كيفية التغلب على الخوف من الرفض

اقرأ في هذا المقال


يريد معظم الناس التقرب والتواصل مع الآخرين، وخاصة الأشخاص الذين يهتمون بهم، وإن الشعور بالرفض من قِبل هؤلاء الأشخاص والاعتقاد بأن الشخص غير مرغوب فيه، سواء كان ذلك من أجل وظيفة أو مواعدة أو صداقة يعتبر تجربة سيئة للشخص قد تؤدي إلى مشاكل نفسية كبيرة.

الخوف من الرفض

من الممكن أن يكون الألم الناتج من الرفض عميق جدًا، وفي الواقع يبدو أن الرفض يُنشّط نفس المناطق في الدماغ التي يُنشّطها الألم الجسدي، ومن السهل أن يفهم الشخص هذا الألم إذا كان قد اختبر الرفض ذلك مرة واحدة أو عِدّة مرات، فربما يتذكر الشخص مدى الألم وينتابه القلق بشأن حدوثه مرة أخرى.

ويعاني معظم الناس من الرفض بسبب العلاقات على الأقل عدة مرات في حياتهم، ومن صور هذا الرفض:

1- صديق يتجاهل رسالة صديقه.

2- رفض موعد ما.

3- عدم تلقي دعوة لحفلة زميل الدراسة.

4- صديق قديم يجد صديق آخر لقضاء الوقت معه.

5- الرفض العاطفي.

كيفية التغلب على الخوف من الرفض

الخوف من الرفض يمكن أن يعيق الشخص عن المخاطرة والمغامرة والوصول إلى أهداف كبيرة، ولحسن الحظ فمن الممكن التغلب على هذا الخوف، وفيما يلي بعض النصائح لتساعد الشخص على البدء في تقبل أن الرفض يعتبر تجربة عالمية إلى حد ما، وليست متعلقة به بشكل خاص، وإن الخوف من الرفض شائع جدًا:

التحقق من المشاعر

بغض النظر عن مصدر الرفض فإنه يعتبر مؤلم، وقد يرى الآخرون أن ما حدث ليس مشكلة كبيرة ويشجعونه على تجاوزه، لكن الألم قد يستمر، خاصة إذا كان لدى الشخص حساسية أكبر تجاه الرفض.

ويمكن أن يشمل الرفض أيضًا مشاعر أخرى غير مريحة مثل الإحراج، فلا يستطيع الشخص أن يخبر أحداً بما يشعر به، إلا أن الشخص قبل أن يبدأ في معالجة مشاعره حول الرفض فمن المهم الاعتراف بها، وعلى الشخص إخبار نفسه أنه لا يهتم بالتعرض للرفض، ويجد لنفسه فرصة لمواجهة هذا الخوف وإدارته بشكل مثمر.

البحث عن فرصة للتعلم من التجارب

قد لا يبدو الأمر كذلك على الفور، لكن الرفض يمكن أن يوفر فرصًا لاكتشاف الذات والنمو، ولنفترض أن الشخص تقدم بطلب للحصول على وظيفة يريدها حقًا ولديه مقابلة رائعة، لكنه لم يحصل على الوظيفة، فهذا قد يدمره في البداية، ولكن بعد إلقاء نظرة ثانية على السيرة الذاتية للشخص، يقرر أنه يجب عليه بصقل بعض المهارات لديه ويجب عليه تعلم كيفية استخدام نوع جديد من المهارات وغيرها.

وبعد ذلك يدرك الشخص أن هذه المعرفة الجديدة قد فتحت الأبواب أمامه لوظائف ذات رواتب أعلى لم يكن الشخص مؤهلاً لها في السابق، وبالتالي إن إعادة صياغة خوف الشخص منها كفرصة للنمو يمكن أن يُسهّل عليه محاولة ما يريد ويقلل من الألم إذا فشل، وعليه محاولة أن يقول لنفسه مثلاً قد لا ينجح هذا الأمر ولا يتأمل كثيراً، ولكن إذا لم ينجح الأمر سيمتلك تجربة مفيدة ومعرفة أكثر.

وعندما يتعلق الأمر بالرفض العاطفي، فإن مراجعة ما يبحث الشخص عنه حقًا في شريكه يمكن أن يساعده في التغلب على مخاوف الرفض، ويمكن أن يضع الشخص أيضًا على طريق العثور على شخص مناسب تمامًا منذ البداية.

تذكير الشخص لنفسه بقيمته

يمكن أن يكون الرفض مخيفًا بشكل خاص عندما يقرأ الشخص كثيرًا فيه، فمثلاً إذا كان لديه بعض المواعيد مع شخص توقف فجأة عن إرسال الرسائل النصية له فقد يقلق الشخص من أنه شعر بالملل أو أنه لم يَعدّ يجده يجده جذابًا بدرجة كافية ولذلك لم يرد، لكن الرفض غالبًا ما يكون مجرد حالة استثنائية لا تتطابق مع بعضها، ولذلك يجب عليه الثقة بنفسه وأنه لم يفعل شيء يستحق الرفض.

ويمكن أن يساعد بناء الثقة بالنفس وتقدير الذات على تذكير الشخص أنه يستحق الحب تمامًا، مما يجعله يشعر بخوف أقل من الرفض.

إبقاء الأمور في نصابها والتخلص من الحساسية النفسية

إذا كان الشخص أكثر حساسية تجاه الرفض ويقضي الكثير من الوقت في القلق بشأنه، فقد يتخيل الكثير من السيناريوهات الأسوأ، لنفترض أن الشخص لم يلتحق ببرنامج الدراسات العليا الذي يختاره، ويبدأ في القلق من أن جميع البرامج التي تقدم الشخص إليها سترفضه وسيتعين عليه المحاولة مرة أخرى في العام المقبل.

ولكن بعد ذلك يبدأ في القلق من أن يتم رفض الشخص في العام المقبل أيضًا، مما سيجعل من المستحيل الحصول على الوظيفة التي يريدها والتقدم في الحياة المهنية، مما سيجعل من المستحيل على الشخص أن يصبح مستقرًا ماليًا بما يكفي لتحقيق حلم ملكية المنزل والأسرة، وما إلى ذلك.

ويُطلق على هذا النوع من التفكير السلبي اللولبي اسم كارثي، وعادةً ما يكون غير واقعي للغاية، وعلى الشخص أن يضع في اعتباره أن يمنح نفسه خطتين احتياطيتين قابلتين للتنفيذ أو ابتكار حِججًا مضادة لبعض مخاوفه الرئيسية.

اكتشاف الشخص ما الذي يخيفه حقا بشأن الرفض

يمكن أن يساعد استكشاف السبب الحقيقي وراء الخوف من الرفض في معالجة هذا القلق المحدد، ربما يخشى الشخص الرفض العاطفي؛ لأنه لا يريد أن يشعر بالوحدة، ويمكن أن يساعد الشخص إدراك ذلك في إعطاء الأولوية لتطوير صداقات قوية أيضًا، والتي يمكن أن تساعد في عزل الشخص عن الوحدة.

أو ربما يقلق الشخص من أن يتم رفضه من قبل أرباب العمل المحتملين؛ لأنه يشعر بعدم الأمان المالي وليس لديه خطة، وقد يساعد هذا تحديد بعض الاستراتيجيات الممكنة في حالة عدم العثور على الوظيفة التي يريدها الشخص على الفور.

مواجهة الخوف

بالتأكيد إذا لم يضغط الشخص على نفسه فلن يواجه الرفض، ولن تتحقق أهدافه على الأرجح، ويمنحه السعي وراء ما يريد فرصة لتجربة النجاح، وقد يواجه الشخص الرفض، ولكن مرة أخرى قد لا يفعل ذلك.

رفض الحديث السلبي عن النفس

من السهل الوقوع في نمط من النقد الذاتي بعد التعرض للرفض، قد يقول الشخص أشياء مثل كنت أعلم أنني سأفسد ذلك، لم أستعد بما فيه الكفاية، لقد تحدثت كثيرًا أو أنا ممل جدًا.

لكن هذا يعزز فقط اعتقاد الشخص بأن الرفض كان خطأه في حين أنه ربما لا علاقة له به على الإطلاق، وإذا كان الشخص يعتقد أن شخصًا ما سيرفضه؛ لأنه ليس جيدًا بما يكفي، فيمكن لهذا الخوف أن يمضي قدمًا معه ويصبح حقيقة.

ولا يؤدي التفكير الإيجابي دائمًا إلى تحول المواقف بطريقة معينة، ولكنه يمكن أن يساعد في تحسين وجهة نظر الشخص، وعندما يشجع الشخص ذلك ويدعم نفسه، فمن المرجح أن يؤمن بإمكانياته الخاصة لتحقيق أهدافه، وإذا لم تنجح الأمور على الشخص أن يتدرب على التعاطف مع الذات بإخبار نفسه بما سيقوله لأحبائه في نفس الموقف.

الاعتماد على الأشخاص الذين يهتمون ويشجعون

إن قضاء الشخص الوقت مع الأشخاص الذين يهتمون لأمره يمكن أن يعزز معرفته، وتوفر شبكة الدعم الجيدة التشجيع عندما الشخص يحاول تحقيق أهدافه وراحته إذا لم تنجح جهوده، إن معرفة الشخص أن أحبائه يساندونه، بغض النظر عما يحدث، يمكن أن يجعل احتمال الرفض أقل مخيفًا، يمكن للأصدقاء الموثوق بهم أيضًا مساعدة الشخص في ممارسة تعريض نفسه لسيناريوهات الرفض التي يخاف منها.

في النهاية يمكن القول بأنه لا يشعر الفرد بالرضا أبدًا عندما لا يحدث شيء بالطريقة التي يريدها، ولكن ليست كل تجارب الحياة تظهر بالطريقة التي يتمناها الشخص، وعليه تذكير نفسه بأن الرفض هو مجرد جزء طبيعي من الحياة، وشيء سيواجهه الجميع في مرحلة ما فقد يساعد ذلك الشخص على تقليل الخوف منه.

المصدر: الطب النفسي المعاصر، احمد عكاشة، 2019.شخصيات مضطربة، طارق حسن، 2020.الاضطرابات النفسية، د. محمد حسن غانم، 2014.كيف تكتشف اضطراباتك الشخصية، د. إمتياز نادر، 2017.


شارك المقالة: