الفروق العامة لتمييز الاحترام في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


من المعترف به على نطاق واسع أن هناك فروق عامة مختلفة لتمييز الاحترام عن غيره من المفاهيم مثل عدم الاحترام، حيث يؤدي هذا إلى تعقيد الإجابة على بعض الأمور المتعلقة بالاحترام؛ نظرًا لأن الإجابات المتعلقة بشكل أو نوع من الاحترام يمكن أن تتباين بشكل كبير عن الإجابات المتعلقة بنوع آخر.

الفروق العامة لتمييز الاحترام في علم النفس

تتمثل الفروق العامة لتمييز الاحترام في علم النفس من خلال ما يلي:

1- السلوك

يتعلق أحد الفروق العامة لتمييز الاحترام في علم النفس ببساطة باعتباره سلوكًا والاحترام كموقف أو شعور قد يتم التعبير عنه أو لا يتم التعبير عنه بالتصرفات الواضحة، حيث يمكننا أن نشير ببساطة إلى السلوك الإنساني الذي يتجنب التدخل في بعض الحدود أو القواعد الاجتماعية، دون أي إشارة إلى المواقف أو المشاعر أو النوايا بدون إسناد الوكالة.

في مثل هذه الحالات يعتبر السلوك من أهم العناصر للفروق العامة لتمييز الاحترام في علم النفس، وعندما يُنظر إلى الاحترام على أنه واجب أو استحقاق فقد يكون نوعًا معينًا من السلوك أو المعاملة هو كل ما هو مستحق، وبالمثل فإن الاحترام كإشادة يمكن أن يكون مجرد نمط معين من السلوك الإنساني، ومع ذلك في حالات أخرى نحترم أن نكون أو نشير إلى موقف أو شعور، كما هو الحال عندما نتحدث عن احترام شخص ما.

أو سلوكيات معينة على أنها إظهار الاحترام أو عدم الاحترام، وهنا تعتبر الإجراءات وأنماط العلاج احترامًا بقدر ما تُظهر موقفًا من الاحترام أو من النوع الذي يتم من خلاله التعبير عن الموقف بشكل مميز، حيث أن مبدأ الاحترام هو مبدأ يجب بالضرورة تبنيه من قبل شخص لديه سلوك الاحترام أو الذي يصف الموقف أو الأفعال التي تعبر عنه.

2- الفضيلة الأخلاقية

تعتبر الفضيلة الأخلاقية عنصر مهم لتوضيح الفروق العامة لتمييز الاحترام في علم النفس، حيث تتضمن الفضيلة الأخلاقية للاحترام امتلاك الموقف نفسه باعتباره جانبًا ثابتًا لطريقة المرء في التواجد تجاه الأشياء المناسبة، ومنها تتخذ معظم المناقشات المتعلقة باحترام الأشخاص موقفًا مركزيًا، حيث تركز الفضيلة الأخلاقية بشكل رئيسي على الاحترام كموقف.

في الفضيلة الأخلاقية لتمييز الاحترام هناك العديد من المواقف المختلفة التي يشير إليها مصطلح الاحترام، حيث يعتبر موقف الاحترام هو بشكل عام علاقة بين موضوعين يستجيب فيه الموضوع للكائن من منظور معين بطريقة مناسبة الذي له غرض بالضرورة فالاحترام موجه دائمًا نحو الدوافع الإنسانية والعواطف وإظهار شيء ما، في حين أن مجموعة متنوعة جدًا من الأشياء يمكن أن تكون كائنات مناسبة لنوع أو آخر من الاحترام.

فإن موضوع الاحترام هو عادةً شخصي أو مفهوم فردي، أي كائن عقلاني واعٍ قادر على التعرف على الأشياء والاستجابة لها عن قصد، وامتلاك والتعبير عن القيم فيما يتعلق بها، والمساءلة عن عدم احترامها أو عدم احترامها.

3- العلاقات الاجتماعية

يمكن أيضًا تمييز الاحترام عن عدم الاحترام أو غيرها من المفاهيم أو إظهارهما من خلال فروق عامة تتمثل في أشياء ليست أشخاصًا والتي تعبر عن العلاقات الاجتماعية لتمييز الاحترام في علم النفس، مثل المبادئ التوجيهية والقواعد والقوانين والمبادئ والأنظمة، والمنظمات والعمليات المؤسسية، لذلك يمكننا القول أن القوانين التي تحظر السلوك المعادي تعبر عن احترام الأشخاص.

يحدد علماء النفس حول الاحترام كعلاقة اجتماعية متجاوبة مع العديد من العناصر الأساسية، بما في ذلك الانتباه والإذعان والحكم والتقييم، الذي يشير أن الاحترام هو نمط من الانتباه إلى الشيء والاعتراف به كشيء يجب أخذه على محمل الجد، حيث إن احترام شيء ما يتناقض مع كونه غافلاً أو غير مبالٍ به أو تجاهله بسرعة أو أخطأ في التعرف عليه بإهماله عمدًا.

4- الفروق النظرية

يعتبر الاحترام منظوري أيضًا حيث يمكننا أن نحترم شيئًا ما من منظور أخلاقي، أو من منظور تحوطي أو تقييمي أو اجتماعي أو مؤسسي، من وجهات نظر مختلفة قد نهتم بجوانب مختلفة من الشيء فيما يتعلق باحترامه بطرق مختلفة، على سبيل المثال قد يعتبر المرء فردًا آخر على أنه صاحب حقوق أو قاضٍ أو متفوق أو شخص جدير بالثقة أو تهديد لأمن المرء، حيث أن الاحترام الذي يمنحه للمرء في كل حالة سيكون مختلفًا.

5- التجربة والتحفيز

بقدر الاستجابة النظرية فإن الاحترام يتميز عن غيره من خلال الاعتماد على الشيء بقدر ما يعتمد على الموضوع، فبعض الأشياء تتطلب وتدعي وتستنبط وتستحق الاحترام، حيث أننا نحترم شيئًا ليس لأننا نريد ذلك ولكن لأننا ندرك أنه يتعين علينا احترامه، فالاحترام ينطوي على تجربة واجبة، أي التجربة التي يجب على المرء الاهتمام والاستجابة بشكل مناسب.

ومن ثم فهو عنصر تحفيزي وهو الاعتراف بشيء ما على أنه يحدد إرادتنا بشكل مباشر دون الرجوع إلى ما تريده ميولنا، وبهذه الطريقة يختلف الاحترام على سبيل المثال عن الإعجاب والخوف اللذين لهما مصادرهما في اهتمامات أو رغبات الشخص المعني، فعندما نحترم شيئًا ما فإننا نصغي لدعوته ونمنحه حقه ونعترف بمطالبته، وبالتالي فإن الاحترام ينطوي على التجربة والتحفيز.

الاستجابة العاطفية للفروق العامة لتمييز الاحترام في علم النفس

فكرة أن الكائن يقود الاحترام متضمنة في الرأي القائل بأن الاحترام لديه عنصر استجابة عاطفية غير وسيطة ولكن يتم التعامل مع الاحترام أيضًا على أنه تعبير عن وكالة المحترم، أي الاحترام المتعمد وهو مسألة اهتمام موجه بدلاً من جذب الانتباه والتفكير والحكم، وفقًا لوجهة النظر هذه فإن الاحترام يحكمه العقل ولا يمكننا احترام موضوع معين لأي سبب قديم أو بدون سبب على الإطلاق.

بدلاً من ذلك نحن نحترم شيئًا ما لسبب امتلاكه في حكمنا لخاصية تستحق الاحترام، مما يجعل نوع الكائن الذي يستدعي هذا النوع من الاستجابة العاطفية للأسباب الموضوعية، بمعنى أن وزنها أو صرامتها لا تعتمد على مصالح المحترم أو أهدافه أو رغباته، بمعنى أن العمل ضد هذه الأسباب مع تساوي الأشياء الأخرى هو أمر خاطئ.

ذاتية وموضوعية الفروق العامة لتمييز الاحترام في علم النفس

يعتبر الاحترام ذاتي وموضوعي في علم النفس حيث إنه ذاتي من حيث أن استجابة الذات مبنية على فهمها للموضوع وخصائصه وأحكامها حول شرعية دعوتها وكيف تتعامل مع الدعوة بشكل مناسب، بينما تعني موضوعية الاحترام أن احترام الفرد لشيء ما يمكن أن يكون غير مناسب أو لا مبرر له؛ لأن الكائن قد لا يحتوي على الميزات التي يأخذها في امتلاكه، أو قد لا تكون الميزات التي يعتبرها تستحق الاحترام كذلك، أو قد لا تكون فكرتها عن كيفية معالجة الكائن بشكل صحيح قد يكون خاطئًا.

علاوة على ذلك فإن منطق الاحترام هو منطق الموضوعية والعالمية من عدة جوانب، في احترام شيء ما نرد عليه كشيء تكون أهميته مستقلة عنا، لا تحددها مشاعرنا أو اهتماماتنا، وأسباب احترامنا لشيء ما هي منطقيًا أسباب لاحترام الآخرين له أو على الأقل لتأييد احترامنا له من وجهة نظر مشتركة.

في النهاية نجد أن:

1- الفروق العامة لتمييز الاحترام في علم النفس تتمثل في المجالات الوظيفية لتمييز مفهوم الاحترام؛ أي الأماكن والمواقف التي يعمل بها الاحترام من حيث السلوك أو الفضيلة الأخلاقية أو غيرها.

2- تتضمن الفروق العامة لتمييز الاحترام في علم النفس بالإضافة للسلوك والفضيلة الأخلاقية وجود العلاقات الاجتماعية والتجربة والتحفيز والعناصر النظرية.

المصدر: علم النفس و الأخلاق، ج أ جيمس آرثر هادفيلد، 2017الوعي والإدراك، البحث في آلية عمل الدماغ البشري، عمر اسبيتان، 2009علم النفس المعرفي، د. رافع النصير الزغلول - د. عماد عبد الرحيم الزغلولالمنطق وعلم النفس، مدحت عبد الرزاق الحجازي، 2020


شارك المقالة: