ما هو التبرير في النجاح المعرفي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يعتبر شرط التبرير من أهم الشروط في النجاح المعرفي في علم النفس؛ لأنه يعبر عن أهم الأسباب التي تضمن المصداقية في المواقف والفرضيات المهمة في نظرية المعرفة، من حيث تقديم البيانات اللازمة لكل قضية معرفية وكل عمل يزيد من احتمالية النجاح المعرفي، حيث يبتعد التبرير في النجاح المعرفي عن مفهوم الحظ ليكون صحيحًا، أو قد يُعتقد أن اعتقاده صحيح ليس فقط بسبب الحظ إذا كان لهذا الاعتقاد احتمالية موضوعية عالية للحقيقة، أي إذا تمّ تشكيله أو استمراره من خلال عمليات أو كليات معرفية موثوقة.

ما هو التبرير في النجاح المعرفي في علم النفس

أيا كان ما ينطوي عليه معرفة حقيقة ما على وجه التحديد، فمن المُسلَّم به على نطاق واسع أن بعض نجاحاتنا المعرفية لا ترقى إلى مستوى المعرفة إلا بوجود ما يُعرف بالتبرير في النجاح المعرفي في علم النفس، على سبيل المثال قد يتصرف الفرد بطريقة لا يرقى إليها الشك من الناحية الفكرية، ومع ذلك ينتهي به الأمر إلى الاعتقاد بأن الأمر خاطئ، مثل وجود كل الأسباب التي تجعل الفرد يعتقد أن عيد ميلاده هو 15 يوليو مثلاً، فهو ينص على ذلك في شهادة ميلاده وجميع سجلاته الطبية.

بينما يصرّ كل فرد في عائلة وأسرة هذا الفرد على أن اليوم هو 15 يوليو، ومع ذلك إذا كانت كل هذه الأدلة ناتجة عن بعض الأخطاء في حفظ الوقت، فقد يكون اعتقادها بعيد ميلادها خاطئًا، على الرغم من كونه مبررًا تمامًا، فهذه المناقشات المتعلقة بطبيعة التبرير، يمكن فهمها على أنها مناقشات تتعلق بطبيعة النجاحات المعرفية التي لا تضمن المعرفة مثل تلك التي يتمتع بها الشخص ليوم ميلاده مع وجود المعرفة والأدلة أيضاً.

التبرير الأخلاقي وغير الأخلاقي في النجاح المعرفي

عندما نطبق كلمة تبرير في النجاح المعرفي في علم النفس فيكون هذا التبرير ليس على الأفعال والسلوكيات فقط بل على المعتقدات، فإذا كان الشخص له ما يبرره في الاعتقاد بأن الموقف الذي وقع به لم يكن مضطرًا للقيام بسلوكيات إجباريه تجاهه، بل يتجه لنوع الالتزامات ذات الصلة عندما يرغب في تقييم ما إذا كان الاعتقاد لديه وليس الفعل مبررًا أم غير مبرر.

في حين أننا عندما نُقيّم إجراءً ما، فإننا مهتمين بتقييم الفعل من وجهة نظر أخلاقية أو احترازية، وعندما يتعلق الأمر بالمعتقدات فإن المهم قد يكون شيئًا آخر، على سبيل المثال قد يكون السعي وراء الحقيقة أو الفهم أو المعرفة.

ومع ذلك ما الذي يجب أن نفعله بالضبط سعياً وراء بعض هذه الأهداف المعرفية المميزة؟ وفقًا لهذا يوجد الإجابة التي يفضلها دعاة الإثبات من علماء النفس حيث يجب أن نؤمن بالمبررات بما يتوافق مع أدلتنا، لكي تكون هذه الإجابة مفيدة نحتاج إلى سرد لما تتكون منه أدلتنا، وما يعنيه الإيمان والثقة بما يتوافق معها.

قد ينكر علماء نفس آخرين هذه الإجابة البينة لكنهم ما زالوا يقولون إن السعي وراء الأهداف المعرفية المميزة يستلزم أننا يجب أن نتبع المعايير المعرفية الصحيحة والقيام بإثباتها من خلال ما لدينا من أدلة، إذا كانت هذه الإجابة ستساعدنا في معرفة الالتزامات التي تفرضها علينا الأهداف المعرفية المميزة، فنحن بحاجة إلى الحصول على وصف لماهية المعايير المعرفية الصحيحة للتبرير في في النجاح المعرفي في علم النفس.

الفهم الأخلاقي لمفهوم التبرير في النجاح المعرفي في علم النفس شائع في الطريقة التي فكر بها الفلاسفة من علماء النفس مثل رينيه ديكارت وغيره في التبرير، ومع ذلك فقد تم مؤخرًا إبداء اعتراضين رئيسيين ضد تصور التبرير من الناحية الأخلاقية، أولاً قيل أن افتراض أنه يمكننا الحصول على درجة عالية بما فيه الكفاية من السيطرة على معتقداتنا، لكن المعتقدات يزعم هذا الاعتراض أنه لا تشبه الأفعال بل بالأحرى أشياء مثل عمليات حيوية في السلوكيات اللاإرادي.

الفكرة هي أن المعتقدات تنشأ فينا أو تحدث لنا، لذلك فإن المعتقدات ليست مناسبة للتقييم الأخلاقي، على هذا الاعتراض أجاب بعض المدافعين من علماء النفس عن التبرير الأخلاقي بأن عدم التحكم في معتقداتنا لا يمثل عقبة أمام التفكير في التبرير على أنه حالة أخلاقية، وجادل غيرهم بأننا لا نتمتع بقدر أقل من التحكم في معتقداتنا مما نتمتع به على أفعالنا المتعمدة.

حيث لا يمكن أن يكون التبرير الأخلاقي في النجاح المعرفي في علم النفس كافيًا للفرد ليكون له اعتقاد مبرر، عادة ما يتم دعم هذا الادعاء من خلال وصف الحالات التي تنطوي على مجتمع مظلم ومعزول ثقافيًا أو أفراد يعانون من نقص معرفي، ومنها تتضمن مثل هذه الحالات أشخاصًا تجعل قيودهم المعرفية من القضية أنهم ليسوا ملزمين بالامتناع عن الاعتقاد كما يفعلون، لكن قيودهم تجعلهم مع ذلك غير قادرين على تكوين معتقدات مبررة.

تبرير الثقة في النجاح المعرفي في علم النفس

سواء كان الاعتقاد مبررًا أو غير مبرر فهناك شيء يجعله كذلك، وفقًا لأدلة الإثبات في التبرير المعرفي فإن امتلاك الفرد الواثق للأدلة على أي شيء من موقف أو حدث سلوكي أو ظاهرة هو عبارة عن دليل قوي في النجاح المعرفي في علم النفس، ومع ذلك قد يقول بعض مؤيدي الأدلة في تبرير الثقة في النجاح المعرفي في علم النفس وإن لم يكن جميعهم أن تكون في تجربة تقدم المواقف على أنها تعتبر حقيقة، وفقًا لهذه الأدلة إذا شعر الشخص بألم نابض في رأسه فلديه دليل على أنه يعاني من الصداع.

غالبًا ما تتناقض الإثباتية مع الموثوقية في التبرير للثقة في النجاح المعرفي في علم النفس، وهي وجهة النظر القائلة بأن الاعتقاد مبرر من خلال ناتج عن مصدر موثوق، حيث يكون المصدر موثوقًا فقط في حالة ما إذا كان يؤدي في الغالب إلى معتقدات صحيحة، حيث يمكن للأشخاص المثقفين مثلاً أن يؤكدوا أيضًا أن التجارب في البحوث النفسية يمكن أن تكون مهمة لتبرير معتقداتهم.

ومع ذلك فإنهم ينكرون أن التبرير أساسًا مسألة امتلاك الخبرات المناسبة وخاصة في مفهوم الثقة والإيمان، بدلاً من ذلك يقولون هذه التجارب التي تتبع التبرير مهمة لتبرير معتقداتنا، ليس فقط بحكم كونها دليلًا يدعم تلك المعتقدات، ولكن بشكل أساسي، بحكم كونها جزءًا من المصدر الموثوق لتلك المعتقدات.

التبرير الداخلي مقابل الخارجي في النجاح المعرفي

أحياناً يتم تحديد التبرير في النجاح المعرفي في علم النفس فقط من خلال تلك العوامل الداخلية التي نشاركها مع أنفسنا من خلال أنماط التفكير المتعددة، هذا الرأي هو ما أصبح يسمى بالداخلية حول التبرير في النجاح المعرفي في علم النفس.

بينما تعتبر الخارجية هي ببساطة إنكار للداخلية في التبرير، بالنسبة للتبرير الخارجي فأن ما نريده من التبرير هو نوع احتمالية الحقيقة المطلوبة للمعرفة، والظروف الداخلية التي نشاركها علاقاتنا المتعددة لا تولد مثل هذا الاحتمال للحقيقة، لذا فإن التبرير ينطوي على ظروف خارجية.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف، 2015.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم، 1995.علم النفس العام، هاني يحيى نصري، 2005.علم النفس، محمد حسن غانم، 2004.


شارك المقالة: