كيف تعرف شخصيتك في علم النفس؟

اقرأ في هذا المقال


تعتبَر الشخصية في علم النفس من المفاهيم الغامضة؛ فهي تتشكل من خلال تداخل عدد من الصفات والسمات واستعدادات الإنسان النفسية الاجتماعية والخلقية وكيفية تفاعلها مع بعضها، حيث تجمّع في فرد معين يعيش ضمن بيئة اجتماعية معيّنة، أمّا تعريف الشخصية فقد تغيّر وفق العالِم النفسي الذي عرّفها وحسب المنظور العلمي.
تمّ تعريف الشخصية بأنّها الأسلوب التنظيمي الخاص ببنية الإنسان من الناحية الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية، التي تتشكل من خلالها طبيعة الفرد الشخص وتفرّده عن غيره في النمط السلوكي والانفعالات وطرق التفكيره، فهي الأسلوب الذي يتميّز به الشخص الذي يختلف عن غيره، يظهر ذلك من خلال جميع أشكال التعامل والتفاعل الداخلية والخارجية.

بناء الشخصية في علم النفس:

تتشكل شخصية الإنسان عن طريق التفاعل بين الاستعداد الفطري والوراثي؛ الذي يأتي مع الإنسان منذ الولادة، كذلك بين المؤثّرات وعوامل البيئة؛ حيث أنّ آلية هذا التفاعل يحدد ويكّون البناء والتنظيم الشخصي، أمّا الشخصية كما يراها علماء النفس، فهي تعتبر مجموعة من السمات التي تتشكّل في الخصائص السلوكية للفرد، فالسمات العامة لشخصية الإنسان يشترك فيها الجميع؛ إلّا أنّ وجه الاختلاف بينهم يظهر عن طريق بروز سمة معينة؛ هذه السمات كالتالي:

  • السمات الجسمية: هي أحد أنواع السمات المختصة بالمظاهر الخارجية لبناء الإنسان؛ مثل الطول وملامح الوجه واللون وغيرها.
  • الوظائف الجسمية: هي السمات التي تختص بأداء الفرد الوظيفي للأعضاء الداخلية في الجسم؛ مثل درجة الحرارة وسرعة دقات القلب وغيرها.
  • الحاجات: هي رغبات الإنسان الحادة التي يهدف إلى تحقيقها؛ ذلك حتى يصل إلى الظرف أو الحالة المطلوبة؛ مثل أن يقوم بجذب انتباه المحيطين أو أن يحصل على المقدار المطلوب من الراحة وغيرها.
  • الميول والاتجاهات والاستعدادات: هي السمات التي تتعلق برغبات الفرد طويلة المدى، أمّا الاتجاهات فهي السمات التي تتعلق بآراء الفرد الذاتية نحو المواضيع المتعددة أو القضايا والمسائل الاجتماعية، معنى الاستعدادات قدرات الفرد الذاتية؛ مثل القدرات العقلية أو القدرات الجسمية بأشكالها والمواهب الفطرية.

أنواع الشخصيات في علم النفس:

قام العلماء منذ القِدَم بالسعي إلى تصنيف الشخصيات لأنواع وأنماط داخل وحدات وأنماط سلوكية؛ بحيث يكون من الممكن أن تعمم على الأفراد المشتركون في هذه السلوكيات، قام اليونانيون القدماء كأبقراط وغيره بتقسيم الشخصيات إلى أربعة أصناف رئيسية؛ هي الدموي والصفراوي والبلغمي والسوداوي، لكن علم النفس الحديث رفض هذا التقسيم؛ فقد كان يعتمد على الأساس الفلسفي والتأملي وبعيداً عن الدراسات العلمية والتجريبية.
في أول القرن العشرين تمّ ظهور بعض الدراسات التي ساهمت في تقسيم الشخصية إلى؛ الشخصية الانبساطية والانطوائية؛ بحيث يتفرّع منها أنواع أخرى تقع بين هذين النوعين، مع تطوير الدراسات والاختبارات التي تختص بتحليل الشخصية وظهور العديد من الآراء العلمية، قام علماء النفس المعاصرون بالإجماع على أنّه من الصعب تصنيف الشخصيات الإنسانية في مجموعات ثابتة؛ حيثُ إنّه لكل فرد شخصيته المنفردة والتي يتميز بها ويتفاعل بموجبها مع المثيرات المختلفة.
مع الاختلاف الذي ظهر في الآراء، قام علم النفس بتصنيف الشخصية وتحليلها لأنماط وأنواع مختلفة؛ بحيث قام بالبحث عن كل تصنيف بجانب معين من جوانب الشخصية، فمثلاً يوجد تصنيفات استندت على الجانب السايكولوجي، أمّا أخرى فقد استندت على الجانب العاطفي أو السلوكي وغيرها الكثير، في ما يلي أهم هذه التصنيفات التي قسّمت شخصية الإنسان لأربعة أصناف أو أنماط على النحو التالي:

الشخصية المتفردة أو النمط المتفرد:

من أهم ما تمتاز به هذه الشخصية الدقة وإنجاز الأعمال في الوقت المناسب وعدم تأخيرها، فهي شخصية تتميّز بالسكون في معظم حالاتها، كما تمتاز بقلة الحديث وقلة المدح أو الامتنان وقلة التبسُّم، فهي شديدة والجفاء عند التعامل مع الآخرين؛ بحيث يقوم الأشخاص بالنفور من التعاطي مع أصحاب هذه الشخصية.

الشخصية التحليلية:

تتسم هذه الشخصية ببعض الصفات مثل الاهتمام بشكل كبير بالمعلومات الدقيقة في جميع المواقف، كذلك تمتلك القدرة على تحليل المعطيات والبيانات والأفكار وتفكيكها، لا تعطي أي جواب قبل طرح الأسئلة والاستفسارات، غالباً ما تكون هذه الشخصية مملّة وجادة في المعاملة أغلب الأحيان، إلّا أنّها تمتاز بالقدرة العالية على الإنجاز.

الشخصية التعبيرية:

تتسم الشخصية التعبيرية بالحنان ويبالغ الشخص في عرض الانفعالات كالسعادة والحزن، كما أنّها شخصية محبة للبهجة وتنشرها للمحيطين، تمتاز هذه الشخصية باتخاذ القرارات بشكل سريع ومبالغ فيه مع عدم حصولها على المعلومات التي تلزم، يمتلك الشخص التعبيري القدرة الكبيرة على التعبير عن الآراء والاتجاهات الشخصية، كما أنّه يمتاز بالإبداع والخيال الواسع والخصب الذي يُخرِج بدوره القدرات الإبداعية.

المصدر: علم النفس العام، هاني يحيى نصريعلم النفس، محمد حسن غانمعلم النفس، د.قدري حنفي


شارك المقالة: