ما هو الفرق بين القراءة النقدية والتفكير النقدي في التدريس التربوي؟

اقرأ في هذا المقال


ما هي القراءة النقدية في التدريس التربوي؟

أكثر السمات المميزة للقراءة النقدية هي أنّ المعلم سوف يكون قدرا على مجموعة من الأمور، وتتمثل هذه الأمور من خلال ما يلي:

  • فحص الأدلة أو الحجج المقدمة.
  • يتحقق من أي تأثيرات على الأدلة أو الحجج.
  • يتحقق من قيود تصميم الدراسة أو التركيز.
  • فحص التفسيرات المقدمة.
  • يقرر إلى أي مدى أنّه مستعد لقبول حجج المؤلفين أو آرائهم أو استنتاجاتهم.

لماذا نحتاج إلى اتباع نهج نقدي في القراءة؟

بغض النظر عن مدى الموضوعية أو التقنية أو العلمية للموضوع سوف يكون المؤلف أو المؤلفون قد اتخذوا العديد من القرارات أثناء عملية البحث والكتابة، وكل من هذه القرارات هو موضوع محتمل للفحص والنقاش وليس للقبول الأعمى.

يجب أن يكون مستعدًا للدخول في النقاش الأكاديمي وإجراء التقييم الخاص لمدى استعداده لقبول ما يقرأه، ولذلك فإن نقطة البداية العملية هي اعتبار أي شيء يقرأه ليس كحجة للكاتب، وعند أخذ نقطة البداية هذه ستكون جاهزًا للانخراط في القراءة النقدية.

لا يجب أن تكون القراءة النقدية كلها سلبية:

الهدف من القراءة النقدية ليس العثور على الخطأ ولكن تقييم قوة الدليل والحجة، ومن المفيد أيضًا استنتاج أن دراسة أو مقالًا يقدم أدلة قوية جدًا وحجة منطقية كما هو الحال في تحديد الدراسات أو المقالات الضعيفة.

وظائف القراءة النقدية في التدريس التربوي:

تشير القراءة النقدية عمومًا إلى القراءة في سياق علمي مع التركيز على تحديد النص أو وجهات نظر المؤلف والحجج والأدلة والتحيزات المحتملة والاستنتاجات.

تعني القراءة النقدية تقييم ما قرأته باستخدام معرفتك كعالم، يمكنك النظر إلى جودة الكتابة وجودة البحث وإقناع الحجج من بين أشياء أخرى.

القراءة النقدية هي عملية نشطة يقوم من خلالها الباحث بإجراء أسئلة صارمة ومنهجية على الأدبيات بهدف تقييم المصداقية والصلاحية.

في حين أن الاحتفاظ بالقراءة والفهم ينطويان على تذكر الأفكار الأساسية وفهمها، فإن القراءة النقدية تبدأ عملية اتخاذ الإجراءات، وانه لا يستوعب المعلومات فحسب بدلاً من ذلك فهو يقوم بتفسير وتصنيف واستجواب ووزن قيمة تلك المعلومات، بعبارة أخرى أنت منخرط في التفكير العالي المستوى والمراتب العليا لتصنيف بلوم.

يمكن للقراءة النقدية أن تخدم العديد من الوظائف، في بعض الأحيان تقوم بفحص نص ما بشكل نقدي لتحليله، وأحيانًا لمقارنته بنصوص أخرى، وأحيانًا لتقييمه، وكلما تقدمت أكثر في دراستك، تقرأ لكل هذه الأشياء في وقت واحد.

حيث أنّه هناك مجموعة من الوظائف التي تقوم على تأديتها القراءة النقدية في التدريس التربوي، وتتمثل هذه الوظائف من خلال ما يلي:

القراءة للتحليل:

يعني التحليل تقسيم النص إلى أجزائه لفهمه بشكل أفضل، وعندما تقرأ من أجل التحليل تلاحظ مكونات النص وكيف تعمل معًا، وأثناء فحص هذه المكونات تقوم بعمل استدلالات وتفسير رسالة النص كل من الرسالة العلنية والرسالة الدقيقة أو المخفية، اسأل نفسك أسئلة مثل هذه أثناء القراءة:

الجمهور والغرض، من هو الجمهور المستهدف؟ مثل العلماء والأكاديميين والمتعلمين العاديين وعامة السكان، وما هو هدف المؤلف؟ على سبيل المثال للإعلام، للترفيه، للإقناع، ومن أجل مشاركة الأبحاث الجديدة.

القراءة النقدية:

عند تحليل نص ما فإنك تنخرط في ملاحظة ما يقوله المؤلفون وكيف يقولون ذلك، ولا يعتبر العلماء مقالة أو كتابًا أو دراسة واحدة على أنّها الحقيقة الكاملة حول موضوع ما، ويقرؤون على نطاق واسع حول هذه القضية للحصول على فهم شامل.

عندما تقرأ بشكل نقدي للمقارنة فإنك تقوم بتوسيع العرض إلى ما وراء المصدر الفردي والنظر في النص فيما يتعلق بالنصوص الأخرى التي قرأتها حول نفس الموضوع، ويمكنك أيضًا التفكير في ما تعلمته في الدورات السابقة.

غالبًا ما تسمى عملية المقارنة هذه بالتوليف، وفي نهاية المطاف يجمع العلماء العديد من المصادر ويوصلون إلى استنتاجات فريدة وثاقبة بناءً على تلك الأدلة، والتوليف هو السمة المميزة للكتابة العلمية الناجحة ومن الأسهل بكثير أن تعمل بشكل جيد إذا بدأت كقارئ نشط وواعي.

ما الفرق بين القراءة النقدية والتفكير النقدي في التدريس التربوي:

يمكننا التمييز بين القراءة النقدية والتفكير النقدي بالطريقة التالية:

القراءة النقدية: هي تقنية لاكتشاف المعلومات والأفكار داخل النص.

بينما التفكير النقدي: هو أسلوب لتقييمالمعلومات والأفكار، لتقرير ما يجب قبوله وتصديقه.

تشير القراءة النقدية إلى قراءة تحليلية متأنية ونشطة وانعكاسية، بينما يتضمن التفكير النقدي التفكير في صحة ما قرأته في ضوء معرفتنا السابقة وفهمنا للعالم.

على سبيل المثال ضع في الاعتبار الجملة التالية يشتري الآباء سيارات باهظة الثمن لأطفالهم لتدميرها، نظرًا لاستخدام المصطلحات هنا  فإن القراءة النقديةتهتم بمعرفة ما إذا كانت كلمة هم تشير في سياق النص ككل، إلى الوالدين أو الأطفال أو السيارات، وما إذا كان النص يدعم هذه الممارسة.

بينما يلعب التفكير النقدي دورًا عند تحديد ما إذا كان المعنى المختار صحيحًا بالفعل وما إذا كان يجب عليك كقارئ أو دعم هذه الممارسة أم لا.

من خلال هذه التعريفات يبدو أن القراءة النقدية تأتي قبل التفكير النقدي: فقط بمجرد أن نفهم النص بالكامل القراءة النقدية يمكننا تقييم تأكيداته التفكير النقدي.

التفكير النقدي والقراءة النقدية في التدريس التربوي:

في الممارسة الفعلية تعمل القراءة النقدية والتفكير النقدي معًا، يسمح لنا التفكير النقدي بمراقبة فهمنا أثناء قراءتنا. إذا شعرنا أن التأكيدات سخيفة أو غير مسؤولة التفكير النقدي، فإنّنا نفحص النص عن كثب لاختبار فهمنا القراءة النقدية.

بالمقابل يعتمد التفكير النقدي على القراءة النقدية، ويمكنك التفكير بشكل نقدي في النص التفكير النقدي، بعد كل شيء فقط إذا كنت قد فهمته القراءة النقدية، وقد نختار قبول أو رفض عرض تقديمي، لكن يجب أن نعرف السبب ولدينا مسؤولية تجاه أنفسنا، وكذلك تجاه الآخرين لعزل القضايا الحقيقية للاتفاق أو الخلاف، وعندها فقط يمكننا أن نفهم ونحترم آراء الآخرين للتعرف على هذه الآراء وفهمها، يجب أن نقرأها بشكل نقدي.

فائدة التمييز بين القراءة النقدية والتفكير النقدي في التدريس التربوي:

إذا كان التفكير النقدي والقراءة النقدية مرتبطين ارتباطًا وثيقًا فلماذا لا يزال هذا تمييزًا مفيدًا؟ تكمن فائدة التمييز في تذكيره بأنه يجب علينا قراءة كل نص بناءً على مزاياه الخاصة، وليس فرض معرفتنا أو وجهات نظرنا السابقة عليه، بينما يجب علينا تقييم الأفكار كما نقرأ يجب ألا نشوه المعنى داخل النص، ويجب ألا نسمح لأنفسنا بإجبار النص على قول ما نود أن يقوله بخلاف ذلك وإلا فلن نتعلم أي شيء جديد.

المصدر: استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر.نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور.تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة.طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.


شارك المقالة: