شرح الاختبار العصبي النفسي

اقرأ في هذا المقال


علم النفس العصبي هو علم تطبيقي يهتم بالتعبير السلوكي لخلل وظائف الدماغ، إنّه مدين بمفاهيمه لأولئك الذين حيروا بشأن ما جعل الناس يفعلون ما يفعلونه وكيف، لفت هؤلاء الأشخاص الانتباه في البداية إلى ما بدا أنّه روابط بين هياكل الجسم واستجابة الناس المشتركة للمواقف الشائعة والشذوذ السلوكي.

شرح الاختبار العصبي النفسي:

نحن نقلق بشأن الصحة الجسدية لأطفالنا ونقلق بشأن ما إذا كان لديهم مجموعة الأصدقاء المناسبة، نحن نقلق بشأن مواكبة الرياضة ونحن نقلق بشأن ما إذا كانوا يحصلون على الدعم الذي يحتاجونه من معلميهم في المدرسة، نحن نقلق بشأن ما إذا كانوا يطورون عادات دراسية جيدة، نحن نقلق من أنّنا لا نقلق عليهم بدرجة كافية، الصعب للغاية أن يكون لدينا نقطة مرجعية حقيقية عندما يتعلق الأمر بتقييم عقلاني لأطفالنا، مع ذلك قد يبدو من المستحيل معرفة ما إذا كان الطفل يعاني من مشكلة عقلية أو نفسية.

بالنسبة للوالدين يمكن أن يتفاقم هذا القلق بشكل كبير، عندما يبدأون في الشك في أن مشاكل أطفالهم ليست مجرد مشاكل عادية ولكنها أكثر خطورة، هو أمر سيكون له تأثير كبير على حياة أطفالهم، ربما يرون سلوكيات في أطفالهم يمكن أن تؤدي إلى مشاكل التعلم مدى الحياة وليس فقط في الفصل الدراسي، ربما يستشعرون أنماط تبدو حقاً خارج نطاق معايير الأطفال الآخرين في نفس الفئة العمرية، أحد الأسئلة التي قد تنشأ في هذه المواقف هو ما إذا كان الطفل يحتاج إلى اختبار نفسي عصبي.

يبحث علم النفس العصبي في العلاقة بين الدماغ والسلوك، عندما يذهب الأطفال للاختبار العصبي النفسي، يتم استخدام كل من الاختبارات المعيارية والمراقبة، كما يتم مقارنة النتائج بما هو متوقع من هذا المستوى العمري، يقوم علماء النفس العصبي أيضاً بجمع بيانات حول البيئة المدرسية والبيئة المنزلية من خلال المقابلات مع أولياء الأمور، بالإضافة إلى الاستبيانات المنظمة لكل من الآباء والمعلمين.

هذه هي الطريقة التي يشرح بها كاي سيليجسون، أخصائي علم النفس العصبي الذي أستخدمه هو أنّه سلسلة من اللقطات، أي سلسلة كاملة من الصور للأطفال في الغرفة وكيف يفعلون في الاختبارات، كذلك ملاحظات حول كيفية أدائهم في مجموعة واسعة من المهام، يتم جمع البيانات من الآباء حول كيفية عملهم في المنزل، كما يتم جمع البيانات من المعلمين حول كيفية عملهم في المدرسة، إذا قام الفاحص بالعمل بشكل جيد، فيمكنه وضع تلك اللقطات في سرد ​​متماسك من مجموعة كاملة من المصادر المختلفة.

من المهارات الحاسمة التي يضيفها علماء النفس العصبي إلى عملية التقييم النفسي هي تقسيم مشاكل التعلم إلى مكوناتها، على سبيل المثال ربما يكافح الطفل لاتباع التعليمات، هذا يكشف عن نفسه أثناء الاختبار، سينتقل اختصاصي علم النفس العصبي إلى مستوى آخر من الاختبارات لتقييم أي مشكلة من المشكلات التالية:

  • الطفل غير قادر على التركيز عند إعطاء التوجيهات.
  • كان الطفل غير قادر على فهم التوجيهات التي تلقاها.
  • كان الطفل غير قادر على تذكر الاتجاهات، بعبارة أخرى يتعمق علماء النفس العصبيون بشكل أعمق ويصبحون أكثر دقة ممّا يفعله المعلمون أو حتى علماء النفس.

يمكن للتقييم الشامل عالي الجودة أن يفرز بين هذه الاحتمالات، من خلال تفسير نتائج الاختبار في سياق تاريخ الطفل ومن خلال الاهتمام الوثيق بكيفية أداء الطفل في كل اختبار، على سبيل المثال هل يخطئ الطفل في قراءة الكلمة لأنّه يتسرع، يرى كلمة “حفلة” ويقول على الفور “جميلة، أم أنّ الطفل يحاول جاهداً نطق الكلمة ومن الواضح أنّه لا يعرف قواعد الصوتيات؟ قد تكون الاستجابة الاندفاعية للكلمات المستهدفة أكثر شيوعاً لدى الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

بينما تؤدي مهارات فك التشفير الصوتي الضعيفة إلى السعي بقوة أكبر لاحتمال إصابة الطفل بإعاقة في التعلم، سيختبر علماء النفس العصبي أيضاً مجموعة واسعة من العوامل التي قد تؤثر على الأطفال، من هذه العوامل الذكاء ومهارات أكاديمية وحل المشاكل والانتباه والتركيز والتعلم والذاكرة وسرعة المعالجة والإدراك البصري المكاني ومهارات اللغة والمهارات الحركية البصرية والحركية الدقيقة والادراك الحسي ومهارات الوظيفة التنفيذية ومهارات الوظيفة العاطفية.

بمجرد اكتمال الاختبار والتقييم وهي عملية تتطلب عادةً عدة اجتماعات، كما تتضمن كلاً من الطفل والوالدين، سيعمل علماء النفس العصبي على تطوير تقرير يشرح تاريخ الطفل ونتائج الاختبار وخطة التدخل الموصى بها، في كثير من الأحيان يستخدم الآباء هذا التقرير للدفاع عن خدمات خاصة داخل النظام المدرسي للطفل، هناك أيضاً محادثة شفهية مع الوالدين لشرح النتائج والإجابة على الأسئلة.

هل يحتاج الطفل إلى اختبارات نفسية عصبية؟

هل يحتاج الطفل حقاً إلى اختبارات نفسية عصبية، أم أنّنا نبالغ في تضخيم الموقف في ذهننا؟ هذا هو السؤال الذي يتصارع معه الكثير من الآباء، يرى سيليجسون أنّ طريقة اتخاذ القرار هي طرح السؤال “هل هناك مشكلة مستمرة؟ هل طفلك لا يتعلم كذلك ؟ لا تحصل على درجات جيدة ؟ هل يدلي المعلم بتعليقات حول الانتباه أو السلوك؟ هل طفلك خجول أو عدواني بشكل مفرط؟ ”

إنّ العديد من الآباء سيبدأون بمدرس أو معالج وإذا استمرت المشاكل، فسوف يلجؤون إلى أخصائي علم النفس العصبي، ينصح (Helmus) الآباء بالتفكير في تحليل التكلفة والعائد، يتطلب الحصول على تقييم عصبي نفسي استثمار كبير للموارد، مثل الوقت والمال والغياب عن المدرسة، إذا كان الطفل متخلف بشكل كبير عن النمو في بعض المجالات، فمن المرجح أن يكون عائد الاستثمار مرتفع جداً.

نتيجة لتقييم نفسي عصبي عالي الجودة، سيكون لدى والدي الطفل والفريق التعليمي وغيرهم من المهنيين المعنيين رؤية واضحة لاحتياجات الطفل، لمساعدة الطفل على التغلّب على الصعوبات ودعم الطفل في المنزل والمدرسة، بعض السلوكيات التي تقود الوالدين إلى الاختبارات النفسية العصبية كالتالي:

  • عدم القدرة على الحفاظ على الاهتمام.
  • القلق أو الخوف أو الإحجام عن الانخراط في أنشطة مناسبة تنموياً.
  • السلوكيات الاجتماعية غير النمطية أو عدم القدرة على تكوين صداقات بين الأقران بالطريقة المتوقعة للعمر.
  • اكتساب بطيء للمهارات الأكاديمية، من الواضح أنّه مشرق ولكن أداء غير متسق أو أداء أكاديمي ضعيف.
  • غالباً ما يستخدم للاختبار النفسي العصبي إذا كانت رفاهية الطفل العامة تتأثر سلباً بالقدرات المعرفية أو العاطفية أو السلوكية، تُعد الاتجاهات المستمرة للسلوك السلبي علامة على أنّ الاختبارات النفسية العصبية قد تكون صحيحة، تعتبر المناقشات مع معلمي مدرسة الطفل مكان جيد للبدء، غالباً ما يكون المعلمون أو المعالجون خطوة تالية جيدة، في كثير من الأحيان يمكن للمناقشات مع المتخصصين أن توضح ما إذا كانت هناك حاجة إلى إجراء اختبارات نفسية عصبية.

المصدر: الاختبارات النفسية، سوسن شاكر مجيدالاختبارات النفسية، د.فيصل عباسالاختبارات النفسية العصبية، سعيد بن سعد زهرانأسس بناء الاختبارات والمقاييس النفسية والتربوية، سوسن شاكر مجيد


شارك المقالة: