لماذا لا يستطيع بعض الطلاب استرجاع المعلومات؟

اقرأ في هذا المقال


إنَّ عملية فهم واستيعاب المادة التعلمية من عدم فهمها تجعلنا نتساءل لماذا لا يستطيع بعض التلاميذ التمكن من استرجاع مضمون الدروس على الرغم من قيامهم بنشاط عقلي ذهني، إنَّ هذا السؤال يدفعنا إلى القيام بالتحدث عن نوع آخر من أنواع النشاط الذهني الذي يقوم به الطلاب الذين لا يحصلون على نتائج مُرضية ومقبولة في أغلب الأحيان.

ما هي الأوساط التى يتم فيها تخزين المعلومات لدى الطلاب في عملية التعلم؟

إنَّ عملية تخزين وحفظ المعلومات تتم من خلال وسطين:

الوسط اللفظي: وفي هذا الوسط يتم فيه تخزين المعلومات التي حفظت غيباً والمعلومات التي لم يتم ترجمتها ونقلها إلى صور ذهنية.

الوسط الدلالي: وفي هذا الوسط يتم فيه تخزين المادة التعلمية التي تمَّ فهمها واستيعابها وترميزها وترجمتها على شكل صور ذهنية.

تخزين المعلومات لدى الطلاب في عملية التعلم؟

عندما يقوم الطالب بعملية حفظ المادة الدراسية غيباً، وبدون إيجاد أي علاقة مرتبطة بين المعلومات التي تمَّ فهمها و استيعابها في فترة سابقة والمعلومات التي هو بصدد دراستها، يتم تخزين المعلومات في الوسط اللفظي، إنَّ طبيعة وآلية النشاط الذهني الذي يقوم به الطالب في هذه الحالة لا يتمكن التلميذ من استرجاع المعلومات والاستفادة منها في فترة ومرحلة متطورة ومتقدمة من التعليم.

إنَّ التلميذ الذي يعتمد ويرتكز فقط في دراسته على عملية الحفظ غيباً يجد نفسه بأنَّه لا يقدر على استيعاب وفهم محتوى الدروس، ومن هنا تظهر وتتوضح أسباب فشل الطلاب الذين يمضون أوقات طويلة في المذاكرة والدراسة دون الحصول على نتائج مقبولة ومُرضية، أمّا إذا كان النشاط الذهني الذي يقوم به الطالب يُقصد منه إلى فهم واستيعاب المادة العلمية يتوصل الطالب بذلك إلى تكوين صور ذهنية يمكن حفظها في الوسط الدلالي.

وإنَّ الاعتماد والتركيز على هذه الطريقة أو الأسلوب في التعلم، هو الذي يعطي ويقدم أفضل النتائج بشرط أن يقوم الطالب بعملية المراجعة لما تعلمه بطريقة علمية؛ ولأن عملية المراجعة تجعل المعلومات في وضع وحالة يسهل استدعاؤها واسترجاعها عند الحاجة ووضعها في الذاكرة قريبة الأجل؛ ليتم من خلال ذلك توظيفها لفهم واستيعاب المادة اللاحقة.

المصدر: استراتيجيات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر.تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة.طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 2005-1425.


شارك المقالة: