هذه الحالة العائلية فإن مرض الزهايمر المبكر يرتبط بثلاثة جينات تختلف عن جين APOE الذي يزيد من مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر بوجه عام.

هل ينبغي إجراء اختبارات إذا كان الزهايمر المبكر موجود في العائلة؟

يعد هذا القرار من القرارات شخصية جداً، والشخص المريض هو الوحيد القادر على اتخاذ قرار إجراء فحوصات، وأي شخص يفكر في إجراء الاختبار عليه أولاً الحصول على استشارة جينية للتعرف على الإيجابيات والسلبيات مسبقاً، مثلاً قد يكون مفيد دراسة كيف يؤثر الاختبار الإيجابي على أحقية الشخص في الرعاية طويلة الأمد، والعجز والتأمين الصحي، من ناحية أخرى فإن معرفة أنّ الشخص يحمل نوع من الجينات المبكرة؛ يجعله قادر على اتخاذ خطوات تسهل الأمر عليه وعلى أحبائه للتكيف مع تأثيرات المرض عند حدوثه.

هل يتقدم الزهايمر المبكر بمعدل أسرع من الزهايمر الشائع؟

هذا المفهوم شائع إلّا أنّه غير مدعوم ببيانات حقيقة، فهو يعتمد على المحددات التي يتم استخدامها في القياس، فمثلاً إذا كان المحدد هو الاحتياج لدخول دار رعاية، فقد يحدث ذلك مبكر لمجموعة مرضى الزهايمر المبكر؛ لكنّه لا يحدث بسبب التدهور السريع في الحالة، إلّا أنّه يحدث فقط بسبب حاجة أزواجهم أو ذويهم إلى التفرغ للتعامل مع أولويات أخرى، مثل رعاية الأطفال والوظيفة، هو ما قد لا يحتاجه الأزواج الأكبر في السّن
في الغالب ما يكون عند الأشخاص المصابين بالزهايمر المبكر أطفال، كذلك قد يكون هناك آباء كبار في السن وبحاجة إلى الرعاية، حيث نجد أنّ الأشخاص ورعايتهم لآبائهم الكبار في السن وأحبائهم من المصابين بالزهايمر المبكر والأطفال في وقت واحد يستغرق جميع وقتهم، لكن يوجد موارد تدعم المصابين بمرض الزهايمر لرعاية أنفسهم وأداء أعمالهم بالاعتماد على أنفسهم قدر الإمكان؛ كما يتوفر الكثير من الموارد لمقدمي الرعاية الذي يمكن أن يكون أساسي عند التعامل مع الزهايمر المبكر.

ما هي المشكلات التي تحدث في مرض الزهايمر المبكر؟

يقوم مرض الزهايمر بالتأثير على أيّ مرحلة عمرية؛ إلّا أنّه لا بمكن توقّع الخرف في سن صغير، لذلك فقد يُساء فهم العديد من المشاكل التي تظهر في العمل أو المنزل، فقد يفقد الأشخاص المصابون بمرض الزهايمر المبكر العلاقات الاجتماعية أو الوظائف؛ بدلاً من اكتشاف كونهم مرضى طبياً أو عاجزين ومعاقين.

ما هي الاقتراحات التي تمكن المصاب من التكيف في العمل؟

يجب التحدث مع صاحب العمل قبل تأثير حالة المريض بصورة ملحوظة على قدراته أثناء أداء وظيفته، يوجد بعض الاقتراحات التي قد تساعد الشخص المصاب على التكيف مع وضعه الجديد:

  • يجب أن ينتقل المريض لوظيفة تناسب القدرات المحدودة الحالية.
  • يجب أن يتعرف المصاب وشريك حياته ومقدم الرعاية على المزايا القانونية التي تتاح في العمل، كذلك البحث عن نظم رعاية الموظفين في البلد الذي يقيم فيه.
  • التعرّف على المزايا التي يتم تقديمها للمصاب بموجب قوانين رعاية ذوي الإعاقة.
  • إذا شعر المريض أنّه مرهق أو عاجز عن الاستجابة، فيجب أن يقلل ساعات العمل أو الحصول على إجازة.

ما هي اقتراحات التكيف التي تفيد الزوجين؟

يعتبر فقدان المحبة والتقارب بين الزوجين من الأمور النفسية الصعبة في مرض الزهايمر المبكر، حيث أنّ العديد من الأشخاص الذين تفاقم عندهم الزهايمر المتأخر فقدوا أزواجهم، لكنّ الأزواج البالغين الذين في الأربعينات من أعمارهم فغالباً ما يكونون في منتصف حياتهم معاً؛ يواجه هؤلاء الأزواج احتمال قضاء سنوات العمر مع زوج غير نشط جنسيًاً، كذلك فقدان المكون الرومانسي والاضطرار للحياة مع مقدم رعاية صحية؛ هذا ما يزيد من تعقيد الحالة النفسية، يوجد بعض النصائح التي قد تساعد المصاب على التقليل من التأثيرات السلبية خلال العلاقة الزوجية:

  • الاتصال بين الشريكين بما يخص التغيّرات التي يعاني منها المريض، كذلك الطرق التي قد تتغير بها احتياجاته، على المريض ألّا يخاف من طلب المساعدة من شريكه.
  • إيجاد عن أنشطة جديدة يمكن للزوجين أن يستمتعوا بها معاً.
  • محاولة طلب الاستشارة من استشاري العلاقات الزوجية لتحدي المشكلات التي قد تمثل تحدي للزوجين، مثل الأمور الجنسية وتقلبات المشاعر.

كيف يمكن أن يشارك الأطفال؟

من الممكن أن يكون تشخيص مرض الزهايمر المبكر صعب؛ خصوصاً على الطفل الذي غالباً لا يفهم طبيعة ما يمر به أحد الأبوين، فقد يلوم الطفل نفسه ويصبح غاضب أو يتفاعل بأي عدد من طرق رد الفعل، هذه بعض النصائح التي يمكن للوالدين القيام بها.

  • البحث عن مجموعة دعم للأطفال: يمكن دعوة الطفل لحضور العديد من الجلسات الاستشارية الخاصة بالمريض أو الاستشارات الزوجية، من المهم التأكد أن الاستشاري في مدرسة الطفل والاختصاصي الاجتماعي يعلم بحالة الأم أو الأب المصاب بالزهايمر المبكر.
  • الاحتفاظ بسجل كتابي: يفضل الاحتفاظ بسجل كتابي أو مقطع فيديو أو تسجيل صوتي للأفكار، والمشاعر والخبرات؛ بحيث يستمتع لها الأبناء في اللاحق عندما يكبرون، حينها سوف يقدرون هذه المشاركة.
  • إيجاد أنشطة يمكن لأفراد الأسرة أن يستمتعوا بها معاً.

  • يجب التحدث مع الطفل بكل صراحة بما يعانيه الوالدان.

هل توجد مشكلات مالية يجب مراعاتها؟

غالباً ما يترك المصاب بمرض الزهايمر المبكر عمله، تعد هذه خسارة في مصادر الدخل وتمثل مشكلة كبيرة؛ حيث أنّ المعاملات المالية تصبح أكثر ضيق عندما يتخلى الأزواج عن دورهم في أن يصبحوا مقدمي رعاية، لن توفر المزايا الطبية والكثير من برامج الدعم الاجتماعي المساعدة ما لم يكن الشخص المصاب بمرض الزهايمر أكبر من سن 65 عام، فقد يحتاج الأشخاص الأصغر إلى تنازلات خاصة للدخول في مثل البرامج؛ يوجد بعض الاقتراحات للتعامل مع هذه المشكلة:

  • يجب التحدث مع مخطط مالي ومحامي للمساعدة في التخطيط للاحتياجات المالية المستقبلية.
  • أن يسأل المريض صاحب العمل إذا كان التقاعد المبكر يُعتبر خيار.
  • إيجاد مزايا تكون متوفرة من خلال التأمين الاجتماعي أو الصحي.
  • أن ينظم المريض الوثائق القانونية مع التأكد من أنّ شريك الحياة يتفهم الأمر بشكل جيد ويمكنه أن يدير موارد الأسرة المالية.

ما هو أهم أمر ينبغي أن يعرفه المصاب بالزهايمر المبكر؟

من أهم العناصر الخاصّة برعاية مريض بالزهايمر هي التعلم والدعم، يُعد ذلك أمر مهم بسبب التحديات الاجتماعية التي تواجه المصابون بمرض الزهايمر المبكر، بالتالي من الممكن أن يساعد التواصل مع الخدمات مثل مجموعات الدعم في تحديد الموارد التي تتاح، كذلك اكتساب فهم أعمق للعجز ومعرفة طرق التكيف.
مهم جداً أن يتذكر المصاب أنّه ليس بمفرده؛ حيث تتوافر الكثير من الموارد لمساعدته ومساعدة أسرته ومقدمي الرعاية للتكيف مع هذا المرض، فقد تتباين خيارات الدعم وفق المكان الذي يعيش فيه المصاب، مهم أيضاً التأكد في المراحل المبكرة من المرض أنّ المصاب وشريك حياته يجريان الأبحاث ويضعان الخطط لإدارة تقدم الحالة، حيث أنّ وجود خطة ودعم محدد وتوافر الموارد هو أمر جيد يساعد الجميع في المستقبل.

المصدر: الزهايمر، لطفي الشربينيداء الزهايمر، رامي أبو سميةالطب النفسي المعاصر، أحمد عكاشة


شارك المقالة: