لماذا يتم استخدام اختبار الإدراك الموضوعي؟

اقرأ في هذا المقال


اختبار الإدراك الموضوعي:

هو نوع من الاختبار الإسقاطي الذي يتضمن وصف المشاهد الغامضة، بحيث يعرف باسم تقنية تفسير الصور، وقد طوره عالما النفس الأمريكيين هنري إيه موراي وكريستينا دي مورغان في جامعة هارفارد في ثلاثينيات القرن الماضي، وحتى الآن يعد اختبار الإدراك الموضوعي أحد أكثر اختبارات الشخصية التي تم بحثها واستخدامها سريريًا.

يعتبر اختبار الإدراك الموضوعي وسيلة إلقاء تعليمي نظري بحيث يتم تقديم للفرد العديد من الصور التي تشبه مفاهيم ومواضيه تنسب للواقعية، ثم يُطلب من الفرد إلقاء قصة تربط بين كل الصور، وتستعمل هذه الوسيلة لتقدير قدرة الشخص على تفسير وبناء الواقع.

يعتبر اختبار الإدراك الموضوعي اداة نفسية إسقاطية نشأ وتحسن بعد الحرب العالمية الثانية بحيث كان مهم وذو فائدة أفضل من قبل المرشدين النفسيين لتقدير وتشخيص الأفراد المضطربين ، وفي وقت آخر من سبعينيات القرن الماضي تم تشجيع علماء النفس على استخدام هذا الاختبار لمساعدة عملائهم على فهم أنفسهم بشكل أفضل وتحفيز النمو الشخصي.

ويرمي اختبار الإدراك الموضوعي إلى تقدير وتشخيص أشكال التفكير والظروف والقدرة على المراقبة وردود الفعل الانفعالية لمواد الاختبار الصعبة، التي تتمثل في العديد من البطاقات التي تمثل الشخصيات البشرية في فئات متباينة من البيئات والظروف، ويُطلب من الشخص سرد قصة عن كل صورة

كيف يعمل اختبار الإدراك الموضوعي؟

يحتوي اختبار الإدراك الموضوعي تقديم العديد من بطاقات الصور على الأفراد التي تصور فئات متباينة من الشخصيات غير المعروفة التي قد تشمل الرجال والنساء أو الأطفال والمشاهد والمواقف،ثم يُطلب منهم سرد قصة درامية قدر الإمكان لكل صورة مقدمة.

بما في ذلك ما أدى إلى الحدث المعروض، وماذا يحدث في المشهد، وخواطر ومشاعر الشخصيات، ونتيجة القصة، ويتضمن الإصدار الكامل من 31 بطاقة، بحيث أوصى موراي في الأصل باستخدام ما يقرب من 20 بطاقة واختيار تلك التي تصور شخصيات مشابهة للموضوع.

في الوقت الحالي يستخدم العديد من الممارسين فقط ما بين 5 و 12 بطاقة، وغالبًا ما يتم اختيارها لأن الفاحص يشعر أن المشهد يتوافق مع احتياجات العميل ووضعه، ويستخدم الممارسين أفضل أحكامهم عند اختيار المشاهد من أجل تحديد المشاهد التي من المرجح أن تستخرج معلومات مفيدة من المستفتى.

لماذا يتم استخدام اختبار الإدراك الموضوعي؟

يمكن للمعالجين استخدام اختبار الإدراك الموضوعي بعدة طرق مختلفة، وللعديد من الأسباب بحيث تتمثل استخدامات اختبار الإدراك الموضوعي من خلال ما يلي:

معرفة المزيد عن الفرد:

بهذه الطريقة يكون اختبار الإدراك الموضوعي بمثابة كاسر الجليد مع توفير معلومات مفيدة حول الصراعات العاطفية المحتملة التي قد تكون لدى العميل.

مساعدة الأفراد على التصريح عن مشاعرهم:

غالبًا ما يتم استخدام اختبار الإدراك الموضوعي كأداة علاجية للسماح للعملاء بالتصريح عن مشاعرهم بطريقة غير مباشرة، فقد لا يكون العميل قادرًا بعد على التعبير عن شعور معين بشكل مباشر، ولكن قد يكون قادرًا على تحديد المشاعر عند النظر إليها من منظور خارجي.

استكشاف الموضوعات المتعلقة بتجارب حياة الفرد:

قد يفسر العملاء الذين يتعاملون مع مشاكل مثل فقدان الوظيفة أو الطلاق أو القضايا الصحية المشاهد الغامضة والمتعلقة بظروفهم الفريدة، مما يسمح باستكشاف أعمق خلال مسار العلاج.

تقييم فرد معين للحالات النفسية:

يُستخدم اختبار الإدراك الموضوعي أحيانًا كأداة لتقدير اضطرابات الشخصية أو التفكير.

تحليل وتشخيص المشتبه بهم في الجنايات:

قد يقوم بعض الموجهين النفسيين بإجراء اختبار الإدراك الموضوعي على المجرمين لتقدير مستوى مخاطر العودة إلى العمل السيء أو لتركيز ما إذا كان الفرد يرتبط مع ملف تعريف المشتبه في ارتكابه جرم.

فحص المرشحين للوظيفة:

يستخدم اختبار الإدراك الموضوعي أحيانًا لتحديد ما إذا كان الأشخاص مناسبين لأدوار مهنية معينة، لا سيما المواقف التي تتطلب التعامل مع الإجهاد وتقييم المواقف الغامضة مثل القيادة العسكرية ومواقف إنفاذ القانون.

انتقادات اختبار الإدراك الموضوعي:

غالبًا ما يتم انتقاد اختبار الإدراك الموضوعي لعدم توحيدها، مما يعني عدم وجود قواعد للإدارة أو نظام تسجيل رسمي، وغالبًا ما يختلف الموجهين النفسيين في كيفية إجراء الاختبار، بالإضافة إلى ذلك، يستخدم عدد قليل من الممارسين نظام تسجيل النقاط المعقد ويعتمدون بدلاً من ذلك على تفسيرهم الذاتي وآرائهم السريرية.

على سبيل المثال، حتى إذا استخدم المرشد النفسي نفس نظام التسجيل، فقد يستخدم بطاقات مختلفة أو عددًا مختلفًا من البطاقات، وهذا يجعل من الصعب للغاية الحصول على تقديرات من موثوقية و صحة، أي هناك مشكلة من حيث الصدق والثبات في اختبار الإدراك الموضوعي ويكاد يكون من المستحيل مقارنة النتائج.

أهمية اختبار الإدراك الموضوعي:

يعتبر اختبار الإدراك الموضوعي من الاختبارات الاسقاطية الهامة في مجال علم النفس ولجميع التوجيهات النفسية والسريرية، بحيث تتمثل أهمية اختبار الإدراك الموضوعي من خلال ما يلي:

1- معرفة المزيد عن الشخص وأحواله.

2- مساعدة الأفراد على الإفصاح عن أحاسيسهم.

3- الكشف عن أهم الموضوعات المرتبطة بتجارب وخبرات الأفراد في مجالات الحياة المختلفة مثل فقدان شخص قريب أو الطلاق وغيرها.

4- تشخيص الوضع النفسي للفرد، وكذلك تمييز اضطرابات الشخصية أو الذاكرة.

5- مهم بالنسبة لأصحاب العمل المهني من حيث الاختيار المهني الأفضل للمرشحين من الموظفين.

سمات اختبار الإدراك الموضوعي:

يتميز اختبار الإدراك الموضوعي بالعديد من الصفات والسمات أدى إلى أن يكون اهتمام لدى الكثير من علماء النفس ومجالاته علم النفس المتنوعة، وتتمثل سمات اختبار الإدراك الموضوعي من خلال ما يلي:

الاستطلاع:

يوفر هذا الاختبار استطلاعاً كبير لشخصية الشخص وسلوكه في العديد من المجالات.

كسر الجليد:

يمكن معرفة المزيد عن الفرد الذي لا يرغب بالكلام او الخجول أو المتردد عبر هذا الاختبار كونه بمثابة مفتاح المعرفة، حيث يزيل الحواجز مع الأفراد ويوفر معلومات مفيدة عنهم.

الكفاءة:

يعتبر هذا الاختبار ذو كفاءة عالية في اشتقاق بيانات تجاه نظرة الشخص للعالم ومواقفه تجاه ذاته والآخرين، بحيث تعتبر الميزة الرئيسية لهذا النوع من الاختبارات هو أن الشخص ليس على علم بما يقيمه الطبيب النفسي، وبهذه الطريقة يمكن الحصول على أي معلومات يريدها الطبيب والتغلب على أي عوائق دون أن يعلم الفرد.

الرسوخ:

يوجه ويعزز هذا الاختبار الشخص على التصرف والحياة بشخصيته الحقيقية وصراعاته اللاواعية بطريقة حرة وغير مقيدة.

المثيرات الخاصة باختبار الإدراك الموضوعي:

تتمثل المثيرات الخاصة باختبار الإدراك الموضوعي من خلال ما يلي:

1- المكان والبيئة الخاصة إجراء الاختبار.

2- مستوى أحاسيس الشخص عند التكلم عن القصص.

3- تصرفات الفرد خلال التكلم بوانعكاساته المتنوعة.

4- اللغات غير اللفظية التي تتمثل في لغة الجسد للفرد، مثل التأتأة أو التململ في المقعد.

5- وضع الفرد وخلفيته الثقافية والاجتماعية.

6- احتياجات ودوافع الفرد عند الاختبار والتي قد تتطور مع الزمن.

المصدر: علم النفس، محمد حسن غانم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.


شارك المقالة: