ضمان التنشئة السليمة للأطفال في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


الأبناء هم فرحة القلوب في طفولتهم والرفاق عندما يكبرون، وفي الشريعة الإسلامية مطلوب من الآباء والأمهات ضمان حياة كريمة لأبنائهم، حتى في حالة الانفصال يتحمل الآباء المسؤولية الكاملة لتأمين الكامل لمتطلبات وحاجات أبنائهم.

ضمان التنشئة السليمة للفرد في الإسلام

الأطفال هدايا من الله تعالى وهم مسؤولية كبيرة أيضًا، ويجب على الآباء محبتهم دون قيد أو شرط، والتحدث معهم عن مشاعرهم والتحقق من صحتها، والاستماع إليهم واللعب والاستمتاع معهم، وتأديبهم لكن لا مع عدم اللوم أو مضايقتهم وتخجيلهم أمام الآخرين.

ويجب على الآباء التأكد من أن أطفالهم يتمتعون بصحة جيدة عقليًا وجسديًا، من خلال منحهم التنشئة المناسبة لهم، بالطبع وفقًا لمعايير حياتهم، حتى يصبح أطفال اليوم مصدر قوة لأسرهم والمجتمع في المستقبل.

ومن المهم أن يفهم الآباء أنه من طبيعة الطفل اللعب أو ارتكاب خطأ، وبدلاً من لومهم وتوبيخهم من الأفضل مسامحتهم، وشرح سبب خطأ ما فعلوه ومساعدتهم على تصحيح أخطائهم أو الاعتذار، كما أكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم على أهمية الحضن والتقبيل للأطفال؛ لجعلهم يشعرون بالأمان والرغبة واستمرار المودة الجسدية حتى عندما يكبرون ويتقدمون في السن.

وعلميًا تُعَدّ ملامسة الجلد، أو اللمس الجسدي مثل العناق والتقبيل، أحد أهم التحفيز المطلوب لنمو دماغ سليم وجسم قوي مع المساعدة في دعم التطور العاطفي.

وإن الهداية الإسلامية أفضل وسائل التربية لتنشئة الفرد السليم، حيث تضع الحدود لكل تصرف، ويساعد وضع الحدود والإرشادات في تعليم الاطفال السلوك الصحيح والمقبول، ومكافأة السلوكيات الجيدة تشجع الأطفال على التصرف وفقًا للقواعد، مع تعلم الأطفال أن يكونوا مسؤولين، فمن المهم تعليم الأطفال أن يكونوا مسؤولين حتى يكونوا مستقلين وموثوقين ومنتجين في المستقبل.

وعندما يكون الأبناء لديهم دور في الأسرة، سيكونون مستعدين للقيام بدور في المجتمع، ويشعرون بأنهم مفيدين وسيكونون مسؤولين عن أفعالهم أيضًا.

وتعليم الأطفال الأخلاق الإسلامية وخاصة في سن السابعة، فيكون الأطفال جاهزين للتفكير المنطقي وفي حالة الأسر المسلمة هذا هو الوقت الذي يكون فيه الأطفال مستعدين لامتصاص أي شيء وكل شيء تعرضه وتعلمه وتخبره به، في هذه المرحلة من التربية يمكن تعليمهم المعتقدات الدينية، وتذكيرهم كل يوم أن الله تعالى يحبهم دون قيد أو شرط، وعليهم أن يحبونه ويطيعونه ويتجنبون استياءه.

ويجب مساعد الأطفال على إدراك مدى اعتمادنا على الله تعالى، وكذلك التعرف على العطايا والأرزاق التي لا حصر لها والاعتراف بها مثل توفر الطعام والماء، والمسكن الآمن، والصحة، وغيرها من الأمور.

الهداية الإسلامية كأفضل وسائل تنشئة الفرد المسلم

تعليم الأطفال المساواة يكون ذلك عند تطبيق المساواة والعدل في جميع أمور الحياة، فيجب أن يعلم الأبناء أنه من الواجب العدل والمساواة؛ لأنه أقرب إلى التقوى، وأكد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن الوالدين يجب أن يكونا عادلين ومنصفين لجميع الأبناء، لا سيما في أمور العطايا المادية والعاطفة.

وكقاعدة عامة يتعلم الأطفال ما يرونه أكثر مما يسمعونه، لذلك من أجل تنشئة طفل ورع وصالح فإن أول ما يجب فعله هو أن تكون الأب والأم قدوة لهم، يولد الأطفال أنقياء وأبرياء ولديهم نزعة فطرية للإيمان بالله تعالى، لذلك عندما يسيء الطفل التصرف على الأرجح فإنه يقلد ما رآه ولا يمكن لومه.

ولتغذية الخير الفطري للأطفال يجب أن يقودهم الوالدان من خلال التصرف الجيد وليس فقط الوعظ عن العمل الصالح وإلقاء المحاضرات على الأطفال حول أهمية التقوى، فالأفعال تتحدث بالتأكيد بصوت أعلى من الكلمات.

وأيضاً يجب التعامل مع الأطفال باللطف والرحمة، فلقد عامل النبي محمد صلى الله عليه وسلم الجميع بلطف ورحمة وخاصة الأطفال، اعتاد أن يترك الأطفال يتسلقون فوقه أثناء السجود وكان يسجد لفترة كافية حتى يلعب أحفاده  على كتفه بقدر ما يرغبون.

ويستحق كل طفل أن يكون له أبوين صالحين وتربية سليمة من شأنها أن تعزز رفاهيته أيضًا، ومع ذلك لم تكن الأبوة والأمومة مهمة سهلة على الإطلاق، فهي معقدة وشاقة؛ لأن الأطفال لهم العديد من الطباع المختلفة، لذلك لا توجد تعليمات ثابتة لتنشئة الطفل، يمكن للمبادئ الإسلامية أن تزودنا بأساليب تربية فعالة لتنشئة الأطفال الصالحين.

وفي النهاية نستنتج أنه وعلى الرغم من وجود استراتيجيات مجربة وحقيقية في علم النفس الحديث مبنية على نظريات تنشئة وتنمية الطفل، فإن المبادئ الإسلامية التي لها جذور في القرآن الكريم وأحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي أيضًا كنز عظيم لا غنى عنه؛ لتوجيه الآباء في تربية أطفالهم.

المصدر: تربية الطفل في الإسلام، سيما راتب عدنان، 1997تربية الطفل في الإسلام، عبد الله ناصح علوان، 1981الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، سهام مهدي جبار، 1997مشاكل الطفل، محمد أيوب الشحيمي، 1994


شارك المقالة: