ما هو اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

اقرأ في هذا المقال


يمثل الأطفال المصابون بضعف الانتباه وفرط الحركة والاندفاعية تحدياً من حيث التشخيص والعلاج، فعجز الانتباه وفرط الحركة والاندفاع سمات سلوكية تميز العديد من الأطفال بدرجات متفاوتة، ومن جانب آخر كثيراً ما تغيرت المقومات التي تحدد فيما إذا كانت هذه الأعراض تسبب اضطراباً، وحتى أن التغيير طال المفهوم الأساسي لهذا الاضطراب.

ما هو اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

تقدم الأبحاث دليل بأن العوامل العصبية الحيوية والوراثية تساهم في إحداث بعض الفروقات في هذه السمات لدى الأطفال، غير أن بعض الأبحاث ذكرت العوامل الأخرى المتصلة بالطفل والأسرة والمدرسة والمجتمع والتي تؤثر في هذه السمات السلوكية، فلا يقتصر التحدي بالنسبة للعاديين الذين يقيمون الطفل المصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة على تحديد فيما إذا كان مستوى عجز الانتباه وفرط الحركة والاندفاعية لدى الطفل يفوق كثيراً المستوى الطبيعي للأطفال ممن هم في مستواهم النمائي.

بل يتجاوز ذلك إلى الكشف عن العوامل الأخرى المتعلقة بالطفل والأسرة والمدرسة والمجتمع، والتي قد تكون مؤثرة في إحداث هذه الأعراض، فكلما تعمق فهم اختصاصي التشخيص لدور هذه العوامل بالنسبة لكل طفل، كلما تحسنت مقدرته وثقته في التشخيص والتوصية بالتدخلات العلاجية المناسبة للأطفال المصابين بعجز الانتباه وفرط الحركة والاندفاعية.

تزايد الاهتمام بسلوكيات التي لها علاقة بفرط الحركة وعجز الانتباه من الناحية الطبية، حيث تبين وجود مجموعة من المشكلات التي تؤثر على أدمغة الأطفال، وهذه الاضطرابات تعمل على حدوث مشكلات لدى الأطفال في السلوك والتعلم، ومن جانب آخر أنه في حالات الإصابة الدماغية البسيطة خلال الولادة، فإن الأعراض الأولية قد تزول بسرعة لكنها تظهر عند الأطفال عند تعلمهم دالة على وجود عجز ما.

وتواصل الاهتمام بتأثير إصابات الدماغ على السلوك، حيث بين النتائج إصابة مجموعة كبير من الأشخاص بعدوى التهاب الدماغ أو التهاب السحايا، مما لفت الانتباه إلى مشكلات السلوك التي أظهرها عدد كبير من الأشخاص بعد الإصابة، فقد اتصفت الاضطرابات السلوك لدى أولئك الأشخاص بالسلوك العدواني والتهيج والاندفاعية وفرط الحركة وعدم الاستقرار الوجداني.

وقد أيدت الدراسات الأخرى التي أجريت على الأفراد الذين لحقت بهم إصابات دماغية شديدة أو الأفراد المصابين باضطرابات دماغية عضوية أخرى، إلى الاعتقاد بأن هذه السلوكيات وإضافة إلى مجموعة من المشكلات التعلمية تميز الأفراد الذين تلحق بهم إصابات دماغية، ومن خلال دراسة كانت تهتم بدراسة الأفراد ذوي الإصابات الدماغية توصلت الدراسة، أن كل الأفراد الذين يظهرون هذه المشكلات السلوكية أو التعليمية تعرضوا إلى إصابات دماغية.

وقد كان يشار إلى أولئك الأطفال بأن لديهم تلف دماغي بسيط، إذ يعرف الخلل الدماغي البسيط على أنه اضطراب غير متجانس في خصائصه كان يشمل الأطفال ذوي الصعوبات التعليمية، وكذلك الأطفال المصابين بعجز الانتباه وفرط الحركة والاندفاعية، وقد أدت المحاولات إلى تقسيم الخلل الدماغي البسيط إلى فئات أصغر تتمتع بسمات أكثر انسجاماً إلى تمييز ذوي الإعاقات التعليمية عن ذوي مشكلات الانتباه وفرط الحركة والاندفاعية.

تم اعتبار عجز الانتباه والاندفاعية عرضين رئيسيين، أما الأشخاص الذين يظهر عليهم هذين العرضين فكان يشخصان على أنهم مصابان باضطراب عجز الانتباه، والأشخاص الذين يتبين لديهم هذه الأعراض مع فرط الحركة فكانوا يشخصون على أن لديهم اضطراب عجز الانتباه المصحوب بفرط الحركة، هذا وقد عارض منتقدو هذا الاتجاه هذا التعريف؛ بسبب عدم وجود إثباتات كافية التي تثبت وجود اضطرابين منفصلين.

ومن هنا تم الحديث عن اضطراب وحيد هو اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة الذي يتسم بقلة الانتباه والحركة الزائدة والاندفاعية، غير أنه يبدو أن الأبحاث اللاحقة تدعم فكرة وجود فئة من الأطفال تكمن مشكلتهم الأساسية في عجز الانتباه، واحتمال وجود فئة من الأطفال خصوصاً الأصغر سناً، تتمثل مشكلتهم الأساسية في فرط الحركة والاندفاعية.

فئات اضطراب عجز الانتباه المصحوب بفرط الحركة

1- اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة الذي تغلب عليه قلة الانتباه.

2- اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة لدى الأطفال حيث يسود فيه فرط الحركة والاندفاعية.

3- اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة فئة شاملة للأطفال المصابين بعجز الانتباه وفرط حركة واندفاعية على نحو شديد.

وفي الختام على الرغم من القبول الواسع لمفهوم الدليل التشخيصي والإحصائي لاضطراب عجز الانتباه المصحوب بفرط الحركة الذي يكون لدى الأفراد، يستمر الخلاف بين العلماء والمشخصين باعتبار هذا الاضطراب اضطرابا واحداً أو اضطرابات متعددة أو ليس اضطراباً مطلقاً.

المصدر: 1- عبد العزيز السرطاوي وأيمن خشان. اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة. الطبعة الأولى 2003. دار القلم للطباعة والنشر.2- خولا يحيى وماجدة عبيد. أنشطة للأطفال العاديين لذوي الاحتياجات الخاصة. دار المسيرة: عمان. الطبعة الأولى 2007.3- فاروق الروسان. مقدمة الاضطرابات اللغوية.دار الزهراء. الرياض. الطبعة الأولى.4- مراد عيسى ووليد خليفة وأحمد أحمد وطارق عبد النبي.الكمبيوتر وصعوبات التعلم. دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر. الإسكندرية. الطبعة الأولى 2006.


شارك المقالة: