ما تأثير نبرة الصوت على لغة الجسد السماعية؟

اقرأ في هذا المقال


ما تأثير نبرة الصوت على لغة الجسد السماعية؟

لغة الجسد نمط غير لفظي نستطيع من خلاله معرفة الأنماط السلوكية للأشخاص من خلال ملاحظة تعابير وجوههم، وحركات أجسامهم، إيماءاتهم، وهذا الأمر من شأنه أن يجعل من عنصر المقابلة ومشاهدة الطرف الآخر ورصد كافة الحركات الخاصة بلغة جسده كأمر أساسي، ولكن عندما يتعلّق الأمر ببرنامج عبر الراديو أو عبر الهاتف، فهل من الممكن أن يكون لتعابير الوجه أو حركات الجسد دور في إظهار لغة الجسد للآخرين؟ إنّ لغة الجسد هنا تتعلّق بنبرة الصوت فقط.

ما مدى أهمية نبرة الصوت في لغة الجسد السماعية؟

عندما نستمع إلى برنامج إذاعي غير مرئي الصورة، فإنّنا نستمتع بهذا البرنامج الإذاعي الذي اكتسب فيه مقدّم البرنامج صيتاً وشهرة واسعة، والسبب بذلك ليس لغة الجسد الخاصة بتعابير وجهه، ولا حركات جسده ولكن لغة جسده الخاصة بنبرة صوته التي استطاع من خلالها أن يتملّك قلوب المستمعين، وهذ الأمر نلحظه بشدّه لدى متابعتنا للمباريات الرياضية، حيث يمنحنا المعلّق الرياضي نبرة صوت جذّابة تشعرنا بأننا نعيش في حالة ترقّب وتشوّق بين طرفين، على الرغم من أنّ الموضوع لا يتعدّى كونه لعبة.

إنّ القدرة على تنويع نبرة الصوت المسموعة وإثباتها لدى المستمع، تعدّ من أبرز أدوات لغة الجسد وأكثرها دقّة ومهارة، حيث أنّ مقدمي البرامج ومقدّمي النشرات الإخبارية ومؤدي الأدوار السينمائية، يكتسبون شهرة تفوق المتوقّع بسب قدرتهم على إظهار لغة جسد مميّزة من خلال القدرة على تنويع نبرة صوتهم، بشكل يجعلهم نموذجاً في هذا المجال.

لغة الجسد الخاصة بنبرة الصوت تحتاج إلى الخبرة:

إن مهارات أخرى مستخدمة في لغة الجسد مثل إيماءات الجسد عامة تزيد من قدرتنا على الإقناع والتأثير في الآخرين، على العكس من ذلك عندما يتمّ الحديث عبر مذياع أو بشكل غير مرئي، فالتركيز كلّه يكون منصبّاً على الكلمات المتعلقة بلغة الجسد الخاصة بنبرة الصوت، فإذا ثبتت نبرة الصوت على نغمة واحدة سيفقد المتحدّث الكلمات وقوّتها وتأثيرها.

ولن يكون كلامه مقنعاً مهما كان موضوعياً حقيقياً، وهذا الأمر يجعل من موظفي الشركات والبنوك الكبرى قادرين على أن يجعلوا من نبرة صوتهم مهنية، واثقة، هادئة، مقنعة ومتنوّعة تتوافق مع نبرة صوت الطرف الآخر، كما أنّ نبرة الصوت هي ما يوضّح القصد الذي نخفيه وراء الكلام الذي نتلفّظ به سواء كان المتحدّث مرئياً أو غير مرئي.

المصدر: لغة الجسد في القرآن الكريم، الدكتور عودة عبدالله. لغة الجسد، بيتر كلينتون، 2010. ما يقوله كل جسد، جونافارو، 2010. لغة الجسد النفسية، جوزيف ميسينجر.


شارك المقالة: