ما هو مفهوم التعليم الذاتي في التدريس التربوي؟

اقرأ في هذا المقال


ما هو مفهوم التعليم الذاتي في التدريس التربوي؟

يقصد بمفهوم التعليم الذاتي: على أنّه عبارة عن عملية اكتساب المعرفة أو المعلومات دون وجود شخص آخر ليعلمه إياها، وهو الوحيد الذي سوف يساعد نفسه في الحصول على هذه المعرفة دون أي تعليمات رسمية وسيتم تعليمه دون أي تعليم رسمي فعلي.

إنّ مفتاح التعليم الذاتي هو التأكد من أنه مثل جميع أجزاء من خطة التطور المعنية الخاص به فإنّه يستهدف بشكل خاص أهدافه الاستراتيجية، ويجب أن تكون خطة التطوير الذاتي الخاصة به مبنية على أهدافه لنفسه، ويأتي التعليم الذاتي في العديد من الأشكال المختلفة ويمكن اختيار أفضل مزيج يناسب أسلوب التعلم الخاص به.

خطوات التعليم الذاتي في التدريس التربوي:

هناك عدد غير قليل من الخطوات التي يمكن اتخاذها من أجل إنشاء خطة التعليم الذاتي الشخصية الخاصة وهناك بعض الخطوات المهمة، وتتمثل هذه الخطوات من خلال ما يلي:

تجهيز غرفة:

القيام على تجهيز غرفة من أجل الدراسة فيها نظرًا لأنه لن يتعلم في فصل دراسي، فمن المهم أن يكون لدى الطالب غرفة لن يفعل فيها شيئًا سوى الدراسة، وسوف يكون ذلك مفيدًا للغاية عندما تريد العثور على مكان من أجل التركيز وتجميع جميع المستلزمات اللازمة لجلسته وجاهزة للاستخدام.

سوف يرغب الطالب في البحث عن غرفة في منزله لا يشتت فيها أفراد عائلته الآخرون، في حين أن تعليم نفسه شيئًا جديدًا قد يكون تجربة رائعة حقًا بالنسبة له، فقد لا يتمكن أفراد عائلة الآخرون من فهم أن الطالب يفعل شيئًا مهمًا، لذلك سوف يحتاج إلى التأكد من أن لديه مساحة للدراسة.

جعل الغرفة مريحة ومجهزة جيدًا وتأكد من أن لديه مكتب وكرسي ودفاتر وأقلام وبالطبع الكمبيوتر المحمول الخاص به متوفر في تلك الغرفة، كلما كانت الغرفة مجهزة بشكل أفضل زادت قدرته على التركيز على دراسته وكلما زادت قدرته على التعلم.

وضع الأهداف:

وضع أهدافًا حول ما يريد الطالب تعلمه بعد أن يختار بالضبط ما يريد معرفته، والبدئ بتحديد الأهداف، سوف تكون هذه الخطوة مفيدة للغاية إذا كان الطالب يريد الاستمرار في التعلم أكثر وعدم نسيان المعلومات التي تمكن للتو من تعلمها.

يجب أن تكون أهداف الطالب واقعية ويمكن التحكم فيها، ومثال على ذلك إذا كان يريد البدء في تعلم لغة جديدة فسوف يحتاج إلى منح نفسه وقتًا كافيًا من أجل تعلم الأبجدية وحفظها قبل الانتقال إلى أشياء أكثر تعقيدًا مثل القواعد والمفردات.

يجب أن تكون هذه الأهداف قابلة للتحقيق وخاصة إذا كان الطالب قد جرب التعلم عبر الإنترنت في الماضي ولم ينجح حقًا، في بعض الأحيان يميل إلى تحمل أكثر بكثير مما يمكن التعامل معه ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الفشل في مهمة معينة دون إعطائها محاولة مناسبة، لذا ينبغي على الطالب البدئ بضبط الحد الأدنى وشق طريقه نحو أشياء أكثر صعوبة حتى ترى نتائج دائمة.

الالتزام بجدول الدراسة:

الالتزام بجدول الدراسة عندما يتعلق الأمر بتعليم نفسه شيئًا جديدًا، فقد يجد صعوبة في الالتزام بالتعلم باستمرار على أساس أسبوعي، بعد انتهاء الإثارة الأولية قد يجد أن لديه أشياء أكثر إثارة للعمل عليها خلال الأسبوع، وسرعان ما سوف ينتهي به الأمر ببساطة إلى عدم وجود أي وقت لمشروع التعليم الذاتي الخاص به.

أفضل طريقة من أجل التعامل مع هذه المشكلة هي تحديد مواعيد جلسات التعلم الخاصة به لأوقات وأيام معينة من الأسبوع، وكلما كان جدوله منظمًا زاد احتمال التزامه به، وسوف يكون قادرًا على معرفة أن لديه وقتًا ويومًا معينين حيث لا يجب عليه ترتيب أي شيء آخر ويمكن أن يساعده ذلك حقًا في الالتزام به.

وإذا كان الطالب بحاجة إلى بعض المساعدة في إدارة وقت أو التذكر عندما من المفترض أن يتابع جلسة التعلم الخاصة به، فيمكن دائمًا استخدام أداة مثل تقويم مناسب من أجل جدولة أنشطته اليومية بشكل صحيح والتأكد من عدم تداخل أي شيء مهم مع وقت دراسته الشخصي.

قد يرغب أيضًا في التفكير في استخدام مساعدة خدمة كتابة المواضيع من أجل مساعدته في تشكيل جدوله الزمني وأنشطته اليومية بشكل أفضل، ولذلك ينبغي التأكد من تخصيص بعض الساعات على أساس أسبوعي والتي سوف يركز خلالها فقط على ما يحاول تعلمه.

سوف يساعد التمسك بهذا الهدف على مواصلة عملية التعلم وسوف يساعد على البقاء ملتزمًا بهدف التعلم الأولي الخاص به.

التعلم عبر الإنترنت:

البحث عن مجموعة تعلم عبر الإنترنت في حين أن هذا مشروع تعليمي ذاتي، فقد يجد أن التعلم مع شخص آخر قد يكون كثيرًا من المرح وأكثر فائدة ممّا كان يتخيل، قد يكون مفتاح الحفاظ على عملية التعلم هو مجرد جعل نفسه مسؤولاً أمام شخص آخر.

تعلم المهارة:

إنّ تعلم مهارة جديدة مع صديق أو أحد أفراد الأسرة أو حتى عضو في مجموعة معروفة على الإنترنت يمكن أنّ يساعد حقًا في الالتزام بهدفه وتحقيق المزيد من التقدم، ولن يكون قادرًا على التحدث مع الآخرين حول تجربة وعملية التعلم بأكملها فحسب، بل سوف يتمكن أيضًا من التعلم من تجربتهم والاستفادة من نصائحهم وحيلهم فيما يتعلق بعملية التعلم.

تطبيق المهارات:

حتى بعد تعلم شيء ما، ينبغي على الطالب التأكد من أنه قادر على استخدامه في عدد من المواقف وأنّه مهما حدث فلن ينساه، وأفضل طريقة من أجل القيام بذلك هي استخدام هذه المهارة الجديدة في كل موقف يمكن للطالب.

ومثال على ذلك تمكن الطالب للتو من تعلم بعض الأشياء، فعليه محاولة استخدامه من أجل انشاء شيء يمكن للطالب مشاركته مع صديق، كلما زاد استخدام الطالب لمهاراته الجديدة، زادت الأشياء التي سوف يتعلمها لأن الخبرة عامل مهم جدًا في الحفاظ على مهارة ما على قيد الحياة وتطويرها بشكل أكبر.

يمكن أن يكون تعلم مهارة جديدة للطالب من تلقاء نفسه ممتعًا للغاية، وهناك الكثير من المعلومات المتاحة للطلاب في الوقت الحالي والتي إذا تم استخدامها بشكل صحيح يمكن أن تساعد حقًا في تعلم الكثير من المهارات الجديدة وتطوير أنفسنا.

يعد الالتزام بخطة فردية أثناء تعلم مهارة جديدة أمرًا مهمًا للغاية إذا كان الطالب يرغب في النجاح، كلما بذل الطالب المزيد من الجهد في تعلم شيء جديد، وكانت النتائج أفضل.

المصدر: استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر.نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور.تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة.طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.


شارك المقالة: