لماذا يعتبر الكذب أمر صعب في لغة الجسد؟

اقرأ في هذا المقال


لماذا يعتبر الكذب أمر صعب في لغة الجسد؟

إنّ الطريقة التي نشأنا عليها في استخدامنا للغة الجسد هي التي ستحدّد مسار شخصيتنا، ولعلّ لغة الجسد ليست لغة مكتسبة في كليّتها، فهي لغة يعتبر الجزء الأبرز فيها والأكثر إقناعاً هو الجزء المتعلّق بالغريزة أو الفطرة التي نشأنا عليها ووجدت معنا منذ مرحلة الطفولة، ولهذا مهما كنّا خبراء ومتمرّسين في لغة الجسد لا بدّ وأن تكون الحقيقة هي اللغة السائدة على تفاصيل لغة أجسادنا.

ما معنى أن تكون لغة الجسد غريزية؟

أن تكون لغة الجسد غريزية فهذا يعني أنه يصعب الخداع فيها، فمن يعتقد أنّه بارعاً في الكذب والخداع واستخدام لغة الجسد التي لا يمكن لأحد كشف حقيقتها فهو خاطئ، فلغة الجسد لم تعد حكراً على علماء السلوك وعلماء الحركة والفراسة فقط، بل أصبحت لغة رائجة في متناول الجميع بل ضرورة للقائد والمعلّم والمحاضر وحتى مندوبي المبيعات، وهذا الأمر يجعل من اللغة المستخدمة في اختلاق الأعذار والأكاذيب والخدع البهلوانية ذات حركات وإيماءات ومضامين واضحة في لغة الجسد لا تخفى على أحد.

لغة الجسد المتعلقة بالكذب يسهل قراءتها:

إنّ الإيماءات والحركات الخاصة بلغة الجسد المتعلّقة بالكذب، تعتبر من أسهل الإيماءات وضوحاً لدى الخبراء والمختصين في لغة الجسد وحتّى لدى العامة، لكون القائمة الخاصة بحركات وإيماءات الكذب والخداع أصبحت رائجة، فكلّ ما يتعلّق بمحاولة إخفاء أي عضو من أعضاء الجسم وخاصة الوجه يعتبر محاولة في اختلاق الأكاذيب والبحث عن الحلول اللاواقعية، بدءاً من تغطية الفم، إلى كثرة طرف العين، إلى حكّ مقدّمة الأنف، والمسك بالأذن، وفرك الرقبة، والعبث بالشعر، إلى غير ذلك من العلامات الواضحة في اختلاق الأكاذيب المتعلّقة بلغة الجسد.

لعل الكذب صعباً كونه لا يتعلّق بحركات إرادية كحركة اليد أو القدم، وإنما تتعلّق بتغيّر لون الوجه وحركة العين وخفقان القلب وسرعة التنفّس، فلغة الجسد ذات مضامين وحركات وإيماءات تصل إلى مليون حركة، وأصبح من السهل علينا قراءة بعض الأكاذيب أو محاولة كشف الخداع، لكون الغريزة تظهر في المواقف الصعبة التي يصعب إخفاءها مثل الغضب والحزن والقلق والتوتّر والخوف، وهذه المشاعر تتعلّق مباشرة بالعقل ولا يمكن تمثيلها بطريقة مغايرة لما يفكّر به العقل.

المصدر: لغة الجسد النفسية، جوزيف ميسنجير. لغة الجسد في القرآن الكريم، عوده عبداللة. ما يقوله كل جسد، جونافارو، 2010. لغة الجسد، بيتر كلينتون، 2010.


شارك المقالة: