كيف نربي طفل مستقل؟

اقرأ في هذا المقال


تربية الأطفال لا تنحصر في قيام الوالدين في تأمين مستلزمات الأطفال الأساسية المتمثلة في الطعام والشراب والدواء واللباس، وتقديم الدعم المعنوي المتمثل في قيام الوالدين بإظهار المودة والاحترام والاهتمام بمشاعر الأطفال فقط، وقيام الوالدين بإصدار الأوامر بل تتعدى هذه المجالات، من الضروري أن يهتم الوالدين في تربية طفل ذو شخصية مستقلة، قادر على مواكبة التطورات في المجتمع وعضو فعال في المجتمع.

الفرق بين الطفل الاتكالي والطفل المستقل:

الأطفال الاتكاليين يعتمدون في كافة أمورهم وأبسطها على غيرهم وبالأخص على الوالدين، في أغلب الأحيان يزيد الوالدين من إتكالية الأطفال، من خلال السيطرة على الأطفال، يعتقد الوالدين أنّ اعتماد الأطفال عليهم هذا جيد لأطفالهم فهم بذلك يتحكمون بهم، هذا اعتقاد خاطئ حيث أن الاتكالية تجعل من شخصية الأطفال ضعيفة ليس لهم أي رأي حتى في أبسط الأمور، الاتكالية تجعل الأطفال ينعزلون عن الآخرين بسبب ضعف شخصيتهم، وعدم قدرتهم على الاندماج في المجتمع وتكوين علاقات مع الأقران، أما بالنسبة للأطفال المستقلين، يعتمدون في كافة أمورهم على أنفسهم، منفصلون عن الوالدين، يتمتعون بشخصية قوية، لديهم القدرة على الانخراط في المجتمع وتكوين صداقات مع الأقران.

ما هي أسس تربية أطفال مستقلين؟

1- إظهار الوالدين مشاعر المودة والاحترام والاهتمام بالأطفال.
2- في حال قيام الأطفال بتصرفات جيدة، من الضروري أن يقوم الوالدين بمدح الأطفال، حتى تعزز ثقة الأطفال في أنفسهم.
3- قيام الوالدين بإعلام الأطفال أنهم قادرين على اتخاذ قرارات حياتهم بأنفسهم، حتى يشعروا بأنهم مستقلين عن الوالدين.

ما هي طرق تربية طفل يتمتع بالاستقلالية والثقة؟

1- مدح الأطفال والثناء عليهم: حيث يقوم الوالدين بمدح الطفل في حال قيامه بسلوكيات جيدة، مع الحرص على أن يكون المدح يتناسب مع المهمة التي قام بها الطفل، المدح أسلوب مناسب لبناء ثقة الأطفال بأنفسهم، في المقابل إنّ المبالغة في المدح والثناء على الطفل يترك الطفل في حيرة بشأن معايير الإنجاز والنجاح.

2- منح الأطفال مهام ومسؤوليات مناسبة لعمرهم: حيث يقوم الوالدين تكليف الطفل بأعمال معينه مع الحرص أن تكون هذه الأعمال تتناسب مع عمر الطفل، عندما يُكلف الوالدين الطفل بمهمات محددة يتعلم الطفل هنا تحمل المسؤولية، بالتالي تكوين شخصية مستقلة معتمدة على نفسها.

3- إدراك الأهل أن الطفل لن يكون مُبدعاً في كل شيء: حيث أنه من المهم أن يعي الوالدين أن الطفل لن يكون مُبدع في كافة المجالات، مع الحرص الوالدين على توعية الطفل بأنّ لكل شخص لديه نقاط قوة ونقاط ضعف، من الضروري أن يتقبل الطفل نقاط الضعف لديه، حيث أنه عندما يتقبل الطفل نقاط ضعفه يتقبل الطفل الأشخاص الآخرين على اختلافهم، وبالتالي تقوى شخصية الطفل ويصبح ذو شخصية مستقلة.

4- ترك مساحة خاصة بالطفل: من الضروري أن يسمح الوالدين للطفل بمواجهة مشكلاته بنفسه، وعدم التدخل في قراراته، حتى يستطيع الطفل تحمل مسؤولية القرارات التي يصدرها بنفسه، بالتالي بناء شخصية مستقلة قادرة على مواجهة تحديات الحياة.

5- ترك الطفل يجرب الفشل: في حال فشل الطفل يشعر الوالدين بالإحباط، ويحاول الوالدين السعي إلى تصحيح الموقف، لكن في حال محاولة الوالدين التدخل يزيد من أهمية هذا الحدث وتأثيره على نفسية الطفل، لذلك يجب على الوالدين تجاهل هذا الفشل، مع ضرورة أن يُخبر الوالدين الطفل بأنّ الفشل ليس نهاية الحياة بل هو أول خطوة من خطوات النجاح، عندما يُجرب الطفل مشاعر الفشل والإحباط يتعلم المحاولة والاعتماد على نفسه، بالتالي تكوين شخصية مستقلة لديه.

6- بناء مهارات الطفل الاجتماعية: من المهم أن يغرس الوالدين قيم التعاون والتشارك ومساعدة الآخرين في شخصية الطفل، حتى يستطيع الطفل الإنخراط في المجتمع وبناء علاقات وتكوين صداقات، حيث أن المهارات الاجتماعية تعزز علاقة الطفل بغيره بالتالي تصبح شخصيته أقوى.

7- إعطاء الطفل فرصة للإبداع واللعب: من المهم أن يعطي الوالدين للطفل مجال لإظهار الإبداع وإظهار كافة المهارات التي يمتلكها الطفل، عندما يعطي الوالدين الطفل الحرية في اللعب، يستكشف الطفل العالم ويعزز مهاراته وينمي مواهبه بالتالي تنمية شخصيته.

8- السماح للطفل باتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية: في حال قيام الوالدين بالسماح للطفل باتخاذ القرارات بنفسه سوف تتطور مهارات اتخاذ القرار لديه، حيث أنّ مهارات اتخاذ القرار من أهم المهارات التي تساعد الطفل في حياته، مهارات اتخاذ القرار تُعلم الطفل الاعتماد على نفسه وتحمل المسؤولية.

المصدر: الأم تعرف أكثر من الجميع، أليس كالهان، 2015مدخل إلى رياض الأطفال، أمل خلف، 2005علم النفس الاجتماعي، أحمد علي حبيبالتربية في رياض الأطفال، عدنان عارف، 2000


شارك المقالة: