صفات المعلم الجيد في العملية التعليمية

اقرأ في هذا المقال


المعلم الجيد في العملية التعليمية:

إنّ المعلم الجيد هو شخص في غاية الأهمية وله تأثير كبير وفعال على شخصية الطالب وعلى تعلمه، وهو شخص سوف يتذكره الطالب ويعتز به لبقية حياته، حيث يكتسب منه المعارف والمعلومات بشكل أكثر سهولة.

صفات المعلم الجيد في العملية التعليمية:

1- امتلاك مهارات الاتصال:

مهارات الاتصال على رأس قائمة الأشياء التي تجعل المعلم جيدًا، والتواصل الفعال هو أحد الأصول الحاسمة لاكتسابها في كل من البيئات المهنية والحميمة، إنّه أصل العلاقات الناجحة التي لا تنسى  في التدريس، ويعتبر امتلاك مهارات اتصال قوية كمعلم ميزة أساسية لبناء  علاقة بين المعلم والطالب وخلق بيئة ثقة للطلاب، مهارات الاتصال القوية ضرورية لهدف التدريس نفسه.

وأنّ امتلاك القدرة على التعبير البناء عن إشارات لغة الجسد اللفظية والكتابية والمرئية بالإضافة إلى القدرة على تحويل الأفكار إلى هياكل مفهومة للطلاب ستوفر المعرفة بنتائج ممتازة، ويجب أن يكون المعلم قادرًا على توصيل منهج الفصل الدراسي بطريقة فعالة ومنظمة بحيث يتمكن الطلاب من فهمها.

بهذه الطريقة سيعرف الطلاب بدقة ما هو متوقع منهم، بما في ذلك فهم تواريخ الاستحقاق لمهام أو واجبات منزلية محددة حتى يتمكن الطلاب من تسليم العمل بنجاح، إذا لم يستوعب الطالب أو لا يفهم تمامًا التوقعات أو الاتجاهات لمهمّة أو مهمّة معينة، فمن الأهمية بمكان أن يقوم المعلم بتوصيلها بأفضل ما لديه من قدرات.

2- امتلاك مهارات الاستماع:

أنّ المدرس الجيد يجعل الطلاب يستمعون إليه ويجب على المعلم التأكد من أنّه يستمع إليهم، وعلى المعلم منح الطلاب الاهتمام الذي يحتاجونه من خلال الإجابة على جميع أسئلتهم، وتكمن قيمة الاستماع في التعلم بأنّه يسمح للمعلم بفهم الطلاب بشكل أفضل.

وتعد القدرة على فهم الطلاب أحد المفاتيح لكون المدرس جيدًا، وتساعد على فهم ما يصلح وما لا ينجح من حيث التدريس لطلاب محددين ومجموعة الطلاب ككل، حيث أن كل طالب مختلف ويعبر عن نفسه بطريقته الفريدة، ومن خلال طرح أسئلة نشطة والاستماع بعناية إلى ما يقوله الطلاب، يمكن للمدرس تحسين تواصلهم بين أنفسهم وطلابهم، ومن خلال مهارات الاستماع القوية، يستطيع المعلمون إنشاء بيئة تعليمية أقوى وأكثر صحة وجودة أعلى.

3- مواقف المعلم الجيد ودية:

يعتبر التحلي بسلوك ودود من أهم الصفات الأساسية للمعلم الجيد، حيث إنّ التعبير عن موقف ودي تجاه الطلاب يجعل المعلم أكثر ودًا، ومن المرجح أن تحفز الطلاب على الرغبة في التعلم، ومن خلال النظر إلى الطلاب على أنّهم أكثر ودودًا، سوف يشعر الطلاب براحة أكبر لطرح الأسئلة، وسيؤدي ذلك بدوره إلى تعزيز التواصل بين الطالب والمعلم وخلق بيئة تعليمية أكثر إيجابية، ويميل أفضل المعلمين إلى أن يكونوا منفتحين وودودين ومرحبين والأهم من ذلك أنّهم آمنون في الاقتراب.

الشيء المهم الذي يأتي مع وجود موقف ودي كمعلم هو الثقة التي يمكن إنشاؤها داخل الفصل الدراسي، وعندما ينظر الطالب إلى المعلم على أنه ودود، فمن المرجح أن ينفتح على المعلم، وبالتالي  فمن المرجح أن يثق في المعلم، إنّ الشعور بالثقة سيعزز التواصل داخل بيئة التعلم ويزيد الإنتاجية.

يحتاج الطلاب إلى الشعور بالراحة في مساحة التعلم الخاصة بهم لأداء أفضل ما لديهم من قدرات، من خلال اتخاذ موقف ودود فإنّ المعلم يشجع هذا الشعور بالراحة والثقة الذي يمكن أن يرتقي بتدريسه إلى المستوى التالي تمامًا، اولاهم من ذلك أنّ التحلي بسلوك ودي يمكن أن يساهم حقًا في جعل المعلم لا يُنسى.

4- امتلاك الصبر:

الصبر فضيلة وخاصة في عالم التعليم، حيث إن المعلم يتعامل مع عدّة طلاب في وقت واحد ليس بالمهمة السهلة ويتطلب قدرًا كبيرًا من الصبر، وسيعرض الطلاب المختلفون مستويات مختلفة من الكفاءة عندما يتعلق الأمر بالتعلم، ومن الأهمية بمكان مراعاة ذلك، حيث سيساعد ذلك الطلاب على عدم البقاء في الخلف وسيزيد من نجاح بيئة التدريس.

وينبغي على المعلم التذكر أنّه نموذج يحتذى به، وإظهار نقص الصبر سينعكس فقط على المعلم بطريقة سلبية، ممّا يعرض الطلاب على عيوب المعلم الشخصية، وعامل آخر يجب ملاحظته على الصبر هو أن المعلم الصبور من المرجح أن يكون أكثر قدرة على التكيف مع بيئات التدريس المختلفة.

سيعبر الطلاب والفئات العمرية المختلفة عن صعوبات مختلفة عندما يتعلق الأمر بالتفاعل والتواصل والتدريس، من خلال التحلي بالصبر سيكون المعلم أكثر استعدادًا لفهم كل من هؤلاء الطلاب الفرديين والفئات العمرية الإجمالية، ويأتي التعليم الجيد مع الخبرة، ومع ذلك فإنّ التحلي بالصبر سيسمح للمعلم بالتعلم وفهم التكتيكات المحددة التي تعمل بشكل أفضل والتي لا تعمل عندما يتعلق الأمر بإشراك الطلاب في عملية التعلم.

5- امتلاك أخلاقيات العمل القوية:

إنّ امتلاك أخلاقيات عمل قوية  هو صفة أساسية في قائمة صفات المعلم الجيد، المعلم الجيد لا يستقيل أبدًا، إنّ وجود أخلاقيات قوية سينعكس دائمًا على الطلاب وإنجاز عملهم، كنموذج يحتذى به، فإنّ امتلاك أخلاقيات عمل قوية سيساعد الطلاب على تطوير أخلاقيات عمل قوية ويشكل مكونًا مهمًا بشكل خاص في قائمة صفات المعلم الجيد، مع أخلاقيات العمل الجيدة تأتي الاحتراف والمسؤولية والاستعداد.

للتعبير عن أخلاقيات العمل القوية، على المعلم أن يتحمل مسؤولية العديد من الأشياء، بما في ذلك السلوك السيء المحتمل للطلاب داخل إعدادات الفصل الدراسي، لسوء الحظ لن يتمتع جميع الطلاب بنفس مدى الانتباه أو نفس مستوى الانضباط فيما يتعلق بمواقفهم وسلوكياتهم، ويجب أن يتحلى المعلمون بالصبر وأن يتذكروا أنّ هذا جزء لا مفر منه من التدريس.

من خلال امتلاك أخلاقيات عمل قوية، يمكن للمدرسين أن يدركوا بشكل أكثر فاعلية ما يصلح وما لا يعمل في بيئة التدريس الخاصة بهم، المتعلقة بالطلاب وإذا كان هناك شيء لا يبدو أنّه يعمل، فيجب على المعلمين بذل قصارى جهدهم لإيجاد حل يعمل من أجل هدف التدريس نفسه.

6- مهاراته منظمة:

يجب أن يكون المعلمون منظمين جيدين، ويلعب التنظيم دورًا أساسيًا في كونك معلمًا جيدًا وهو صفة قصوى للمعلم الجيد، بؤدون المهارات التنظيمية يمكن أن يفقد المعلم حقًا فهم المواعيد النهائية والتوقعات والمهام، ويميل معظم المدرسين إلى تدوين الملاحظات بعد الانتهاء من الفصل، مع مراعاة النقاط الهامة في الفصل التالي، وبهذه الطريقة يمكن للمدرس إعداد المواد الضرورية بسهولة للدرس التالي ومعرفة المكان الذي توقف فيه بالضبط.

يمكن أن يؤدي التنظيم الضعيف إلى إهدار تعليمي ومضيعة للوقت، والمدرس المنظم يعني أنّ المعلم يعرف بالضبط مكان وقوف طلابه وأنّهم مستعدون لبدء الفصل بدروس فعالة في تعزيز تعلم الطلاب، وبهذه الطريقة يمكن للمدرسين إبلاغ الطلاب بشكل أفضل بما هو متوقع منهم.

7- ينشئ بيئة تعليمية صديقة للطلاب:

إنّ وجود بيئة تعليمية صديقة للطلاب في الفصول الدراسية أمر لا بد منه حقًا، والمدرس الجيد هو قدوة للطلاب، وبالتالي سوف يرغب في تعيين أفضل مثال ممكن، وهذا يعني أنّه لا ينبغي للمدرسين طرح قضاياهم الشخصية وعواطفهم السلبية على الفصل الدراسي،  إن معارضة ذلك يعطل نظام الفصل الدراسي والإعدادات، كما يتسبب في إلحاق ضرر جسيم برفاهية الطلاب، خاصة للطلاب الأصغر سنًا من الناحية الجسدية والنفسية.

من المتوقع أن يرتدي المعلمون ملابس التدريس الاحترافية المناسبة لبيئات التدريس، خاصةً  لفئات عمرية معينة أو تجاه ثقافات أكثر تحفظًا،  ومن المهم أن يضع المعلم التربوي في اعتباره أنّه يعكس المنظمة التي يعمل معها ومن أجلها.

8- تكوين مواقف محترمة:

أنّ الاحترام هو كل شيء في الفصل الدراسي، وفي جميع جوانب الحياة، ولا يجوز للمعلمين تهديد الطلاب أو السخرية منهم أو إهانتهم أو مضايقتهم بأي شكل أو أي أسلوب، وأن القيام بذلك هو التنمر وعدم الاحترام ليس فقط للطالب ولكن للمعلم التربوي والفصل الدراسي، ومن الضروري أن يكون المعلم محترمًا لكل طالب في البيئة الصفية، وكذلك بيئة التدريس ككل.

إنّ إظهار أي شكل من أشكال عدم الاحترام لا يضر بنفسية الطالب فحسب، بل يمكن أن يهدد وظيفة وسمعة المعلم أيضاً، ويمكن أن يصبح المعلمون الذين يعاملون طلابهم بعدم الاحترام لا يقدرون أو يحترمون من الغير.

وبصرف النظر عن الاحترام فيما يتعلق بالطلاب وبيئة التدريس، من الضروري إظهار الاحترام للمؤسسة التعليمية التي يعمل بها، حيث أن الاحترام هو شيء يُكتسب وليس يُمنح، وفي حال كان المعلم معلمًا محترمًا، فمن المرجح أن يعامل باحترام من المؤسسة التعليمية وزملائه في العمل، والأهم من ذلك الطلاب، ومن الضروري معاملة الطلاب بنفس الاحترام الذي يتوقع أن يعاملوا المعلم التربوي به.

9- امتلاك مهارات الانضباط:

يجب على المعلم أن يأخذ الانضباط في الاعتبار، وإن المعلم الذي يتمتع بمهارات انضباط قوية سوف يعمل بشكل فعال على تعزيز السلوكيات الإيجابية داخل الفصل الدراسي، ويعد الحفاظ على الانضباط في الفصول الدراسية أمرًا حيويًا لخلق بيئة تعليمية إيجابية تدعم التعلم، ويمكن للمدرسين القيام بذلك عن طريق التعبير عن قائمة معايير التعلم في الفصل والاحتفاظ بها.

المصدر: استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر.طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة.نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور.


شارك المقالة: