علاقة كل من الإدراك والعواطف في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


جادل بعض علماء النفس بأن السبب الجذري للشعور بالذنب في علاقة كل من الإدراك والعواطف في علم النفس هو فقدان الحب في علاقة قيمة وأن الأشخاص الذين يعانون من فقدان الحب هذا يشعرون بالذنب، وكجزء من مشاعر الذنب هذه أو نتيجة لذلك يشعرون بالمسؤولية عن الأذى، من ذوي الخبرة من قبل الطرف الآخر في العلاقة هو في الواقع ضروري.

علاقة كل من الإدراك والعواطف في علم النفس

على الرغم من إعطاء الإدراك دورًا مركزيًا في نظرية العامل الثاني لستانلي شاختر، إلا أن هذا الدور كان مختلفًا عن الدور الذي يلعبه في نظريات تقييم العاطفة، ففي نظرية شاختر كان دور الإدراك هو تسمية الإثارة التي كانت موجودة بالفعل، في نظرية التقييم يتمثل دور الإدراك في تفسير أهمية ومعنى الحدث العاطفي المتكشف، فعند تخيل أن الفرد يسمع ضوضاء غريبة قادمة من مطبخ الطابق الأرضي في منتصف الليل، يُنظر إلى الإحساس الذي يشعر به تجاه هذا الحدث من خلال عملية التقييم على أنه يحدد ما إذا كنت ستتفاعل عاطفياً وكيف.

سيؤدي تفسير الضوضاء على أنها ناتجة عن دخيل بشري إلى مجموعة من المشاعر مختلفة تمامًا عن تفسير الضوضاء على أنها ناتجة عن قطة أو بسبب الرياح التي تهب شيئًا ما على عتبة النافذة، عامل مهم آخر من وجهة نظر منظري التقييم لوجود علاقة كل من الإدراك والعواطف في علم النفس هو شعور الفرد بأنه سيكون قادرًا على التعامل مع أي تهديد محتمل لرفاهيته، ومنها سيواجه الشخص الشاب القادر جسديًا تهديدًا أقل في ظل هذه الظروف من أي شخص مسن أو معوق.

إن جوهر وجهة نظر نظرية التقييم للدور الذي يلعبه الإدراك تم تلخيصه بشكل جيد في قانون نيكو فريجدا للمعنى الظرفية، والذي ينص على أن المشاعر تنشأ من المعاني التي ينسبها الناس إلى المواقف وأنه إذا تغير المعنى مثل أن يعتقد الفرد أن تم إصدار ضوضاء من مطبخه من قبل دخيل يتغير الآن حيث تتذكر أن قطة كانت بالخارج عندما ذهب إلى الفراش، والضوضاء هي صوت دخولها إلى المنزل، لذلك ستكون العاطفة أيضًا في هذه الحالة من الخوف للإغاثة هو شعور الفرد وإدراكه بأنه سيكون قادرًا على التعامل مع أي تهديد محتمل لرفاهيته.

نظرية التقييم لعلاقة كل من الإدراك والعواطف في علم النفس

تجعل نظرية تقييم المصطلح الفردي الأمر في علاقة كل من الإدراك والعواطف في علم النفس يبدو كما لو أن هناك نظرية واحدة يشترك فيها جميع منظري التقييم، ففي الواقع هناك العديد من نظريات التقييم والتي تشترك جميعها في الرأي القائل بأن المشاعر تنشأ من التقييمات المعرفية، حيث يختلفون فيما يتعلق بتفاصيل كيفية عمل هذا الافتراض المشترك في موقف نظري كامل.

يؤكد بعض المنظرين مثل ريتشارد لازاروس على أهمية مجموعة صغيرة نسبيًا من الموضوعات العلائقية الأساسية في علاقة كل من الإدراك والعواطف في علم النفس، هذه في الواقع هي مجموعات من التقييمات المكونة التي تلتقط جوهر المشاعر، وبالتالي فإن الموضوع الأساسي للعلاقة للخسارة غير القابلة للإلغاء هو الذي يحدد الحزن بشكل كلي، في حين أن الموضوع الأساسي للوم الآخر هو الذي يحدد الغضب بشكل كلي.

ميزة هذه الموضوعات العلائقية الأساسية لعلاقة كل من الإدراك والعواطف في علم النفس هي أنها تلتقط المعنى العلائقي الرئيسي للموقف، وبالتالي من المحتمل أن تكون تنبؤية للتغيرات الفسيولوجية والسلوكية، ويؤكد منظرو التقييم الآخرين لعلاقة كل من الإدراك والعواطف في علم النفس على الاستعداد للعمل الذي تستلزمه التقييمات، حتى لو لم يتصرف المرء وفقًا لما يسمى بميول الفعل، فإن الميل المحسوس إلى العدوانية، والتراجع، والتجميد، والبكاء، والضحك وما إلى ذلك، يمثل عنصرًا مهمًا من المشاعر المتمرسة.

لا يزال منظرين آخرين مثل كلاوس شيرير يؤكدون على أهمية البعد الزمني للتقييم في علاقة كل من الإدراك والعواطف في علم النفس، من وجهة النظر هذه فإن التقييم للعلاقة في كل من الإدراك والعواطف في علم النفس هو عمل متسلسل، يبدأ بفحوصات أولية مثل ما إذا كان الحافز جديدًا وممتعًا ومتوقعًا بهذا الترتيب، وينتهي بتقييمات أكثر تعقيدًا.

أهم الأدلة لعلاقة كل من الإدراك والعواطف في علم النفس

هناك ثروة من الأدلة التي تظهر أن المشاعر الفردية مرتبطة بتقييمات أو أنماط تقييم مميزة في عملية الإدراك، إذن ليس هناك شك في أن الناس قادرين على إقامة روابط بين العواطف والتقييمات بنفس الطريقة التي يقترحها منظرو الإدراك، أقل وفرة هو الدليل الجيد الذي يظهر أن التقييمات مرتبطة سببيًا بالعواطف، هذا يترك المجال مفتوحًا لمسألة ما إذا كانت التقييمات هي أسباب أو مكونات أو حتى عواقب للعاطفة.

تبين أن هذا يمثل مشكلة حرجة؛ لأن الهجوم الأكثر استدامة على نظرية الإدراك الذي بدأه روبرت زاجونك، الذي جادل بأن ردود الفعل العاطفية بمعنى الإعجاب والنهج والكراهية والتجنب غالبًا ما تسبق ردود الفعل المعرفية مثل مفيدة أو يضر بأهداف المرء، وبالتالي لا يمكن أن يكون سببًا لها، وتعد السرعة المطلقة لردود الفعل العاطفية عنصرًا مهمًا في نقد العلاقات، مما يثير الشكوك حول إمكانية العمليات المعرفية التي تستغرق وقتًا طويلاً نسبيًا للتوسط في ردود الفعل هذه.

من المهم أيضًا بالنسبة إلى حجة وعلاقة كل من الإدراك والعواطف في علم النفس وجود دليل على أن الأشخاص قادرين على الوصول إلى تقييمات للمنبهات دون أن يكونوا على دراية بالتعرض لها، كما هو الحال في مجرد تأثير التعرض مما يثير مرة أخرى أسئلة حول ضرورة تقييم المنبه قبل الحصول على استجابة عاطفية إليها.

إن الموقف الوسطي بشأن دور التقييم المعرفي في العاطفة هو موقف يدرك أن هناك أكثر من طريق للاستجابة العاطفية، وعند أخذ الخوف كمثال، تُظهر الأبحاث النفسية السريرية والحيوانية الحديثة أن هناك طريقتين متميزتين يمكن من خلالهما إثارة الخوف في الدماغ، إحداهما يتم التوسط فيها قشريًا مما يعني ضمناً دورًا للتقييم والإدراك العاطفي، والأخرى تتوسط فيها اللوزة مما يعني الصيام استجابة متكيفة في مواقف المفترس والفريسة.

لاحظ أن هذا المسار تحت القشري يعود إلى أحد الافتراضات المركزية لوليام جيمس أي أن هناك رابطًا تلقائيًا بين الإدراك والتغيير الجسدي في العواطف، حيث تعمل حجة المسارين بشكل أفضل مع مشاعر مثل الخوف، والتي لها آثار واضحة على بقاء الفرد، فمن غير المعقول المجادلة في طريقين في حالة المشاعر مثل الشعور بالذنب على سبيل المثال، ومع ذلك هناك أيضًا نقاش حول المدى الذي يكون فيه التقييم الذي يفترضه العديد من المنظرين شرطًا ضروريًا للشعور بالذنب، أي المسؤولية المتصورة عن إلحاق الأذى بآخر أمر ضروري في الواقع.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: