كيف يكشف المرشد فاعلية الخطة العلاجية في العملية الإرشادي؟

اقرأ في هذا المقال


كيف يكشف المرشد فاعلية الخطة العلاجية في العملية الإرشادية؟

لا يقتصر عمل المرشد النفسي على تنفيذ الأهداف والخطط الاستراتيجية فقط، وغنما يتجاوز ذلك إلى مرحلة تقييم أداء وفاعلية الخطة الاستراتيجية التي تمّ تنفيذها على أحد المسترشدين، ومعرفة فيما إذا كانت هذه الخطّة العلاجية قد حقّقت النتائج المرجوّة والاهداف المطلوبة، وهل تمّ تنفيذ جميع الخطوات التي تم الاتفاق عليها بصورة مسبقة بالتوافق مع المسترشد كما هو مطلوب، أم أنّ هناك عقبات ظهرت وعملت على تأخر تنفيذ الخطّة العلاجية؟

ما دور المرشد في تقييم فاعلية الخطة الاستراتيجية الإرشادية؟

إنّ تنفيذ متطلبات الإرشاد النفسي ليست بالأمر الهيّن، ويعتبر تقييم الأداء من المراحل الهامة في العمل الإرشادي بل هو من يقوم على إعطاء المرشد المؤشرات الدقيقة على نجاح العملية الإرشادية من فشلها، وهذا الأمر يمنح المرشد على معرفة فاعلية الخطة الاستراتيجية الإرشادية التي تمّ تنفيذها إن كان قد تناسبت مع اهداف الخطّة العلاجية أم لا؟ وبالتالي البحث عن بدائل وخطط أكثر قريباً من الخطط القديمة.

يقوم المرشدون النفسيون على تقييم مدى فاعلية الخطة الاستراتيجية التي تمّ تنفيذها على شخصية المسترشد من خلال الدراسات التجريبية، ليتم من خلالها مقارنة النتائج التي تمّ الحصول عليها جرّاء استخدام الاستراتيجيات المختلفة، ويتم تقييم هذا الأمر من خلال المقارنة بين مسترشدين اثنين يعانيان من نفس المشكلة الإرشادية، وتم التعامل معهما من خلال تنفذ استراتيجيتين إرشاديتين مختلفتين، بحيث يتمّ مقارنة النتائج التي تمّ الحصول عليها جرّاء تنفيذ كلّ استراتيجية، ومعرفة أبرز الإيجابيات والسلبيات، وكيف هي المشاعر والسلوكيات التي تغيّرت لدى المسترشد في كلا الحالتين.

كيف يعرف المرشد مدى فاعلية الخطة الإرشادية؟

ومن خلال هذه المقارنة يتمّ عرض نسبة مئوية لكلّ استراتيجية ومعرفة مدى تحقيقها للأهداف الإرشادية، ويتم استبدال الخطة الاستراتيجية الأكثر أخطاء وعدم تحقيق لما هو مطلوب بالخطة الاستراتيجية الأخرى، وعرض هذه النتائج على المسترشد ليكون بصورة الحدث، وحثّه على الخضوع لخطة استراتيجية علاجية أخرى عوضاً عن الأولى التي تمّ اختيارها ولم تعطي النتائج المرجوّة، بحيث يكون المرشد مقنعاً في طريقة إقناعه للمسترشد في الاستمرار بالعملية الإرشادية وعدم اليأس أو فقدان الثقة بها، وأن علم النفس علم يقوم على الفرضيات التي قد لا تنجح في بعض الأحيان، ولكن من الممكن تلافي الأخطاء واستبدالها بأخرى أكثر فاعلية.

المصدر: أساسيات الإرشاد النفسي والتربوي، عبدالله أبو زعيزع، 2009. الإرشاد النفسي لأسر الأطفال غي العاديين، دكتور مصطفى حسن أحمد، 1996. الإرشاد النفسي عبر مراحل العمر، الأستاذ محمد ملحم، 2015. الإرشاد النفسي للصغار والكبار، عبد الرقيب أحمد البحيري.


شارك المقالة: