دور المعلم في الفصل الدراسي بنظام منتسوري

اقرأ في هذا المقال


مدرس منتسوري أقل شبهاً بالفكرة التقليدية للمدرب، وأكثر مثالاً للمرشد اللطيف، كما إن المدريسين في نظام منتسوري لا يعتبرون أن من واجبهم إعطاء الطفل معلومات، وإنهم بدلاً من ذلك يقودون الأطفال في الاتجاه العام ويمدونهم بالأدوات التي يحتاجونها للعثور على المعلومات بأنفسهم.

دور المعلم في الفصل الدراسي بنظام منتسوري

دور معلم منتسوري في الفصل الدراسي بنظام منتسوري يتمثل بما يلي:

1- مراقبة الأطفال وتوجيههم والإشراف عليهم وتقييمهم أثناء تعلمهم في بيئة الفصل.

2- تطوير خطط الدروس وتمارين التعلم المستقلة، والمناهج والطرق التي تلبي احتياجات الطفل الفردي.

3- إنشاء فصل دراسي آمن ونظيف ومُحفز والمحافظة عليه، حيث يشعر جميع الأطفال بالأمان والتقدير.

4- إقامة علاقة وبناء علاقات مع الطلاب على أساس الثقة.

5- وضع مثال ممتاز للطلاب وغرس القيم الطيبة فيهم مثل الصدق والمساءلة والتفاهم والتسامح والاحترام والحب واللطف.

6- مراقبة وتقييم تقدم الطالب وكتابة التقارير.

7- التأكد من توفر الإمدادات والمعدات للفصول الدراسية وأنها في حالة صالحة للعمل.

8- تحديث السجلات في قاعدة بيانات المدرسة والتعامل مع مختلف المهام الإدارية الأخرى.

9- المشاركة في الأنشطة المدرسية ومرافقة الطلاب في الرحلات الميدانية.

10- إجراء المقابلات والمساعدة في تدريب جميع المعلمين الجدد.

متطلبات مدرس منتسوري

1- يوصى بدرجة البكالوريوس في التدريس أو التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة أو أي تخصص ذي صلة.

2- إكمال التدريب في مركز منتسوري معتمد.

3- الدورات الإضافية أو التدريب في التعليم الذي سيكون مفيدًا.

4- شغوف بالتعليم البديل.

5- القدرة على تعليم مجموعات من الأطفال من مختلف الأعمار والاحتياجات والقدرات.

6- الصبر ومهارات ممتازة في المراقبة والتواصل والتشخيص.

7- القدرة على القيام بمهام متعددة، والهدوء تحت الضغط، ومعاملة الجميع بالحب والاحترام.

8- مهارات تخطيط وتنظيم ممتازة.

9- انشاء متعلم مدى الحياة ويمكن أن يكون نموذجًا جيدًا للأطفال.

أشياء يقوم بها معلمو منتسوري بشكل مختلف

عندما تبدأ المعلمة العمل في مدارس منتسوري يجب أن يكون لديها نوع من الإيمان بأن الطفل سيكشف عن نفسه من خلال العمل، وهناك أشياء يقوم بها معلمي منتسوري وهي كتالي:

تحلي معلمي منتسوري بالإيمان

أشياء يقوم بها مدرسو منتسوري بشكل مختلف، حيث يفهم معلمو منتسوري إنه من خلال الملاحظة اليقظة والبيئة المُعدّة بعناية، يمكن للبالغين البقاء على دراية دون الحاجة إلى أن يكونوا في الصدارة.

وواحدة من أكبر الاختلافات بين معلمي منتسوري والمعلمين التقليديين هي الطريقة التي ينظر بها المعلم إلى الطفل، وربما تمّ سماع أن معلمي منتسوري يتبعون الطفل، ولكن ما قد لا يدركونه هو مستوى الإيمان لدى الطفل الذي يتطلبه لكبح جماح نفسه والسماح له حقًا بأخذ زمام المبادرة، وإنها غريزة البالغين الطبيعية لتولي دور قيادي مع الأطفال.

حيث يريدون أن يبقى الأطفال في الطابور بأمان، مثل فراخ البط الصغيرة التي تتبع القيادة، وبهذه الطريقة يتم معرفة مكان وجود الجميع وماذا يفعلون، لكن معلمي منتسوري يفهمون إنه من خلال الملاحظة اليقظة والبيئة المُعدَّة بعناية، يمكن للكبار أن يظلوا على دراية دون الحاجة إلى أن يكونوا متولين دور القيادة.

تحلي معلمي منتسوري بالتركيز

معلمو منتسوري ليسوا النقطة المحورية في الفصل الدراسي، بدلاً من ذلك ينصب التركيز على حصول الطفل على الأنشطة والفرص المناسبة لتحقيق أقصى قدر من التعلم الخاص به، ففي أحد الفصول الدراسية في منتسوري من المفهوم والمقبول أن كل طفل يمكنه وسيستقر ويركز عندما يجد العمل المناسب.

وعلى حد تعبير منتسوري يجب أن يعتقد المعلم أن هذا الطفل قبلها سيُظهر طبيعته الحقيقية عندما يجد قطعة عمل تجذبه، إذن ما الذي يجب أن يبحث عنه؟ إذ هناك أشياء يقوم بها مدرسو منتسوري بشكل مختلف، وهذا هو عمل المخترع أو المكتشف، والجهود البطولية للمستكشف وهكذا هذا الطفل أو ذاك سيبدأ في التركيز.

تحلي معلمي منتسوري بإعطاء الإرشاد

هذا لا يعني أن مدرس منتسوري لا يلعب دورًا نشطًا في تعليم الطفل، على العكس من ذلك فإن دور المعلم كمرشد هو المفتاح، وهو دليل يسمح دعمه الحيوي لكل مستكشف صغير بالوصول إلى ذروته الشخصية.

ولكن عندما يكون العمل نتيجة دافع داخلي وغريزي فإنه يفترض طابعًا مختلفًا تمامًا، مثل هذا العمل رائع ولا يقاوم ويرفع الإنسان فوق الانحرافات والصراعات الداخلية، وهذا هو عمل المخترع أو المكتشف، والجهود البطولية للمستكشف، أو مؤلفات الفنان، أي عمل الرجال الموهوبين بقوة غير عادية تمكنهم من إعادة اكتشاف غريزة جنسهم في أنماط فرديتهم.

تحلي معلمي منتسوري بالرصد

يقوم مدرس منتسوري بإعداد البيئة أي الفصل الدراسي بناءً على الملاحظات الدقيقة والمستمرة لكل طفل، وبالتالي يوفر الفصل الدراسي فرصًا تعليمية مناسبة من حيث النمو والتي تهم الطفل، وعندما ينخرط الأطفال في النشاط الذي يختارونه، قد يتراجع المعلم ويسمح لهم بالتعلم بالسرعة التي تناسبهم، وليست هناك حاجة للمعلم لتوفير الدافع في هذه المرحلة، فالأطفال مدفوعون بحاجتهم الداخلية للاكتشاف.

وهكذا تم اكتشاف أن التعليم ليس شيئًا يقوم به المعلم، ولكنه عملية طبيعية تتطور تلقائيًا في الإنسان، ولا يتم اكتسابها من خلال الاستماع إلى الكلمات، ولكن بفضل الخبرات التي يتصرف فيها الطفل في بيئته، وإن مهمة المعلم ليست التحدث، بل إعداد وترتيب سلسلة من الدوافع للنشاط الثقافي في بيئة خاصة معدة للطفل.

تحلي معلمي منتسوري بالامتناع عن التصحيح والثناء والتدخل بأي شكل من الأشكال

يُقدم معلمو منتسوري دروسًا فردية أو جماعية صغيرة أثناء تنقلهم في جميع أنحاء الفصل الدراسي، وليس درسًا واحدًا أمام الفصل بأكمله، فالدروس عملية ومباشرة وتهدف إلى إشراك الطفل حتى يرغب في مواصلة الاكتشاف بمفرده، بمجرد إشراك الطفل، ويتراجع مدرس منتسوري ويمتنع عن التصحيح أو الثناء أو التدخل بأي شكل من الأشكال.

وعندما يبدأ الطفل في إبداء الاهتمام بأحد هذه الأشياء، يجب ألا يقاطع المعلم؛ لأن هذا الاهتمام يتوافق مع القوانين الطبيعية ويفتح دورة كاملة من الأنشطة الجديدة، لكن الخطوة الأولى هشّة للغاية، وحساسة للغاية لدرجة أن اللمسة يمكن أن تجعلها تختفي مرة أخرى مثل فقاعة صابون، ومعها كل جمال تلك اللحظة، والمعلم الآن يجب أن يكون أكثر حذراً، وعدم التدخل يعني عدم التدخل بأي شكل من الأشكال.

ما هو بالضبط دور مدرس منتسوري؟ كيف يختلف عن أي معلم آخر؟ في بعض الأحيان يكون من الأسهل البدء بشرح ما ليس عليه مدرس منتسوري، قالت ماريا منتسوري ذات مرة أعظم علامة على نجاح المعلم هي أن يكون قادرًا على أن يقول “يعمل الأطفال الآن” كما لو أنه غير موجود.

ومع ذلك فإن ما يفعله الطالب ويتعلمه كنتيجة لذلك متروك لهم تمامًا، بسبب الطريقة التي يتم بها تنظيم هذا الفصل الدراسي، وهناك منافسة قليلة جدًا بين الطلاب، ولا توجد مكافآت خارجية مثل الدرجات والاختبارات لتحديد الإنجاز.

المصدر: الأفكار الأساسية لنظرية مونتيسوري التعليمية، مقتطفات من تعاليم وكتابات ماريا مونتيسوري، ماريا مونتيسوري، مكتبة دار الكلمة، 2017طريقة مونتيسوري المتقدمة، ماريا منتسوري، مكتبة دار الكلمة 2003مونتيسوري من البداية، الطفل في البيت من الميلاد حتى سن الثالثة، مكتبة دار الكلمة، 2006أنشطة منتسوري للأطفال، منجود علي مهدي، 2006


شارك المقالة: