هل يمكننا إخفاء مشاعرنا باستخدام لغة الجسد؟

اقرأ في هذا المقال


عادةً ما تعبّر لغة أجسادنا عن حالة الخوف أو الحزن أو الفرح أو الغضب الذي نشعر به، دون حتى التفوّه بأية كلمة، فوجوهنا وأعيننا وباقي أعضاء جسدنا تعمل بشكل لا إرادي للتعبير عن هذه المشاعر، ولكن يقوم بعضنا في كثير من الأحيان بتصنّع لغة جسد على شكل تنكّري للتعبير عن حالة تتناسب مع موقف الفرح أو الحزن أو الغضب الذي يمرّ به.

دلالة لغة الجسد على الشعور بالحيرة والإحساس بالقلق:

عندما نشعر بالحيرة ونحسّ بالقلق، فإن هذه المشاعر لا يمكن لنا إخفاؤها وإذا قمنا بإخفائها سيكون الأمر نسبياً، وستنكشف حقيقتنا في نهاية الأمر، فنحن نتحرك بصورة لا إرادية ونقوم بتحريك أيدينا ووجوهنا كئيبة ونقوم بالإبتسام بشكل متصنّع، وكلما ازداد قلقنا إزدادت وتيرة لغة الجسد التي تعبّر عن حالتنا.

أحياناً، يكون من السهل فهم مجموعة من دلالات لغة الجسد على أنها تشير إلى شيء مختلف عمّا تدلّ عليه في الحقيقة، كما هي الحال عند تفسير سبب الجلوس في وضع الاسترخاء أو استخدام لغة جسد محايدة لا تدلّ على أي شيء، فنحن أحياناً نصطنع أننا منتبهين لما يقوله الطرف الآخر وأننا نستمتع بكلامه، على الرغم من أنّ لغة الجسد الخاصة بنا تقول غير ذلك، ويمكننا في كثير من الأحيان تنكّر القيام بهذه الأمور للتعبير عن الحالة التي تتناسب مع الموقف الذي نمرّ به.

هل يمكن إخفاء المشاعر الحقيقية باستخدام لغة الجسد؟

من المؤسف أن هناك الكثير من الأشخاص ممّن يرغبون في إظهار أنفسهم وكأنهم رؤساء وقادة واثقين من أنفسهم، معتقدين أنّ ذلك قد يؤهلهم للحصول على ترقية، قد لا يؤهّل للحصول عليها شخصاً أقلّ ثقة وأكثر تردداً، وهذ التنكّر إن لم يرافقه خبرة كبيرة في هذا المجال، خاصة في التمكّن من إدارة لغة الجسد بما يتناسب مع الزمان والمكان والشخوص، يكشف صاحبه في نهاية الأمر.

من السهل علينا ملاحظة إخفاء المشاعر إذا كنّا ممّن يستطيعون الانتباه للحركات المتوالية التي تأتي في شكل مجموعات، فالكثير من الإشارات أو الحركات السريعة التي تتكرّر في شكل مجموعات على فترات زمنية معينة، من العلامات التي تدلّ على الخداع وعدم الوضوح، ومن العلامات التي تدلّ على هذا الأمر انتصاب القامة عند الوقوف، فهي تجعلنا غير واثقين من دلالتها؛ هل تدلّ على الاسترخاء أم على التكبّر والغرور؟

إنّ الحوار بمصطلحات لها علاقة بالعمل، من أساليب التنكّر التي لا تدلّ على حقيقة ما يفكّر به المتحدّث وخاصة إذا كانت مصحوبة بالعلامات التي تدل على الكذب، فإذا سمعنا مصطلحات إدراية عليا من أحد الأشخاص، مثل صافي الربح أو الخسارة أو نسبة الربح، فإننا نستمع إلى شخص مصطنع يريد الترقي في منصبه، وليس إلى شخص يقول حقيقة ما يفكّر فيه.

المصدر: لغة الجسد في القرآن الكريم، الدكتور عودة عبدالله.ما يقوله كل جسد، جونافارو، 2010.لغة الجسد النفسية، جوزيف ميسينجر.لغة الجسد، بيتر كلينتون، 2010.


شارك المقالة: