كيف نقدم الدعم النفسي الأولي للمصدومين؟

اقرأ في هذا المقال


كثير من المواقف تحدث مع المقربين ووجدنا أنفسنا نتساءل بعدها عمّا يمكننا أن تقدمه لهم، في الواقع يوجد الكثير من الأمور التي يمكن أننقدمها، مثل الإسعافات الأولية التي يمكن للجميع أن يكتسبها، فهناك ما يمكن تسميته بالإسعاف النفسي الأولي، هو القليل الذي يقوم بنزع فتيل الأزمة والذي قد يساعد في الوقاية ضد الكثير من الاضطرابات النفسية كالاكتئاب، كما أنه قليل في الجهد المطلوب لكنه يمثّل الكثير بالنسبة للآخر في موضع الاحتياج.

مهارات الدعم النفسي الأولي للمصدومين:

يوجد العديد من المهارات القابلة للاكتساب، التي يعتمد عليها تقديم الدعم النفسي الأولي، أهمها هو الإنصات، كتصوير الفرق بين الشخصية الداعمة والبقية كالفرق بين الفيل والغراب، فأهم ما يميز الفيل هو أذناه وخرطومه (الاستماع والإحساس)، بينما أهم ما يميز الغراب منقاره وسرعة خطواته (التسرّع بتقديم النصح أو عرض الحلول).

  • الاستماع: إنّ الاستماع من الحواس الفطرية، لكنّ الإنصات تعتبر مهارة تحتاج إلى تدريب مكثّف من هضم النفس، يشمل الإنصات الاستماع لكل منطوق ولغير المنطوق، بشكل تدريجي ندرك أنّ أقل الكلام هو القدر المنطوق باللسان، أهم ما يحتاج إليه الشخص هو شخص يمكنه أن ينصت لما نعجز عن قوله.
  • التوقف عن الحكم: دائماً ما سيكون هناك من التفاصيل ما لا يكفي مجرد السرد لعرضها، حيث سيقفز لدينا الحكم المسبق بغرض مساعدتنا لتكوين صورة كاملة عن الآخر مستعينين بأدواتنا، كما دائماً سيكون علينا تنحية خبراتنا جانباً لنسمح للآخر برسم صورته الكاملة بأدواته هو، لذلك في مجال الدعم النفسي يتم استعمال مصطلح “لخبرة للتعبير عن القصة التي نستمع لها من طالبي الدعم.
  • القبول: يجب أن نقبل الآخر كما هو، طبقاً لمدرسة العلاج الإنساني فإنّ الفرد يدرك داخله مواطن العطب ويميل إلى إصلاح نفسه بنفسه، لكن هذا التفاعل كثيراً ما يحتاج إلى بيئة تفاعل وعامل حفاز، تكون البيئة القابلة بغير شرط هي المناسبة لإجراء هذا التفاعل، بينما يكون العامل الحفّاز هو آخر يرانا بينما ننمو ويصدق في قدرتنا على النمو ويقبل مسيرتنا بالكامل، لكن العقبة أنّنا نخلط بين القبول والرّضا، فالرّضا اختيار أمّا القبول فهو حق فطري للجميع.
  • التواجد: لابد أنْ أقر أن المواجدة هي أكثر مبادئ الدعم صعوبة، فهي موهبة لكن يمكن اكتسابها بالتدريب، تعني أن نشعر داخل الآخر، فهي لا تعني أن نضع أنفسنا مكان الآخر، وإنّما أن نتفهم الآخر كما لو نحن بظروفه ومنظوره للعالم واحتياجاته، بينما التعاطف في المقابل هو أن نضع أنفسنا بظروفه في موضعه وهنا سننظر لمشكلته بمنظورنا وهو لا يحتاج إلى ذلك.

المصدر: الصدمة النفسية، أحمد محمد عبد الخالقالصدمة النفسية، عدنان حب اللهالضغوط والأزمات النفسية، فاطمة النوايسة


شارك المقالة: