لماذا يعتبر إخفاء المشاعر الحقيقية مضر بالصحة النفسية

اقرأ في هذا المقال


العديد من الأشخاص قاموا بارتداء قناع فوق وجوههم لإخفاء الهوايات أو المشاعر الحقيقية من خلال قمع أفكارهم أو التصرف بأسلوب معين، بعض هذه الأقنعة مرغوبة والبعض الآخر غير مرغوبة، البعض يضطرون إلى ارتدائها للتعايش مع الحياة، والبعض الآخر يرتدونها طواعية ويخشون خلعها.

لماذا يعتبر إخفاء المشاعر الحقيقية مضر بالصحة النفسية

يحث بعض الخبراء على أن يكونوا أنفسهم الأصلية من أجل الصحة العقلية والنفسية والسلامة الشخصية؛ فإن تمويه النفس تعني أن يكون الشخص زائف، ولكن يدعم البعض الآخر قدر من قمع الأشخاص أنفسهم الحقيقية عندما يكونوا في الخارج؛ ويأسفون على الكمية الكبيرة من الصدق والحقيقة في الحياة العامة.

ففي بعض المجالات المناسبة، يمكن أن يكون إخفاء الذات الأصلية أمر صحي ومريح، ولكن عندما يكون الإخفاء جزء أساسي ودائماً من العمل أو الحياة، فيكون أمر خاطئ ومن الصعب ارتداء القناع كل أيام الأسبوع، لهذا ينبغي رفع الأقنعة في النهاية، بالرغم من وجود حرية وراء القناع فإن إخفاء الشخص نفسه يقي من نقد الآخرين، لكن هذا الأمر غير صحي.

إخفاء المشاعر والأفكار يصبح مشكلة في حال كان غير طوعي، ففي كثير من الحالات يشعر الشخص بأنه مضطر لإخفاء مشاعره الحقيقية، خاصة عندما تكون سلبية، لكن يصعب الحفاظ على هذا القناع مثل الابتسامة التي تكون على مضيفي الطيران والذي يطُلب منهم الابتسام للركاب بغض النظر عما يشعرون به.

وفي الواقع، إخفاء المشاعر الحقيقية يمكن أن يفرض على الشخص خسائر، في إحدى الدراسات، طلب علماء النفس من المشاركين أن يدافعوا عن أنفسهم عندما يكون الناس وأن يبقوا مهذبين وودودين مهما حصل، عانى أولئك في المجموعة الثانية من ارتفاع ضغط الدم والإجهاد القلبي مقارنة بالمجموعة الأولى.

لا شك أن هذا إرهاق جسدي وعاطفي، وسوف يكون رضا الشخص عن حياته يختفي ليس بسبب الجهد الذي يقوم ببذله لبيان عكس حقيقة مشاعره فقط، ولكن أيضاً لأنه لا يُسمح له أبداً بدمج نفسه بالكامل في حياته المهنية أو العاطفية.

قواعد استخدام إخفاء المشاعر وإظهارها بأساليب صحية

1- أخذ استراحة من الذات، جميع الإجازات الجيدة تشترك في عنصر واحد إنها تجعل مسؤوليات الشخص وجداوله الصارمة تتوقف لبعض الوقت، حتى يتمكن من الراحة دون مضايقات من التزاماته، نفس الفكرة تنطبق على أن يكون الشخص نفسه، فإن الطاقة المطلوبة من الشخص للحفاظ على هويته ونفسه الأصلية أكبر مما يدرك، وسوف يكون إيجاد أسلوب للتخلي عنها بانتظام يمكن أن يساعد على إعادة الشحن، ويعتبر الانخراط في أنشطة مثل الترفيه الجماعي أسلوب سهل لأخذ إجازة من الذات، السر هو تحرير الذات من القيود الخاصة.

2- تأكد الشخص من أنه يحب ما وراء أقنعته بقدر ما يكون الحفاظ على القناع متعب، فقد يكون تركه أمر مرعب إذا كان الشخص لا يحب ما يخفيه. فلربما يخجل من تحمل الغضب والعداء، أو الحزن الذي يخفيه داخله وفي مثل هذه الحالات يعني البقاء ملثم فقدان الفرصة لمواجهة الواقع وإجراء بعض التغييرات الإيجابية، يمكن تغيير السمات الشخصية التي لا يحبها الشخص في نفسه، لكن القيام بهذا يتطلب الصدق والتدخل الواعي.

المصدر: الاضطرابات النفسية، د. محمد حسن غانم، 2014كيف تكتشف اضطراباتك الشخصية، د. إمتياز نادر، 2017شخصيات مضطربة، ارق حسن، 2020الطب النفسي المعاصر، احمد عكاشة، 2019


شارك المقالة: